بدأت فتيات الهند يقبلن على تلقي دورات تدريبية للدفاع عن أنفسهن من الاغتصاب، الذي تحول إلى شبح مخيف دفع الحكومة الهندية أخيراً إلى إجراء تعديلات في قانون عقوبة الاغتصاب الجنسي، لتصل عقوبة من يغتصب طفلاً ما دون سن 12 عاماً إلى الإعدام، مع مضاعفة عقوبة السجن لمن يثبت تورطه في اغتصاب فتاة قاصر لتصبح عقوبة السجن 20 عاماً بدلاً من 10 سنوات، وذلك في خطوة مهمة اتخذتها حكومة رئيس الوزراء الهندي نارندرا مودي الأسبوع الماضي للقضاء على ظاهرة الاغتصاب في الهند. وكشفت تقارير إخبارية هندية، أن فكرة تلقي تدريبات بدنية بالنسبة للفتيات ضد الاغتصاب، قد طُرحت في إحدى المسيرات الاحتجاجية التي خرجت في مدينة نيودلهي ضد جريمة اغتصاب إحدى القاصرات، أوضحت خلالها المحتجات، أنه وعلى الرغم من وعود الحكومة باتخاذ إجراءات صارمة للتغلب على ظاهرة التحرش والاغتصاب في الهند، فإنه لم يبق أمامنا حل سوى الدفاع عن أنفسنا بأنفسنا بتعلم مهارات لمواجهة المغتصبين والتصدي لهم عند تعرضهن للتحرش، سواء في وسائل النقل والمناطق العامة، أو في أماكن العمل، أو من قبل أفراد المجتمع. وكانت الصحافة الهندية قد نقلت مواقف عديد من النساء اللاتي شاركن في المظاهرات التي شهدتها مختلف المدن الهندية في مطلع أبريل الماضي وسط موجة غضب عمت الأوساط الهندية والدولية حول قضية اغتصاب جماعي لطفلة تبلغ ثماني سنوات وقتلها في منطقة كشمير، مع ارتفاع معدلات جريمة الاغتصاب بشكل عام، واغتصاب الأطفال بشكل خاص، وأوضحت النساء أنهن لا يشعرن بالأمان في أي مكان، وهذا ما سيدفعهن للتوجه إلى خيار الدفاع عن النفس بمختلف الأساليب، وأهمها الدفاع عن النفس بتعلم مهارات بدنية يمكن من خلالها توجيه ضربات موجعة للمعتدي، أو الصراخ وطلب النجدة، والرد على المتحرش بقوة فائقة لنشر خوف الفضيحة بين المعتدين جنسياً، خصوصاً أن المارة يردون بقوة على مرتكبي مثل هذه التصرفات حال طلب الضحية النجدة منهم. وفي هذا الصدد، أوضحت إحدى الملتحقات بدورة تدريبية تتعلق بالتصدي للمعتدين جنسياً في نيودلهي، أن الدفاع عن النفس حق أساسي لجميع نساء الهند ونساء العالم، وعلينا أن نكون أقوياء للدفاع عن أعراضنا، خصوصاً أن الضحية هي من تواجه العنف الاجتماعي بعد تعرضها للاغتصاب، موضحةً أن تعرض الفتاة للاغتصاب يغلق عليها جميع أبواب المستقبل، لذا فإن البعض لا يفصح عما حدث معه خوفاً من العار، وهذا ما وصفته بالسبب الرئيس، الذي يقف وراء انتشار ظاهرة الاغتصاب في الهند، وطالبت جميع نساء الهند بالإفصاح عما يحدث معهن خلف الكواليس، وكسر حواجز الصمت تجاه المعتدين عليهن جنسياً؛ لتطهير المجتمع الهندي من هذه الآفة التي بدأت تتحول إلى وباء اجتماعي. Your browser does not support the video tag.