فرض صيام شهر رمضان المبارك في السنة الثانية للهجرة، وصيامه احد اركان الاسلام الخمسة التي بني عليها الاسلام لما ورد في الحديث الذي رواه البخاري: "بني الاسلام على خمس، شهادة انه لا اله الا الله وان محمداً رسول الله، واقام الصلاة وايتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان". والصيام في الاسلام يقصد به حبس النفس عن الشهوات وفطامها عن المألوفات من طعام وشراب وشهوة (جماع) يمتنع المسلمون الصائمون من الفجر الى مغيب الشمس. وأكرم الله سبحانه وتعالى هذه الامة العظيمة بشهر رمضان اشهر العبادات، ففيه انزل القرآن الكريم، كتاب الله الخالد، قال تعالى: "شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان". ورسول الهدى، نبي هذه الامة كان جبريل عليه السلام يدارسه كل ليلة من ليالي شهر رمضان المبارك، وكان اذا لقيه جبريل اجود بالخير من الريح المرسلة، اي المتصلة الدائمة بلا انقطاع. وفيه تفتح ابواب الجنة، وتغلق فيه ابواب النار، وتسلسل فيه الشياطين،جاء في الحديث الشريف: ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "اذا دخل رمضان فتحت ابواب الجنة وغلقت ابواب جهنم، وسلسلت الشياطين". وفي شهر رمضان كان رسول الهدى عليه افضل الصلوات واتم التسليم يكثر من الصدقة و الاحسان والصلاة والذكر وتلاوة القرآن والاعتكاف. واخبر الرسول صلى الله عليه وسلم بثواب الصيام واجر القيام، عند لقاء الرب بقوله في الحديث: "للصائم فرحتان يفرحهما: اذا افطر فرح واذا لقي ربه فرح بصومه". واغتنام ايام شهر رمضان المبارك ولياليه بالاكثار من انواع العبادات واستباق الخيرات ايثارا لمحبة الله ومرضاته الذي لا يطلع سواه سبحانه وتعالى، وهو سر بين العبد وربه، العبد الذي ترك طعامه وشرابه وشهوته من الفجر الى مغيب الشمس من اجل معبوده، والرب ينزله رفيع الجنان. فهل يغتنم الفرصة في الاكثار من العبادات والخيرات والصدقات في هذا الشهر الذي يتنافس فيه المتنافسون املا في الخطوة بالرضى والرضوان!!