لم تعد الرياضة في نظر القيادة السعودية بدعم وتوجيه من خادم الحرمين الملك سلمان - حفظه الله - وسيلة ترفيه وقتل فراغ وشغل لأوقات الشباب بمتابعة المسابقات الكروية والألعاب المختلفة الأخرى لفترة محدودة، ومن ثم ينفض السامر حيث توقف المنافسات وصخب الملاعب ومناوشات الإعلام وتحديات بلا نتائج، إنما صارت مشروع دولة واستثمار طاقات وتنويع فكر ومنظومة قيم وصناعة تنهض بالرياضي ويرتقي بها إلى حيث توجه هذه القيادة، العمل العشوائي، وآلية "الفزعات" الشرفية وإيجاد الحلول الموقتة لم تعد مناسبة لعالم رياضي متقدم يتعامل مع المرحلة ورسم المستقبل بالاحتراف واستغلال الأدوات الموجودة وفق الإيرادات والمداخيل وجداول الضرب والطرح والقسمة والنسب المئوية، لا وفق الوعود التي يمكن أن تنفع وتخدم الأندية في عصر الهواة ومحدودية الصرف وغياب بعض المفاهيم لدى المشجع والإعلامي، ولكنها لا تغني من جوع ولا تسمن في عهد أن تكون هذه الرياضة صناعة واستثمار وإنجازات تعكس طموح الرياضي وهدف الإنسان وسمو فكر من يعمل وتخطيطه للمستقبل. ما يحدث الآن في عصر تطوير مختلف المجالات، تفرضه رؤية القيادة حفظها الله 2030، وأهمية تحرير الرياضة من سوء التخطيط وضعف النتائج وتراكم الديون وسلاسل الشكاوى التي تقيد الأندية وتحد من تقدمها نتيجة فوضى كانت تتعامل بها إدارات سابقة لم تقيس الواقع وتنظر للمستقبل بروح استشعار المسؤولية، طاب لها التبذير ودأبت على سوء الصرف، بلا تنظيم ولا رقابة ليقع الفأس بالرأس ويتجه الكثير من هذه الأندية إلى الإفلاس وتعريض نفسها إلى الكثير من العقوبات الدولية نتيجة عدم التزامها بالعقود مع المدربين واللاعبين، ومضاعفة المصاريف مقابل ضعف المداخيل تحت غطاء وعود بعض الرؤساء بالتسديد وتوفير عقود الرعاية، وفي نهاية الأمر استيقظ الجميع على كارثة مالية -حذر منها العقلاء مرات ومرات- كادت أن تعصف بالجميع خصوصا الأندية الكبيرة التي كانت تتباهى بجماهيريتها وبطولاتها، وكانت إداراتها تدغدغ مشاعر أنصارها بعمل وإنجازات لم يحدثا من قبل، ثم ما الذي حدث؟، واقع هش ومستقبل مظلم وتخطيط ليس له وجود، هنا كان تدخل عراب التطوير ونصير الشباب وصاحب المبادرات والرجل الذي يعمل بلا كلل ولا ملل، ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله - الذي أصبح مغيثا للرياضة بعد الله في الكثير من المواقف على مستوى المنتخبات أو الأندية السعودية، والحكام، يتعامل مع ظروفها وأزماتها وفق التفاصيل الدقيقة وضرورة المرحلة وأهمية مباشرة علاج الخلل. الأندية واللاعبون والحكام والاتحادات والمسابقات والجهات المنظمة لها، شملها دعمه وفتح أمامها طريقا جديدا معبدا للعمل ورفع شعار الهمة والطموح، لم تشغله هموم المجالات الأخرى ومناصبه الكبيرة وتحركاته الدولية لإظهار الوجه الجميل للمملكة لدى الخارج من خلال التطوير والتقدم في الداخل، عن مرفق الشباب والرياضة، أو يبتعد عنهما لضيق الوقت ولتعدد المشاغل، إنما كان قريبا وفي كل هزة يدنو منها أكثر ويدعمها ماديا ومعنويا ويحفزها ويرفع من قيمتها ويحسن من مستواها انطلاقا من رهانه على الشباب واهتمامه بهم واعتبارهم مكونا أساسيا من مكونات التنمية والتطوير والرقي الدائم وأبرز محركات تحقيق "رؤية 2030". هذا الدعم الذي تمثل بتسديد الديون الخارجية على الأندية ورواتب لاعبي المنتخب الأول لكرة القدم والاهتمام بالمسابقات من خلال استقدام حكام عالميين، ماهو إلا امتداد لدعم ولي العهد للقطاعات والمؤسسات بالمملكة كافة وتجسيد حي لقربه من الواقع الرياضي وحرصه على تطوير مسابقات كرة القدم في المملكة وتذليل العقبات خصوصا أن بعض الأندية السعودية أصبحت غير قادرة على الاستمرار بسبب المشاكل المالية التي تواجهها فكان تدخله الفوري خشية أن تواجه عقوبات انضباطية قاسية بسبب عدم الإيفاء بالالتزامات المالية مثل الحرمان من تسجيل اللاعبين بشكل عام، وخصم النقاط، أو الهبوط إلى الدرجة الأدنى، ولاشك أن وصول أرقام القضايا لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" إلى 107 قضايا ما بين منظورة وقضايا قيد الاستئناف أمر محرج ومزعج، ولكن الرجل المتسلح بروح الشباب وحب الوطن وعشقه لتطوير مختلف المجالات كرر مواقفه التاريخية والمشرفة في دعم رياضة الوطن ورفع سقف الطموح ووتيرة العمل لديها، بدلا من الإضرار بسمعة البلد بصفة عامة والرياضة السعودية تحديدا في حال عدم التدخل العاجل لإنقاذ الأندية، بمليار و277 مليون ريال تمثل إجمالي الدعم المقدم من ولي العهد للأندية السعودية منها 333 مليون و500 ألف ريال للإيفاء بمبلغ القضايا الخارجية على الأندية في "الفيفا" فضلا عن الرواتب المتأخرة لكل من لاعبي المنتخب واللاعبين الأجانب واللاعبين السعوديين غير لاعبي المنتخب حتى 30 يونيو 2018 والتي تصل قرابة 323 مليون ريال، وتقديم دعم مالي للاتحاد السعودي لكرة القدم بلغ 35 مليون ريال، وتقديم دعم مالي للموسم المقبل لتسديد تكاليف الحكام الأجانب بمقدار 35 مليون ريال، ودعم مالي لأندية دوري المحترفين بمبلغ 375 مليون ريال، إلى جانب 110 ملايين لأندية دوري الأمير محمد بن سلمان و25 مليون ريال لرابطة دوري المحترفين لتطوير أعمالها بما يواكب تطلعات المرحلة المقبلة، واطلاق مسمى "الدوري السعودي للنجوم" على دوري المحترفين لدعمه من ولي العهد وحتى يكون أحد أهم وأبرز المسابقات الرياضية عالميا. Your browser does not support the video tag.