أكد أحمد قذاف الدم المبعوث السابق للرئيس الليبي معمر القذافي والمسؤول السياسي بجبهة النضال الوطني ضلوع النظام القطري في المؤامرة الفاشلة لاغتيال الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- عندما كان ولياً للعهد، مشيراً إلى أن الدوحة أعدت مشروعاً تآمرياً ضد العديد من الدول العربية إضافة إلى تغذيتها للفتنة في العالمين العربي والإسلامي. وقال قذاف الدم في مقابلة أجرتها معه قناة (سعودي 24) إن قطر مجرد أداة لمخطط كبير يهدف إلى تقسيم الأمة وإدخالها في معارك لتدمر نفسها بنفسها، موضحاً أن النظام القطري مستمر في التآمر على المملكة والبحرين والإمارات ومصر والجزائر وجميع الدول العربية ويستخدم في تآمره أدوات كثيرة. وفيما يلي أبرز ما جاء في المقابلة: * كيف رأيت الدور القطري في الأزمة الليبية ما قبل مقتل القذافي وما بعده في محاولة لتمهيد الأرض الليبية لرؤية سياسية ما؟ * من حق الشعوب أن تثور إذا وجبت الثورة، ولكن الثورة ليست واجبة في ليبيا فالمعاش لكل الناس والدراسة والوقود والسكن والكهرباء وكل شيء مجاني، فليبيا دولة آمنة يأتيها رزقها رغداً من كل مكان، ولكن القوى الاستعمارية تأمرت علينا لأن القذافي عندما ذهب لإفريقيا وبدأ يعمل لحشد 50 دولة وإغلاق الطريق أمام الغرب، وأفريقيا هي منجم ثروات العالم، فرأوا أنه لابد من التخلص من القذافي، وحاولوا قتله قبل ذلك عن طريق المخابرات البريطانية، كما حاول الأميركون غزو ليبيا في عهد الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك وطلبوا منه استخدام المطارات المصرية ولكنه فضح أمرهم، إذاً هذه المؤامرات مستمرة، وهذا المخطط بدأ في ذلك الوقت ثم عادوا إلى بلدانهم معبئين أن الجهاد يبدأ في بلداننا، وبدأ الجهاد في العراق وسورية واليمن وليبيا ومصر والمملكة العربية السعودية، حتى هؤلاء القياديات الموجودين في الدوحة خرجوا على الملأ يطلبون الجهاد ضد القذافي ولم نسمعهم يطالبون بالجهاد في القدس، مما يؤكد أن قطر استُخدمت استخداماً سيئاً. خلق الفتنة * كيف تم استخدام قطر؟ * الشيخ حمد كنا نراه قومياً عربياً ولم نكن نعتقد أن عربياً مسلماً يوالي اليهود والنصارى ويقاتل في خندقهم في ليبيا فكانوا كتفاً إلى كتف مع الفرنسيين والأميركيين واليهود والقوى الاستعمارية وبقية العملاء، قطر استُخدمت في خلق الفتنة في الجزيرة العربية، وهي لن تكون كبيرة إلا عندما تكون في الاتحاد العربي واتحاد الدول الخليجية أما عداها فستكون منبراً وسلماً للعدو تسلل خلاله لضرب العراق وسورية. تغذية الصراعات * قطر كانت تقوم بدور الوسيط بين ما يعمل على الأرض في الثورة الليبية والقوات الغربية.. كيف تفاجأتم بهذا الدور؟ * منذ الأيام الأولى للثورات العربية بدأت ملامح الموقف القطري تظهر، وقبل هذا كانت هناك علامات استفهام حول الموقف القطري بدأت من الخلاف الذي حدث في شرم الشيخ بين معمر القذافي والملك عبدالله رحمه الله، حيث كانت قطر تغذي الصراع بشكل ملفت للانتباه بدلاً من أن تقوم بدور الوساطة لأنه لم يكن هناك مشكلة حقيقية فكان مجرد سوء فهم حصل في قمة شرم الشيخ وانتهى، وبالتالي عملت قطر على تغذية هذا الصراع وهذا خارج روح العروبة والقيم الأخلاقية. تنسيق مع الصهاينة * كيف كانوا يغذون هذا الصراع؟ * من خلال ما خرج في وسائل الإعلام واللغة التي كان يتكلم بها الإخوة في قطر، والتنسيق بينهم وبين الدول الاستعمارية التي تستهدف الأمة بما في ذلك الصهاينة والزيارات للدوحة من القيادات الصهيونية، ولكن لم نكن نتصور أن يصل الأمر بقطر إلى هذا الحد، فلم يكن هناك أي خلاف بين ليبيا وقطر وكانت العلاقات ممتازة بينهما حتى القمة العربية الإفريقية في طرابلس. ليست حليفاً * هل كنتم تعتبرون قطر حليفاً؟ * قطر أصغر من أن تكون حليفاً، ونحن في قارة وهم في قارة، ولا يدرى سبب هذه التصرفات فقد يكون القطريون مجبورين على ذلك.. فهي أيضاً مستهدفة كبقية الدول العربية والإسلامية. حقد شخصي * هل ترى أن قطر كانت معنية وقت أزمة شرم الشيخ بتأجيج صراع بين السعودية وليبيا؟ * كان هناك حقد أعتقد أنه ليس شخصياً، فقد تم الزج بقطر وإيهامها أنها في مأمن حتى تقوم بذلك، وهذا غباء أن تصرف أموالك وتدفع ثمن الصواريخ التي تسقط على بيت كل عراقي وسوري وليبي أو حتى مصر الآن، فما مصلحة الإخوة في قطر حتى تقوم بذلك. قطر تمول بناء سد النهضة للتآمر على مصر، وليس هناك أي عاقل مسلم عربي يشارك في ذلك ويهدد حياة الملايين. التآمر مكشوف * هل تتوقع أن قطر تحمل مخططاً للسعودية كما كانت تحمل مخططاً لليبيا وتشارك في تقسيم المملكة وفتح جبهات عليها؟ * هذا قائم طبعاً للأسف على كل الدول العربية بما في ذلك سورية والعراق واليمن والسعودية والجزائر، وهذا موثق ومرصود من كل أجهزة العالم. والمتعاونون مع العرب يدركون ذلك، ولكن هل ستكون قطر في منأى إذا تفجرت الأوضاع لدى جيرانها. * هل قطر قادرة على أن تحدث ما أحدثته في ليبيا داخل المملكة العربية السعودية؟ * أهلنا في السعودية وحتى في الجزائر وسورية لديهم وعي واستفادوا مما حدث في ليبيا واستفاقوا على أن هناك مؤامرة كبرى على الأمة، وأستبعد أن يكون القطريون مخيرين في تصرفاتهم. قطر أداة تستخدم وليس لديها استراتيجية خاصة بها فهي تمارس هذا الدور الخياني للعروبة والقيم الإنسانية مع دول أجنبية معادية للإسلام وتعمل عليه منذ زمن، واستخدمت قطر كأداة ضمن الأدوات التي استخدمت في الحملة على العالم الإسلامي، من حسن الحظ أن ما حدث في ليبيا والدمار وما وصلت إليه من وضع بائس جعل الشعوب الأخرى لا تنخدع بالسموم التي تبثها المحطات القطرية وانفضحت ولم يعد لديها نفس الزخم، كما أن استيقاظ الدول العربية وما حدث من مصر والمملكة العربية السعودية والبحرين والإمارات جعلهم يكتشفون الكثير من الأساليب التآمرية عليهم. القطريون مستمرون في تمويل وتدريب المعسكرات في بعض الدول وفي ليبيا أيضاً لأنهم يعيشون حالة الهروب للأمام، فلم يعد لديهم مفر من القيام بهذه المهمة وأعتقد أن الوقت لن