«السيرة الذاتية قصة ارتدادية نثرية يروي فيها الشخص واقع وجوده الخاص مركزاً حديثه في حياته الفردية وبوجه خاص في حياته الشخصية، ومكتسباته الحياتية» ( ف/ لوجون ) *** عندما يتحدث الكاتب عن ذاته متتبعاً خطوات حياته الشخصية مقرونة بالعملية فيها، يندرج ذلك في إطار السيرة الذاتية، سواء جاء ذلك في عمل مطوَّل يشمل جميع المراحل التي مر بها إلا ما ندر منها، سواء لعامل النسيان أو لعدم أهمية ما لم يدوِّنه، أو للبعد عن أحداث يرى أنها قد تجلب له المشاكل والإحراجات في حياته، ويتساوى كل كاتب سيرة ذاتية في هذا المسار مهما كانت النَّوْعية التي يروي عنها في حياته حسب ثقافته التي اكتسبها دراسة وممارسة وهواية، فالأديب الشاعر والسارد والدارس، وكذلك رجال الاقتصاد، والسياسة، والفن بأشكاله العديدة، والإعلاميون في تنوع أعمالهم، وغير ذلك ممن يقدمون على نشر كتب، أو حوارات، ومقالات تقوم على الحديث عن النفس، وما يدخل في اللقاءات الحوارية المتلفزة/ المذاعة، فهي جميعاً تكون في إطار السيرة الذاتية. في بحث مستوف تناول الباحث (محمد الأخرس) العنف الثقافي في السيرة الذاتية، فقد اختار أن يحصر بحثه في العنف الثقافي عند الأدباء والشعراء في العراق، بعد الحرب الكونية الثانية إلى الوقت الراهن، في مشاهد متصلة ومنفصلة، وبنماذج من كتابات الشعراء خاصة، وقد حَقَّبَ (وجَيَّلَ) المَعْنِيِّنَ في حدود (جيل الأربعينات/ الخمسينات/ والستينات/ والسبعينات/ وبعض الثمانينات من القرن الماضي، وركز على ما كان يدور في تلك الحقَب، وخاصة فيما ظهر في الستينات، والسبعينات من نقد يَسُودُهُ التَّشَنُّجُ الحاد بين الانتماءات المختلفة التي كانت سائدة في بعض دول العالم العربي، ومنها العراق تجاه (الشرق/الغرب)، وقد كان شعراء العراق خاصة هم من تناولهم وفَكَّكَ وشَرَّحَ بعض ماكتبوه سواء في الماضي أو في الحاضر ممن هم على قيد الحياة وكتبوا مؤخراً عن حياتهم أو ماكُتب قبلاً؛ فتطرَّق إلى ماكتبه بدر السَّياب، ونازك الملائكة، عبدالوهاب البياتي، وسامي مهدي، وفاضل العزاوي، وفوزي كريم، وصلاح نيازي، وحسين مردان، وعبدالقادر الجنابي وشاكر لعيبي، وغير هذه الأسماء من الشعراء/ الكتَّاب. يركز الباحث (محمد الأخرس) على أن مايدخل في عمق دائرة العنف هو بسبب «مابعد 1958 كانت ثمة بروز للتطرف وميل للعنف في الحركات السياسية ما انعكس لاحقاً في الاتجاهات الأدبية والفكرية التي تبناها الجناح الراديكالي في الحركة الستينية، وهو جناح مثله شعراء جماعة كركوك، وعلى رأسهم فاضل عزاوي، ناهيك عن الشعراء والقصاصين الآخرين من ذوي الميول التروتسكية والماوية مثل عبدالقادر الجنابي وزهير الجزائري ووليد جمعة وغيرهم». في نهاية الدراسة/ البحث - في مذكرات شعراء الحداثة في العراق يتساءل الباحث عنه ذاته والمتلقي هل قيلت الحقيقة في المرويات التي كانت في هذه الدراسة؟ هل يمكن الخروج بسردية كلية مما قرأنا؟ يبقى الجواب رهن درجات التلقي تبعاً لاختلاف المنابع والمصاب، والغايات والمدارك. Your browser does not support the video tag.