أكد مفتي جمهورية لبنان الشيخ د. عبداللطيف دريان ل»الرياض» أن العلاقات السعودية - اللبنانية متجذرة تاريخياً وتوصف بأنها أطيب العلاقات بين الشعبين الشقيقين، وهذه العلاقة التاريخية تتأصر بدعم المملكة الدائم للبنان وشعبه، والوقوف مع قضايا لبنان من أجل الأمن والاستقرار، والمملكة معروفة دائماً بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظهما الله-. وقال د. دريان إن البلدين يركزان على تعزيز هذه العلاقات وتطويرها والنهوض بها لمصلحة الشعبين، ونحن في هذا المجال نقدر عالياً للمملكة مساعدتها الدائمة للشعب اللبناني، ليس فقط من ناحية المساعدات المادية وإنما من الناحية المعنوية ووقوفها دائماً مع الشعب اللبناني للحفاظ على أمن واستقرار لبنان. وأضاف أن بعض الأصوات التي تشكك بوقوف المملكة مع أبناء لبنان هو إعلام موجه وصوت غير صادق، ولا تمثل أبداً تطلعات الشعب اللبناني، فالشعب يؤكد دائماً على العلاقة الممتازة بين المملكة ولبنان، ويعتبر المملكة هي الحاملة للهم العربي والإسلامي، وهي الدولة التي دائماً تقف مع قضايا الدول العربية والإسلامية على المستوى الإقليمي والعالمي بشكل واضح دون تمييز، وهذا ليس غريبا على المملكة قيادة وحكومة وشعباً، وبالطبع الأصوات التي نسمعها بين فترة وأخرى هدفها أن تسيء للعلاقات بين لبنان والمملكة، فهذه الأصوات لن تجد مرادها في تعكير العلاقات اللبنانية السعودية، لأن الشعب اللبناني هو شعب وفيّ للمملكة. وأضاف د. دريان أنه قبل أيام تناول مأدبة الإفطار التي أقامها القائم بأعمال سفارة خادم الحرمين الشريفين لدى لبنان وليد بن عبدالله بخاري على شرف رئيس دولة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري بحضور سفراء دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والدول العربية المعتمدين لدى لبنان وكبار الشخصيات والبرلمانيين اللبنانيين، وأعضاء السفارة والملحقيات والمكاتب الفنية، وقد استمع الجميع لكلمة القائم بالأعمال لدى السفارة عن العلاقات الطيبة بين المملكة ولبنان، وكذلك كلمة رئيس الوزراء اللبناني عن تمسكه بأطيب العلاقات مع المملكة، وهذا الإفطار هو دليل على محبة المملكة للشعب اللبناني بجميع أطيافه، لأن المملكة لا تميز بين فريق وآخر في لبنان، وإنما تشمل برعايتها كل الأفرقة وتعمل على تحصين الساحة اللبنانية من أي أزمات سياسية أو غيرها. وأشار إلى أنه أثناء زيارته للمملكة مؤخراً بدعوة رسمية من أمين عام رابطة العالم الإسلامي الشيخ د. محمد العيسى التقى خادم الحرمين خلال الزيارة مع الوفد المرافق، وسمعنا كلاما طيبا جداً عن لبنان وعن ومحبته -حفظه الله- للشعب اللبناني، ودعوته دائماً للحفاظ على الوحدة الوطنية الداخلية في لبنان، ولقد نقلت هذه المشاعر حينها إلى اللبنانيين بعد انتهاء الزيارة. وأكد د. دريان حرص خادم الحرمين على محبته للبنان وصداقته للبنان وعلى حبه للشعب اللبناني، ورسالته كانت واضحة هي الحفاظ على التناسق الداخلي اللبناني، وعلى الوحدة الوطنية وعلى العيش المشترك بين اللبنانيين. وذكر أن خطوات الملك سلمان في حوار الأديان مهمة جداً تقوم بها المملكة بقيادته -حفظه الله- وسمو ولي عهده الأمين، لأن المملكة تحمل رسالة الإسلام ومنهجها كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، والدين الإسلامي يدعونا دائماً إلى الانفتاح على الآخرين وإلى الحوار معهم وإلى الموعظة الحسنة والكلمة السواء فيما بيننا وبينهم، وما اللقاء الذي شاهده الجميع مؤخراً بين خادم الحرمين ورئيس المجلس البابوي إلا تأكيد على الحوار بين الأديان، ويعطي دفعاً لعمليات السلام في ظل ما يشهده العالم من حروب. وأضاف د. دريان أن المملكة لم تتأخر يوماً عن تقديم المساعدات للنازحين السوريين والأخوة الفلسطينيين اللاجئين سواء في لبنان وغيرها، فهي الدولة الأولى في الوقوف مع الشعوب العربية والإسلامية بالمساعدات المالية والمعنوية، وكذلك الأولى في دعم القضية الفلسطينية على المستوى العالمي منذ سنوات طويلة، وما يقوم به مركز الملك سلمان للإغاثة بعمل رائد وجبار في لبنان وغيرها إلا دليل على خدمة المملكة للكل دون تميز أو تحيز، وجميع هذه الأمور تتم بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين في المساعدة للأشقاء العرب والمسلمين وقت الأزمات وفي أي دولة يتعرضون فيها لأي أزمة. واستطرد مفتي جمهورية لبنان أن المملكة هي الدولة التي عودتنا على وقوفها الدائم فشكراً لرعايتها العرب والمسلمين، مشدداً على أنهم منذ بداية «عاصفة الحزم» يقفون إلى جانب المملكة للحفاظ على وحدة اليمن ووقوفها مع الحكومة الشرعية والشعب اليمني، وكذلك مع التحالف بقيادة المملكة ب»إعادة الأمل» للحفاظ على الشعب اليمني، ونؤكد بأن ما تقوم به الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران ضد الشعب اليمني مرفوض، ونستنكر وندين ونستهجن الصواريخ الإيرانية البالستية التي تستهدف المملكة من قبل الميليشيات الإرهابية في اليمن، والتي تهدف لزعزعة الأمن والاستقرار، ولكن المملكة عصية دائماً على هذه المحاولات وستبقى أرض آمنة، لأن أمن المملكة والحرمين هو أمن لكل العرب والمسلمين، ولن تتمكن إيران أو غيرها فهي أمام المملكة الدولة الكريمة العظيمة أرض المحبة والسلام في العالم. Your browser does not support the video tag.