يسعفهم في الاستمرار في هذا لأن الحراك داخل الشرفاء في قطر لا يقبلون بالدور المشين الذي تقوم به دولتهم، ولن يفتخر قطري في المستقبل بما تقوم به دولته. التآمر القطري على الدول العربية والإسلامية شرد 15 مليون شخص، وبدد 900 مليار دولار من العالم الإسلامي، هم يكفرون الناس ويجندون من أجل قتل المسلمين. سقط القناع عن قطر وظهرت حقيقة تآمرهم، والمجتمع الغربي الذي لا يجمعه لا لغة ولا دين ولا عادات ولا تقاليد يحاولون تقسيم العالم العربي والإسلامي من خلال "الربيع الأسود"، في ليبيا يحاولون خلق ثلاث دول كما يحاولون تقسيم مصر ويستهدفون المغرب والجزائر والجزيرة العربية، فهم يستكثرون على العرب ثرواتهم وإمكانياتهم ويريدون أن نختلف فيما بيننا. هذه الأمة ما لم تدافع عن نفسها ستتساقط واحداً تلو الآخر، فهناك مخطط يستهدفها ويستهدف العروبة والإسلام واللذين هما وجهان لعملة واحدة، ومكة قبلة المسلمين واستهدافها وارد في كل العصور، وللخروج من خطر تلك المؤامرة هو أن نعيد قراءة المشهد ونستعد لمواجهة هذا المخطط فهم مخطط واحد، وإذا كل شخص دافع ضده بمفرده لن يتمكن من فعل شيء، فيجب حشد كل إمكانيات الأمة بأجمعها ضده.. وما يجري في إيران، هي دولة فارسية وجدت فراغاً بجوارها فقامت بالزحف عليه سواء في العراق أو اليمن ولذا إذا لم نقم نحن كعرب بملء هذا الفراغ بمشروع يطرح أمام الأمة العربية والإسلامية سنستباح جميعاً وقد نندثر.. الخيانة في وطننا العربي والإسلامي أصبحت وجهة نظر قابلة للنقاش، ماذا ستستفيد قطر من كل ذلك، ستستفيد عندما تعود دولة رادعة كما كانت في عهد الشيخ خليفة، وكانت تربطنا علاقة حسنة معها. القذافي وقطر * كيف استقبلتم سخرية الشعوب العربية من خطاب القذافي الذي واجه فيه القطريين واتهمهم بالمؤامرة؟ * الحرب النفسية التي واكبت هجوم حلف الأطلسي على ليبيا هي التي أدت إلى اعتقاد الشعوب العربية أن ما يقوله القذافي ما هو إلا كلام غير دقيق، ولكن كل يوم الآن يكتشف الشعوب أن كل كلمة قالها معمر القذافي كانت حقيقة. لا لتكرار الأزمة الليبية * هل تتصور أن الشعب السعودي أدرك المؤامرة التي تحدث حوله؟ * ما حدث في ليبيا والمأساة التي تعيشها العراق واليمن دروس مستفادة وأنا واثق أن جميع جماهير الشعوب العربية استفادت منها وأيقنت المؤامرة ولن تسمح الشعوب بتكرار الموقف الليبي. * هل ورطت قطر الرئيس الليبي السابق معمر القذافي في محاولة اغتيال الملك عبدالله -رحمه الله- عندما كان ولياً للعهد؟ * التآمر على المملكة العربية السعودية لاغتيال الملك عبدالله قطر ضالعة في هذا العمل وليست ليبيا، وذلك عن طريق أدواتها، وفي إطار مشروع التآمر الذي كانت تعد له، كما أنهم يعترفون علناً الآن أنهم كانوا يغذُّون الفتنة داخل العالم العربي والإسلامي..