حظيت الجولة الخارجية لولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، والتي بدأت من أميركا وشملت فرنسا، وإسبانيا، باهتمام بالغ على الصعيدين الإقليمي والدولي، خاصة أن سموه حرص خلال لقائه قادة تلك الدول وصناع القرار فيها على تصحيح المفاهيم المغلوطة حول بعض القضايا التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط. وإن المتتبع للجولة يرى أن التحولات الكبيرة التي يقودها سمو الأمير محمد بن سلمان لتعديل الصورة النمطية السائدة في أذهان المجتمعات الغربية التي ربطت الفكر الإسلامي بالتطرف والإرهاب وشمل هذا المملكة العربية السعودية بصفة خاصة، والعرب والمسلمين بصفة عامة بدأت تؤتي ثمارها في توجيه هذه النظرة، وتلك الانتقادات إلى الجماعات التي انتهجت العنف والإرهاب منهجاً لها، والجهات والدول التي تدعمها بغرض فرض سيطرتها على المنطقة، فقد أعلن سمو ولي العهد عن رفض المملكة لكافة أشكال الغلو والتطرف، ومحاربتها الإرهاب بكل الوسائل المتاحة. وقد تميزت زيارة سموه -حفظه الله- بأنها كانت شاملة وجامعة، ابتداءً من توطيد العلاقات مع تلك الدول على كافة الأصعدة، ومروراً بالبحث عن شراكات اقتصادية والاستفادة من تجاربها التي خاضتها عبر سنوات في تنميتها، مما سيكون له الأثر الإيجابي في تنفيذ خطط رؤية 2030 التي أطلقتها المملكة. وقد شهدت الزيارة توقيع العديد من الاتفاقيات والبرامج الثنائية معها، ولقائه العديد من رجال المال والأعمال، وأصحاب المصانع والشركات الكبرى لبحث سبل التعاون مع المملكة، في إطار تنويع مصادر الدخل الوطني للمملكة، وتوفير المزيد من فرص العمل للشباب السعودي وتطوير الخدمات المقدمة للمواطنين، مما يؤكد حرص سموه -حفظه الله- على توفير بيئة استثمارية جاذبة، ستنعكس إيجابًا على البنية الاقتصادية التي سيجني ثمارها الجميع. ويسعى سمو ولي العهد برعاية ومتابعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى وضع أسس سياسات جديدة للمملكة تتواكب مع هذه المرحلة من التاريخ بإطلاقه لبرنامج التحول الوطني 2020م، ولرؤية 2030م، لأن المرحلة الحالية تتطلب سعي الجميع لضمان استقرار أمن وسلامة المنطقة في ظل الصراعات الكبيرة الدائرة منذ عدة سنوات، والأحداث التي شهدتها العديد من الدول المحورية في منطقة الشرق الأوسط، ولهذا فإن المملكة تقود ملف خارطة التحالفات في المنطقة، والذي يشهد بعض التعديلات الواضحة في ظل الظروف الراهنة، الذي تلعب فيه كلا من الولاياتالمتحدة الأميركية، وروسيا دوراً كبيراً في أوضاع المنطقة. ويتحرك سمو ولي العهد بهذه الكيفية في كافة أرجاء العالم وينتقل من دولة إلى أخرى ويفتح آفاقاً جديدة للتعاون مع الشرق والغرب، لأنه يمتلك مشروعه في الإصلاح الداخلي الذي تمثله رؤية 2030، ومشروعات عملاقة كمشروع "نيوم" وغيره والتي من المنتظر أن تخطو بالمملكة لتضعها في مصاف الدول المتقدمة صناعياً وتكنولوجياً وتنموياً. Your browser does not support the video tag.