أمر غريب حينما تدعي منظمات حقوق الإنسان مبدأ الإنسانية، وتغزو من شاءت من البلاد بحجة حقوق الإنسان ولم تلتفت إلى هذه الألعاب التي استمرت عالمياً لعدة سنوات، وما هو السبب في غض الطرف عنها؟! لم يكن بالإمكان تصور ما يحدث في عالمنا العربي من تداخلات وتدخلات ونحن كلما نسد جرحا ينزف آخر، وكأن الخناجر تجتاح جنباتنا في كل يوم وفي موضع آخر، فإلى متى ونحن ننزف وشبابنا ذكورا وإناثا تُخترع لهم تلك الآلة الحقيرة المسماة بحروب الجيل الخامس. إنها الحرب الإلكترونية التي لا تبقي ولا تذر ما دمنا نسلم رقابنا بدون وعي أو تفكير! تشتعل الدنيا هذه الأيام فتقف على قدم واحدة حينما تنبه الأزهر وحرم ما يسمى بلعبة الحوت الأزق، وهي لعبة قاتلة تجبر صاحبها على الانتحار والعياذ بالله. أين نحن مما يتسرب لنا على حين غرة؟ فلو لم يتحدث الأزهر لما كان هناك من يفكر أو يحجب أو يمنع، فهناك ألعاب قاتلة ومنها لعبة مريم، ولعبة جنية النار، وقبلها بانكيمون، وكثير من الألعاب كلها ألعاب مخابراتية تطلب من لاعبيها كل المعلومات وكل الصور الإباحية وغير الإباحية لتهدد من يرغب في الانسحاب! دعونا نذهب قليلا في شروط وبنود الانضمام إلى العضوية الماسونية العالمية، ومن أهم شروطها أن يقوم العضو بشنق نفسه إذا ما رغب في الانسحاب وهذا معروف. ألا ترون وجه الشبه بين هذه اللعبة والألعاب الحاصلة على المعلومات وإعطاء الأوامر؟! لما لا نتفقه في كل شيء؟ لماذا لا نعلم أولادنا التاريخ؟ ولماذا لا نثقف أنفسنا بكل المؤامرات العالمية والمنظمات الدولية بما لها وما عليها لكي يعرف كل واحد منا موقعه من العالم؟! أعتقد أن الخلل هو الإدمان! نعم إدمان لهذه الأجهزة الإلكترونية التي عرف العالم مدى سذاجتنا واللهاث وراءها بدون وعي، ناهيك أنها ألعاب لا تصدَّر لنا فحسب، بل إلى العالم كله، فمخترع الحوت الأزرق شاب سوفييتي مريض نفسيا، وأعتقد أنه لم يكن مريضا نفسيا كما يصفونه فمن صمم وأتقن هذه اللعبة ليس مريضا على الإطلاق، وإنما هو واحد من أعضاء الماسونية العالمية أو عضو في إحدى المنظمات الدولية التي تريد التخلص من الإنسانية نفسها وتتلذذ بإراقة الدماء في منظر سادي يتلذذ بتعذيب الآخرين، وكأننا نشاهد أفلام (الزومبي) آكلي لحوم البشر! كم من البشر انتحر في العالم بسبب هذه اللعبة التي تدعى لعبة التحدي؟ من يتحدى من؟ وكيف؟ ولماذا؟ لا مبرر سوى التلذذ بإراقة الدماء، فلم تشبعهم دماء العرب، وكل من قال لا إله إلا الله أو كل صاحب دين أو عقيدة أو مذهب! يقول مخترع لعبة الحوت الأزرق فيليب بوديكين الروسي ذو الواحد والعشرين عاماً: إنه يريد أن يطهر العالم من القاذورات ويضيف: (أن ضحاياه كانوا مجرد نفايات بيولوجية، وأنهم كانوا سعداء بالموت، وأن ذلك كان تطهيراً للمجتمع). نعم إنها نظرة العالم الجديد للعالم، بأن كل غير ذي تفكير وتمعن وتمحيص واستدلال هو نفاية مجتمع ولا بد من تطهير العالم منه، لأنه