شهر رمضان شهر الفضائل والجود والبركات، شهر تفتّح فيه أبواب الجنان، وتغلّق فيه أبواب النيران، وتصفّد فيه الشياطين، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال: "إذا جاء رمضان فُتحت أبواب الجنة، وغُلّقت أبواب النار، وصفدت الشياطين" رواه مسلم. وإن الوقف في سبيل الله عمل جليل وقربة وطاعة عظيمة، ومما يزيدها أجراً وثواباً أن يتحيّن المسلم لها الأوقات الفاضلة والأزمان المحبوبة لله - تعالى - كشهر رمضان المبارك وعشر ذي الحجة ويوم الجمعة ونحو ذلك. وتأمل معي حال حبيبنا قال ابن عباس رضي الله عنهما: كان النبي أجود النّاس بالخير وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه كلّ ليلة في رمضان حتى ينسلخ يعرض عليه النبي القرآن فإذا لقيه جبريل عليه السلام كان أجود بالخير من الريح المرسلة" متفق عليه. وإن من الأوقاف المتيسرة والتي ينتشر ذكرها والدعوة إليها في شهر رمضان المبارك المساهمة والمشاركة في أوقاف بعض الجهات الخيرية الموثوقة كالجمعيات الخيرية ومكاتب الدعوة، بحيث تقوم الأوقاف على أعمال هذه المؤسسات الخيرية النافعة وبرامجها المتعددة، وقد تسمى هذه الأوقاف من باب التشجيع والتحفيز بأسماء جاذبة كوقف الوالدين أو وقف الأم أو وقف الأرحام وغير ذلك من الأسماء لأجل ترغيب الناس وحثهم وتشجيعهم على أن يوقفوا عن آبائهم وأمهاتهم، وإن كانت مصارفها متنوعة على حسب تخصص الجهة أو الجمعية أو المكتب. وإن من الجميل أن يسهم المسلم بما يسر الله له في هذه، ومما يميز هذه الأوقاف أنها صدقات خفيّة بين العبد وربه وبإمكانه أن يشارك فيها في لحظات يسيرة عبر وسائل الاتصال الحديثة، فهي - بإذن الله - أبعد ما تكون عن الرياء والسمعة أو المنّ والأذى. وتتنوع أبواب الخير في شهر رمضان المبارك لذا فإنه يحسن بالمسلم أن يسهم فيها بقدر وسعه فيُدخلها من ضمن مصارف الوقف الخاص به أو يوقف عليها أوقافاً خاصة ومن هذه الأعمال: *الوقف في سبيل الله بأن يختار المسلم المحب للخير مالاً محبباً إلى نفسه من عقار أو مزرعة أو مصنع أو غيرها فيخرجه من ملكه ويجعله وقفاً في سبيل الله يدر على أوجه الخير والإحسان. ومنها تفطير الصائمين: لما يترتب عليه من الأجور العظيمة يقول الرسول : "من فطر صائماً فله مثل أجره" رواه الترمذي وصححه الألباني فماذا لو ساهم الإنسان بتفطير الصائمين في كل يوم من أيام هذا الشهر المبارك فكم سينال من الحسنات؟ وفضل الله واسع. *العمرة، ولا شكّ أن أجر العمرة في رمضان عظيم كما قال : "عمرة في رمضان تعدل حجة معي" رواه البخاري ومسلم فمن الجميل أن يساهم المحسن بتجهيز المسلمين لأداء العمرة لاسيما من لم يسبق له العمرة. *ومن أجلّ القربات سقيا الماء للمصلين في رمضان في صلاة التراويح والقيام فأفضل الصدقة سقيا الماء كما أخبر المصطفى. *ومنها المساهمة في تهيئة المساجد وتأهيلها بالفرش والتكييف والإضاءة وتكميل احتياجاتها اللازمة من أدوات نظافة وتطييب ونحوها. *ومنها وقف المصاحف في رمضان لا سيما ورمضان شهر القرآن يقول الله تبارك وتعالى: (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن..) وغير ذلك من أبواب الخير. Your browser does not support the video tag.