هناك أحرار في قطر لا يقبلون بمعاداة جيرانهم وكانوا متعاطفين مع ليبيا منذ اللحظات الأولى ووضعوا أيديهم على عدة أشياء ستكشف قريباً حول محاولة الرئيس الليبي لاغتيال الملك عبدالله والتي ليس لها علاقة بالصحة. قطر كانت منزعجة من التقارب بين ليبيا والسعودية، كما أن بعض الدول العربية الأخرى كانت لا ترغب في ذلك، ورصدنا ذلك من خلال سوء الفهم الذي حدث في شرم الشيح بين القذافي والملك عبدالله، فبعض الدول العربية ومنهم قطر استغلوا الأمر وسربوا معلومات ليست حقيقية لتحريض الأجهزة على بعضها البعض وكان أولى بهم ألا يؤججوا الفتنة والحقد. علاقة ليبيا بالمملكة العربية السعودية كان بها توتر في السبعينيات وكان الكثير من الدول العربية يدعون أنهم يتوسطون بيننا، وكل تلك الوساطات لم تنجز شيئا لأنها لم تكن جادة، وأنا يوم التقيت بالملك فهد أعدنا العلاقة وبدأت الزيارات واللقاءات، ومنذ أن عادت علاقتنا لم تعد هناك أي مناكفات بين البلدين. تآمر الحمدين على الدول العربية شرد 15 مليون شخص وبدد 900 مليار دولار قطر أصغر من أن تكون حليفاً.. ولن يفتخر قطري في المستقبل بما تقوم به دولته الليلة التي قبل اليوم الذي حدث فيه مشادة بين القذافي والملك عبدالله وبالتحديد في حفل العشاء، الملك عبدالله بعث لي وكان يجلس بجواره معمر القذافي وحسني مبارك وقال لي إن الأمير عبدالعزيز سيأتي معنا إلى مقر إقامة معمر القذافي، مما يؤكد أننا حتى هذا اليوم لم يكن بيننا أي خلاف أو عداء، مما يعني أن قمة شرم الشيخ ما قبلها علاقة بين البلدين وما بعدها علاقة أخرى. ويبدو أن أحداً أوصل شيء ليس صحيحاً إلى الملك عبد الله فما أذيع على الهواء لم يوح بشيء ضد المملكة ولم يكن به موقف عدائي، والأشقاء العرب بعد الخلاف عبأوا النفوس وحرضوا الأجهزة للتآمر على بعض. حسب المعلومات التي تكشفت الآن، قطر كانت ضالعة في محاولة اغتيال الملك عبدالله وهذا ما قاله حمد بن جاسم في إذاعة مرئية. ما يحدث في محيط المملكة العربية السعودية في شمالها وجنوبها وأقصى الشمال، محاولة لخلخلتها، فمكة هي المستهدفة، والمخطط يرغب في استنزافها وخلق مناخ يؤجج الفوضى والفتن، والتعبئة الإعلامية غير المدروسة تخدم المخطط الكبير على الدول العربية. مستمرون في التآمر * هل مازالت قطر تدعم المارقين في الخارج ومحاولة تجنيد من يقف ضد المملكة، هل قطر تستمر في ذلك المنهج وإلى متى ستستمر به؟ * النظام القطري مستمر في التآمر على المملكة والبحرين والإمارات ومصر والجزائر وكل الدول العربية ويستخدم في تآمره أدوات كثيرة. رأس الأفعى * هل الدول العربية قادرة على تحجيم قطر؟ * نحن نعطي قطر أكبر من حجمها، رأس الأفعى ليس قطر، قطر أداة، رأس الأفعى هو المخطط الغربي الذي يريد أن يؤمن نفسه ضد الإسلام، وبالتالي يريد تقسيم الأمة وإدخالها في معارك لتدمر نفسها بنفسها، وهذه الأساليب الجديدة تحتاج إلى استراتيجية جديدة لمواجهتها، هم من حقهم المؤامرات ولكن المؤلم أننا لا نعمل لمواجهة تلك المؤامرة ولكن نسير في ركبها دون أن ندري. معمر القذافي ذهب ضحية لتآمر حمد بن خليفة التآمر القطري أدى إلى تدمير الدولة الليبية أحمد قذاف الدم Your browser does not support the video tag.