سيصبح عالة على عالم لا يعترف إلا بالعلم ولا يعترف إلا برجال لا يعرفون الفراغ، فالشخص الذي يقضي وقت فراغه في استعمال الأجهزة للعب وبدون تفكير يتحدث مع أناس من خلف الجدار لا يراهم ولا يعرفهم ثم يطيع أوامرهم بأن يقوموا بغسل دماغه في خمسين يوما، هو فعلا من نفايات العالم من وجهة نظرهم، وهكذا يفكر العالم في التخلص من كل غير ذي نفع! إنه يأمرهم بالقيام في تمام الساعة الرابعة والنصف فجراً بمشاهدة أفلام الرعب وسماع موسيقى هلوسة في حين لو أذن المؤذن تحت نافذته لما جاوب المسجد أو صلى ركعة. أليست هذه نفايات المجتمع. بطبيعة الحال الإنسان قد كرمه الله عز وجل وفضله على سائر المخلوقات، ولكن أمرنا عز وجل بالتفكير والتفكر، فالتفكير والتفكر فريضة غائبة، عمل البعض على إلغاء عمل العقل والتفكير، في إحدى الفلسفات القريبة منا، والتي جعلت التعليم لدينا مجرد حفظ، والنقل هو إحدى ركائزها أمام إعمال العقل، وهذه هي النتيجة. هذه اللعبة تأخذ اسمها من سلوكيات الحيتان التي تنتحر بإلقاء أنفسها في المياه الضحلة، فالمسألة معروفة من البداية أنه سيتم الانتحار وبدون جدوى للمقاومة، فهل وصل بالإنسان أن يسلم قياده لمن خلف جُدُر، وهل هم من ذكرهم المولى عز وجل في كتابه بأنهم سيحاربوننا من وراء جدر، الله أعلم، المهم أن هذا العالم أصبح يتربص بكل العالم في شكل من الجنون الفعلي الذي لا نعرف حده، ولكننا نعلم كل القواعد الماسونية العالمية، والتي لا تخفى على أحد وإن خفيت فهي منشورة على صفحات الأجهزة التي لم يكلفوا أنفسهم بقراءتها قبل اتحاذ أي قرار! يقوم المحرضون على هذه اللعبة بالاتصال باللاعبين، وإصدار الأوامر لهم بجرح أنفسهم ثم التخطي مرحلة تلو الأخرى حتى الموت وهم (المحرضون على هذه اللعبة ثلاثة شبان روسيين: فيليب بوديكين (ويسمى أيضا فيليب فوكس، فيليب ليس، بالإضافة إلى كيتوف)؛ الأول تم القبض عليه ووضعه في التحقيق في نوفمبر 2016 للتحريض على الانتحار، وحُكم عليه في يوليو 2017 بثلاث سنوات من السجن بعد محاكمته في سيبيريا. ولا يهم إن كانوا قد تمت محاكمتهم أو ماتوا أيضا، المهم أن كثيرا من أبناء الوطن العربي لا يزالون يلعبونها؛ وربما تتصدى الجهات المسؤولة لقفلها، ولكن الأهم، أن نكون على وعي وتفكير قبل اتخاذ أي قرار حتى لو كان الأمر على سبيل اللعب، فهناك كل يوم اختراع جديد للفتك بالإنسانية وإخلاء العالم منها في يوم كان شعار الإنسانية يعلو المنابر وقاعات الاجتماعات! أمر غريب وفزع هذا التقلب العالمي بين الفكر والفكرة، وأمر غريب حينما تدعي منظمات حقوق الإنسان مبدأ الإنسانية وتغزو من شاءت من البلاد بحجة حقوق الإنسان ولم تلتفت إلى هذه الألعاب التي استمرت عالمياً لعدة سنوات، وما هو السبب في غض الطرف عنها؟ إنها تساؤلات تقودنا إلى كونها فلسفة جديدة تجتاح هذا العالم، لا هدف لها سوى تذوق طعم الدم!. Your browser does not support the video tag.