دُشِّن برنامج جودة الحياة 2020 قبل عدة أيام، وهو أحد البرامج ال12 لتحقيق رؤية المملكة 2030، ويعنى البرنامج بتحسين نمط حياة الفرد، الأسرة، والمجتمع عامةً، وصناعة أسلوب حياة جديد ومتوازن، من خلال توفير وتهيئة بيئة داعمة، مبادرة، ومتفاعلة مع المواطن والمقيم، معززة لمشاركتهم في مختلف الأنشطة الثقافية، الترفيهية، والرياضية، ويهدف البرنامج بشكل رئيس لوضع 3 مدن رئيسة ضمن قائمة أفضل مدن العالم للعيش ضمن معايير عالمية مختلفة، وسيشكل البرنامج نقلة قريبة، سريعة، وإيجابية على مستويات عدة بلا شك، فقد قرر البرنامج تحقيق بعض أهدافه بحلول 2020. الآن.. هذا ما قدمته مملكتنا الغالية لنا كمواطنين ووافدين، ومن المنطق أن يفكر كلّ منّا فوراً بدوره بالمقابل، فكيف سنتعامل مع البرنامج؟.. كمواطنين، اليوم بيننا من هو عامل، مهندس، مراسل، ممرض، طبيب، سائق، وغيرهم.. ماذا سنقدّم لوطننا؟! منذ عدة عقود وإلى حد قريب كانت تتوالى علينا وتبثّ بيننا موادّ إعلامية مختلفة على مختلف الإذاعات المرئية والمسموعة، فضلاّ عن برامج التواصل الاجتماعي منذ جديد عهدها في مجتمعنا، منادين من خلالها ومناشدين المسؤولين الحكوميين والوزارات بخلق بيئات جديدة تتسم بالتطوير وتحسين جودة مخرجاتها، وانعكاسها على حياتنا كمواطنين، فإن افترضنا جدلاً أن ما تم عمله سلفاً استجابةَ لمطالبنا لم يرح سرائرنا بأي شكل من الأشكال، فاليوم تم تفعيل برنامج وطني حكومي قوي ذي كفاءة عالية، يغطي تلك المطالب، بل ويذهب لما هو أبعد أيضاً، ولكن السؤال الأهم الآن: كيف سنتعامل نحن مع البرنامج، ما الواجب علينا فعله؟، إن الأمر في الواقع عبارة عن تكامل بين الوطن ومواطنيه، فلا يعمل أي برنامج تنموي في العالم دون فاعليّة مواطنيه! وهذا ما يجب علينا تجاه رؤيتنا وبرنامجها عموماً، وتجاه هذا البرنامج على وجه الخصوص، فهو يلامس إنسانيتنا، حضارتنا، ديننا ومجتمعنا بشكل أساس دون أدنى شك. إنّ التغيير بحدّ ذاته ثقافة! وهو الحال أيضاً في التعامل مع البرامج المتتابعة لرؤيتنا، فيجب أن نكون على قدر عالٍ من الثقافة والإيمان للتعامل معها وتنفيذها كما يستحسن وبأفضل الصّور، فاليوم نحن كمواطنين أصحاب قرار ومسؤولون بالدرجة الأولى أكثر من أي وقت مضى، كل منّا يجب أن يكون قائداً لذاته، أسرته، مجتمعه، من خلال تخصّصاتنا، مهننا، أفكارنا، أخلاقنا، أمانتنا، معرفتنا، ثقافتنا، وإجتماعيّتنا، نحن من سينجز هذه الأهداف ويساهم في تكليل رؤيتنا بالنجاح، هذه البرامج لن تفعّل نفسها بنفسها، فنحن من سيصنع جودة حياتنا بأنفسنا من خلال تكاملنا، ثقافتنا، وإيماننا بما نفعل وما نريد لمستقبلنا ومستقبل وطننا، نحن لا غيرنا المعنيون بهذا البرنامج، من كان ليفعّله إذا لم يكن (حاملي الهوية الوطنية)؟! الوطن بادر ومدّ يده من خلال برامج تنموية عظيمة بمختلف الأهداف وفي شتى المواضع، بعضها في طور التنفيذ والآخر بصدده، فيجب أن نتكامل معه. في الواقع، السفينة الآن قد أبحرت متّجهة نحو رؤيتها متضمّنة محطّات تتمثل ببرامج ذات أهداف، وتستند على خطوط سير واضحة ومعلنةً لا يشوبها شيء، ولن يكن هناك سوى سؤال واحد: هل سيكون لك بصمة شرف في تحقيق هذا الإنجاز ووصول السفينة لغايتها، هل أنتَ/أنتِ معنا أم لا؟. Your browser does not support the video tag.