تحدثت في الأسبوع الماضي عن التفكير الإبداعي ودور الأسرة في تنميته أو إبرازه. والمدرسة تحتل مكانة مهمة وحيوية بعد الأسرة في حياة الإنسان، ولاسيما في المراحل الأولى من حياته. وتختلف المدرسة عن الأسرة في أنها مجتمع أكثر تعقيدا وتنوعا، إلا أن العلاقات فيها ليست بنفس الحرارة والعمق والاستمرار كماهو لدى الأسرة. ولطرائق التعليم ووسائله تأثير مباشر ومهم في خبرات الطلاب،واتجاههم نحو عملية التعلم الذاتي. والمدرسة مطالبة بأن تلزم المعلمين ببعض الطرق والأساليب في الحصص المدرسية لتنمية الإبداع والتفكير الإبداعي، ومنها:استخدام أسلوب العصف الذهني، الذي يهدف إلى تنوع الأفكار وتعددها من خلال إجابات الطلاب-استخدام طريقة التقصي والاكتشاف لتنمية القدرات العقلية والإبداعية - استخدام أسلوب التعليم الجماعي لتنمية قدرات الطالب وذلك بإعطاء إجابات مختلفة ومبدعة لتحفيز الطلاب على التفكير وتقديم الأدلة والبراهين. وعلى المعلم أن يقوم بتهيئة البيئة المناسبة للأداء الممتاز له ولطلابه، وذلك من خلال توفير مصادر المعرفة المختلفة والكتب والأجهزة المساعدة مثل الحاسوب وغيرها من وسائل حديثة. كما أن من أهم الأساليب التي تنمي مهارات التفكير الإبداعي عند الطلاب هي المناقشة وأسلوب حل المشكلات للوصول إلى معرفة عملية. ويرى كثير من الباحثين أن للمدرسة دورا مهما في تنمية القدرات الإبداعية عند الطلاب. ويذهب أحد الباحثين وهو بول تورانس بأن هناك عدة مهام أساسية تقوم بها المدرسة لتنمية التفكير الإبداعي ومنها:-تنمية وتحسين القدرات الإبداعية، مساعدة الطالب على أن يشعر بفرديته واختلاف شخصيته عن الآخرين، السماح للطالب بالتعبير عن أفكاره بحرية، تعميق إدراك الطالب بأن ما لديه من قدرات إبداعية مطلوبة ومهمة، مساعدة الآباء والمجتمع على فهم الإبداع وعلى اكتشاف الطالب المبدع.وتعد تنمية قدرة الطلاب على التفكير الإبداعي من أهم أهداف التربية . ويعتقد كثير من علماء النفس أن كل إنسان هو شخص مبدع بالفطرة، أو أان له قابلية للإبداع إذا أمكن تهيئة الظروف المناسبة له. والإبداع كما يشرحه عالم النفس ادوارد دي بونو في كتابه( التفكير الإبداعي) هو طريقة للعلم، حيث يبحث المبدع عن معلومات جديدة، أو تطبيقات جديدة لمعلومات متوفرة. ولذلك فإن العمل على تنمية مهارات التفكير الإبداعي تمثل طريقة التدريس المناسبة، بناء على القاعدة التي تقول إن طريقة التدريس يجب أن تماثل طريقة بناء المعرفة الإنسانية. وليس هناك اتفاق واضح بين علماء النفس حول ظهور خاصية الإبداع عند الطفل. فالبعض يرى أن أول ظهور لها يكون في سن الخامسة، بينما يرى آخرون انها تظهر في سن الثانية عشرة. ويرى تورانس أن سنوات الطفولة المبكرة والمرحلة الأولى في المدرسة تمثل السنوات الذهبية لتنمية التفكير الإبداعي وتطوره. ومن ثم فإن المدرسة مطالبة بتنمية هذا التفكير، حيث إن معدل النمو لوظائف الابتكار في هذه الفترة أكبر منه في أي مرحلة من مراحل العمر اللاحقة.. Your browser does not support the video tag.