تحقق الدبلوماسية السعودية نجاحات متتالية يشهد بها العالم في المحافل الدولية، حيث تمكنت من ترك بصمتها القوية إقليمياً ودولياً، في الوقت الذي تموج فيه منطقة الشرق الأوسط بالكثير من النزاعات الإقليمية، وتشابكت فيها الأطراف الداخلية والدولية، التي لعب حراك دبلوماسيتها دوراً محورياً في معالجة العديد من ملفات المنطقة الساخنة وفي قيادة المنطقة والدفاع عن قضايا الأمتين العربية والإسلامية وخدمة الإسلام والمسلمين، ومناصرة قضايا الأمة العربية بدءاً بالقضية الفلسطينية التي تعد ركيزة أساسية للسلام والاستقرار العالمي. وحملت دبلوماسية المملكة على عاتقها باعتبارها رائدة وقوة إقليمية عربية وإسلامية مسؤوليات التعاون الدولي لإحلال السلام في الشرق الأوسط عبر تبني استعادة الشعب الفلسطيني أرضه وفقاً لاتفاقية السلام العربية، وبذلت جهودها للحفاظ على وحدة الأراضي اليمنية، والحفاظ على الشرعية فيها، إلى جانب جهودها في تسوية الأزمة السورية، عبر الجهود الدبلوماسية السعودية الحثيثة والمكثفة لتفعيل وتطبيق مبادئ مبادرة «جنيف1» وإيجاد آلية للوصول للهدف المشترك بين الطرفين الذي يتمثل في دولة سورية موحدة تعيش جميع مكوناتها فيها بحقوق مكفولة وعادلة، وحراك دبلوماسي سعودي تشهده بغداد أعاد العراق إلى الحضن العربي، وبدء مرحلة جديدة من العلاقات الثنائية تتسم بالتنسيق الشامل في شتى المجالات بين الرياضوبغداد. وتجني الدبلوماسية السعودية ثمار إنجازاتها وذلك في إطار نجاح عظيم وتاريخي غير مسبوق باستضافة القمم الثلاث المتتالية في أضخم وأكبر وأهم تجمع سياسي على مستوى العالم عقد خارج مقر الأممالمتحدة، التي احتضنتها الرياض ثلاث قمم تاريخية: «سعودية أمريكية»، و«خليجية أمريكية»، و«عربية إسلامية أمريكية» فأثبتت المملكة للعالم أن قيادتها حكيمة، وريادتها للعالمين العربي والإسلامي، وركيزة أساسية لترسيخ السلم العالمي، التي تخللها إطلاق مركز دولي لمكافحة التطرّف (اعتدال) بحضور واسع من قادة ورؤساء الدول المشاركة، فتمّ مؤخراً في واشنطن، الإعلان عن استراتيجية الولاياتالمتحدة بخصوص الملف الإيراني، التي اتسمت بالحزم والمواجهة مع النظام الإيراني الراعي للإرهاب، بيَّن الرئيس الأمريكي بخطاب عن تعاون حلفاء المنطقة مع الإدارة الأمريكية، لبلورة قواعد محددة لعقيدة عسكرية صارمة لوضع حد لتصرفات إيران الإرهابية المزعزعة لاستقرار المنطقة، ومنع النظام الإيراني من امتلاك أي سلاح نووي. ختاماً؛ اليوم المملكة بات حضورها الدبلوماسي يليق بمكانتها المهمة كقبلة العالم الإسلامي وأكبر منتج بترولي وأحد أهم الاقتصادات الدولية وأكبر سوق في الشرق الأوسط، ونشهد مؤخراً مشروع نيوم الذي أطلقه ولي العهد، والذي جاء بعد زيارة الملك سلمان لروسيا، عزز الثقة العالمية بوضع الاقتصاد وشجع المستثمرين، حيث إن المملكة تعتبر اقتصاداً مؤثراً على الصعيد الدولي، لأنها من مجموعة دول ال 20، فمشروع نيوم الاقتصادي أتى استكمالاً لرؤية المملكة 2030 ليكون رافداً قوياً للمملكة بديلاً لمصادر النفط كونه الأضخم والأول من نوعه في العالم مستخدماً أحدث التقنيات الموجودة ومستقطباً أقوى الشركات العالمية.