أثارت لعبة تُدعى بالحوت الأزرق حفيظة المجتمع الغيور على مستقل شبابه وقد سلطت مكة الآن الضوء على أبعاد الموضوع وأخذت آراء شرعيون ومختصون لبيان أثر هذه اللعبة الغامضة والتي انتشرت بين أوساط المراهقين تُعد الحوت الأزرق أخطر الألعاب الإلكترونية في الوقت الحالي ، حيث أثارت هذه اللعبة جدلاً واسعاً في الآونة الأخيرة بسبب حالات الانتحار المسجلة لتتحول إلى آلة لحصد أرواح المراهقين والمراهقات حول العالم . ولاننسي أول حالة سُجلت بالمملكة العربية السعودية بجدة لطفل مراهق عمره 13 سنة وُجد منتحراً في شهر رمضان الحالي بعد أن علق نفسه في الدولاب وسط صدمة من أهله وذهول بوجود تلك اللعبة على جهازه . وتتمثل اللعبة في مجموعة من التحديات وأفلام الرعب وتنتهي بتحدي الانتحار ، وفي التحقيقات الرسمية أقر مخترع اللعبة الروسي فليب بودكين 21 عاماً المعتقل في نوفمبر الماضي بالتهم الموجهه إليه من تحريض 16 تلميذة على الأقل لقتل أنفسهن من خلال المشاركة باللعبة ، أفاد فليب أثناء اعترافه أن ضحاياه كانوا مجرد نفايات بيولوجية وأنهم كانوا سعداء بالموت ، وأن ذلك كان لتطهير المجتمع . ويخشى الكثير من أولياء الأمور بالدول العربية من إنتشار لعبة الحوت الأزرق خصوصاً للمراهقين في ظل غياب الرقابة على الإنترنت من قبل الأهل ، لذا لابد لنا من مناشدة الجهات المعنية من متابعة الموضوع ولا ننسي الدور الرئيسي للأهل بالمنزل . حيث تبدأ اللعبة بقيادة المشرف الذي يقدم التحديات المختلفة للمشاركين ، وتبدأ التحديات بطلبات بريئة يطلبها من اللاعبين كرسم حوت على قصاصة من الورق ، ثم ينتقل المشرفين بالدخول للمراحل الصعبة التي تتمثل في قطع شفاههم أو جلودهم وتشويه أنفسهم ، للوصول للمرحلة النهائية للعبة حيث ينتحر المشارك . تعتمد لعبة الحوت الأزرق على غسل دماغ المراهقين خصوصاً الأشخاص ضعاف الشخصية، وتمتد هذه اللعبة لمدة 50 يوماً . الشيخ الدكتور علي الحكمي عضو هيئة كبار العلماء سابقاً والمدرس بالمسجد الحرام حالياً ، أشار بأنه مما لا شك فيه أن الله سبحانه وتعالى الذي أنعم على الإنسان بنعمة الحياة وأودع فيه القوى البدنية والعقلية كما منحه النسل والذرية وجعل ذلك أمانة عنده يلزمه المحافظة عليها وعدم التفريط فيها سيسأله عن ذلك ويحاسبه عليه . وأوضح الشيخ الحكمي أن من أهم ما يجب رعايته والمحافظة عليه حياة الأولاد وحماية أبدانهم من أي خلل يصيبها وحماية عقولهم من المؤثرات الضارة ، ومن ذلك ما انتشر في عصرنا هذا من وسائل إلكترونية وصارت في متناول الأطفال والمراهقين وفيها من الأضرار الفادحة على عقولهم وصحة أبدانهم وعلى حياتهم ومن منطلق الواجب الشرعي وتحمل الأمانة التي حملها الله الإنسان نحو أهله وأولاده ومن يعولهم يجب على كل أب وأم وولي أمر أن يحرص كل الحرص على مراقبة أولاده في هذا الجانب وأن لا يصل إلى أيديهم ما يضر بعقولهم وحياتهم فالحديث يقول ( كلكم راع وكل مسؤول عن رعيته ) ,فلنستشعر هذه المسؤولية والنقم بأداء هذه الأمانة كما أمر الله قبل يقع المحظور ولا ينفع حينئذ الندم والله الهادي إلى سواء السبيل . وقد بين المحلل النفسي والمتخصص في الدراسات والقضايا الأسرية والمجتمعية الدكتور هاني الغامدي بأن لعبة الحوت من أسخف الألعاب التي من الممكن أن يكون مسمى لعبة مناسب لها .. إنما هي تحدي ذو مراحل تأخذ الممارس لها من مرحلة ذهنية إلى مرحلة ذهنية أخرى ضمن تدرج في دمج حلقات الإنجاز المزعومة بأنهاء إنجازات ونجاحات وبالتالي يتم تنفيذ الأوامر تحت غطاء عريض بدأ تأثيره بشكل لا إرادي منذ المرحلة الأولى لبداية ممارسة اللعبة وبالتالي يبقى المتلقي تحت سحابة من التوهم ضمن مسارات وسيناريوهات اللعبة تضمن دخوله في جو من التفاعل المباشر مع أحداث اللعبة ومتطلباتها وخطوات الإنجاز فيها والتنفيذ للأوامر التي هي أساس التكوين الخاص بلعبة الحوت الأزرق .. وكل ماسبق لايمكن أن يؤثر في ذهنية أي طفل يكون له البديل المسبق والمليء عقله بالرقي في التعامل مع هكذا لعبات أو مشاركات لأنه شخص له دعائم فكرية واعتلال عقلي لن يجعله يتأثر بسخف أحداث لعبة الحوت وبالتالي لن يقع في حالة التنفيذ المطلوبة ضمن هيكل اللعبة ومتطلباتها . وهنا يجب أن نوجه بأن تكون الرقابة للمنحى الفكري للطفل هي أساس في بناءه العقلي والا يترك ليتم حشو دماغه بما هو غث وبالتالي وجب البحث عما يدخل هذا الدماغ من أفكار وتفاعلات لاحقة مبنية على تلك الأفكار وأن المسألة مسألة فكر بمعنى الكلمة ، وهنا يأتي دور المربي والجهات التي تتشارك معنى بناء النشء بحيث يتم فلترة مايدخل عقول هؤلاء الأطفال لا أن تترك الأمور بما هو عليه الحال اليوم للأسف من قبل من تنصل عن مفهوم الرعية وأُسس التربية والنسيج العام للفكر الخاص بالفرد . من جهة أخرى أكد الاستاذ معتوق الشريف سفير المجلس العربي للشباب وباحث تربوي في التقنيات والتكنولوجيا التعليمية بأن لعبة الحوت الأزرق عبر الإنترنت من أخطر الألعاب التي تلقى رواجاً بين فئات الشباب ولاسيما المراهقين الذين يكونون في حالة استعداد لخوض التجارب بحثاً عن الذات والبروز أحياناً ، في ظل عدم وجود بدائل تحميهم من هذه اللعبة وغيرها من الألعاب الالكترونية التي يستهدف بها صُناعها الشباب إما بسبب انتقام او إبراز للعضلات الالكترونية ، وشبابنا هذه الأيام ونتيجة لرخص وتوفر الانترنت ولبعدهم عن تعليم الدين الحنيف سواءً بسبب سوء التربية في المنزل والذي يعد بعد الأسرة أهم عامل فيها فالأسر من خلال اختيار ملبوسات أولادها هي تنمي لديهم الماسونية التي تنمو علاماتها وفلسفتها معهم حتى تتمكن منهم وتعزز الألعاب الالكترونية كالحوت الازرق ذلك عندهم ، ولا ننسى ايضا ضعف التوجيه التربوي في المدارس . وبين " الشريف " بأنه إذا كانا أهم سببين يقودان الشباب لمثل هذه الألعاب فاعتقد ان المتسبب الحقيقي في هذه المسألة هي جهات وليس أفراد فغياب الجهات الرقابية وتحديداً الاعلامية كهيئة الإعلام المرئي والمسموع شجع الشباب على ارتياد الانترنت وشجع أعداء الانسانية والمرضى على بث سمهم ، كما أن غياب الاهتمام بشغل أوقات فراغ الشباب من خلال الهيئات الأخرى أوجد للشباب حضن يحتضنهم وهو حضن الماسونية الانترنيتية وبما يبث فيها من ألعاب ومعتقدات وافكار . وأضاف بقوله لاشك علينا جميعاً مسؤولية حماية الشباب من هذه اللعبة وغيرها من خلال إعادة صياغة ترسيخ القيم الاسلامية أولاً وإعادة صياغة الرسالة التوعوية لهم وتوفير البديل الواقعي للتصدي للبديل الالكتروني ، كما لا ننسى انه يجب علينا اعادة النظر في نظامنا التعليمي الخاص ( الأهلي) والحكومي والعالمي وتجويده فانتشار التعليم الخاص والعالمي وتأثيره السيء على جودة التعليم الحكومي جعل شبابنا فارغين لا يعلمون ماذا يفعلون …وخطورة ماذا يفعلون. ولعلني هنا أورد ما قاله مؤسس لعبة الحوت الأزرق لمن يتبع اللعبة ويزهق روحه حيث ذكر مؤسسها الروسي فيليب بوديكين: أن ضحاياه كانوا مجرد نفايات بيولوجية، وأنهم كانوا سعداء بالموت،…. وهذا فعلاً يدل على فراغ الشباب الروحي وبعدهم عن تعاليم الاسلام وغياب الجهات المعنية بالتنشئة الاجتماعية للشباب … إن شبابنا هم ضحايانا ، فإذا كان لابد من العقاب والأخذ بيد الجناة فيجب ان نحاكم أنفسنا لأننا الجناة الحقيقيون فنحن من جعلهم يزهقون أرواحهم لأننا أضعناهم اما بجهلنا المقصود ، أو فعلاً كنّا قاصدين جادين ان نخلص المجتمعات منهم وذلك ربما لحقد دفين نحمله في دواخلنا أو رغبتنا منا في أن يعتنقوا أفكاراً وديناً غير ديننا . وقال المحامي عوض بن سفر الحارثي "من المؤسف انتشار آله قتل لفئات سنية محددة دون تحرك ملحوظ من وزارة التجارة على محلات ألعاب الأطفال في جولاتها الميدانية وأيضاً دور وزارة الثقافة والإعلام في حجب المواقع التي بها تحميل لعبة (الحوت الأزرق ) التي أصبحت سفاحاً لاندري كيف نجتنبة رغم إن المسؤولية تقع على أهل الضحايا في المقام الأول في اغفال متابعة أطفالهم مع وجود تقصير من الوزارات المعنية حيث توجد لجنة أمنية تابعة لوزارة الداخلية ترفع لمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم وتقنية المعلومات التي بدورها تقوم بتنفيذ أوامر الحجب فيجب على كل من يلاحظ ألعاب تدعوا للعنف الإبلاغ عبر الرابط الالكتروني المخصص في صفحة وزارة الثقافة والإعلام لكي يتم الحجب.