الصيام من أحب الشعائر الدينية المحببة لدينا، ومع هذه المحبة التي نكنها لهذه الشعيرة ومع كل ما يحمله هذا الشهر من روحانية إلا أننا لدينا طرق خاصة في التعامل مع بعض الأوضاع، ولدينا احتياطات يجب اتباعها لدى الأطفال ذوي الأمراض المزمنة. من الواجب لدى الوالدين للأطفال ذوي الأمرض المزمنة مراعاة حالتهم الصحية واستشارة الطبيب المعالج لديهم قبل البدء في الصيام، وذلك لنعطي أنفسنا ونعطيهم الوقت الكافي لحفظ ومراجعة النصائح بخصوص الصيام من عدمه، ومن هذه الأمراض مرض السكري وأمراض الكلى وبعض الأمراض الأخرى. على جميع أولياء أمور الأطفال المصابين بالسكري العلم أن هنالك اختلافاً كبيراً في معالجة كل مريض اعتماداً على مستوى السكر لديه في الدم، وبناءً على نوعية أكله، ودرجة نشاطه اليومي، كل هذه الأمور هي التي تحدد خطة علاجه وكمية جرعاته من الأنسولين وكذلك نوعيته. وعليهم اتباع النصائح الطبية التي يتلقونها من أطبائهم الذين يتولون معالجتهم، وعادة تتمحور هذه النصائح حول تنظيم وقت تناول الدواء، وخاصة علاج الأنسولين، وكذلك تحديد كمية السوائل المسموح بها ونوعيتها، ويجب على الوالدين مراعاة إصابة أطفالهم بأي من مضاعفات الصيام، وذلك مثل: الإغماء، وعلامات هبوط السكر في الدم لديهم، والجفاف، وفي حالة حدوث أي من هذه المضاعفات (لا سمح الله) يلزم عليهم الإفطار ومراجعة الطبيب المعالج الخاص بهم. علماً أن هذه الإرشادات، وأيضاً علامات هبوط السكر والجفاف تنطبق على جميع المرضى خاصة مرضى مشكلات وحصوات الكلى، ومرضى المسالك والذين يحتاجون كميات كبيرة من السوائل (وتتضمن علامات هبوط السكر: الشعور بالتعرق، الارتجاف، الخفقان، الجوع، التعب الشديد، التوتر وعدم التركيز)، ومن الضروري على جميع المرضى تناول الأغذية الصحية المفيدة والغنية بالفيتامينات والمعادن من خضراوات وفواكه، والابتعاد عن الأطعمة عالية الدهون والأملاح والسكريات التي اعتاد على تناولها الصائمون، ويستحسن تقسيم الوجبات على مدار فترة المساء بكميات قليلة ومتنوعة، وأخذ قسط كبير من الراحة أثناء نهار رمضان، وعلى مرضى السكر تحليل مستوى السكر في الدم في فترات مختلفة أثناء الصيام. وللمعلومية هناك كثير من الأمراض المزمنة التي يجب مراعاة ذويها بشدة أثناء الصيام، وذلك لخطورتها ولحاجة المريض للمتابعة المستمرة ومن هذه الأمراض المزمنة: أمراض القلب وأمراض الجهاز التنفسي والربو وأمراض الجهاز الهضمي وقرحة المعدة والاثني عشر ومرض التهاب الكبد المزمن وارتفاع ضغط الدم وغيرها من الأمراض المزمنة، ويفترض على الوالدين التأكد من سلامة صيام أبنائهم والحرص على ذلك، خصوصاً إذا كانوا من أصحاب الأمراض المزمنة، لأن أغلب هذه الأمراض تحتاج تناول عقاقير طبية مستمرة ومجدولة، وكما أن الصيام شعيرة روحانية نحرص عليها وعلى أن يلتزم أبناؤنا بأدائها، إلا أننا علينا أن نحرص على صحة وسلامة أبنائنا، ولنتذكر أن الدين يسر وليس عسراً، وأن هناك سماحة في شريعة الإسلام فلا ضرر ولا ضرار. * قسم التمريض - عيادة الجراحة Your browser does not support the video tag.