أكد سفير خادم الحرمين الشريفين لدى فرنسا الدكتور خالد بن محمد العنقري أن زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع إلى فرنسا ستسهم في تحقيق إنجازات جديدة للسياسة الخارجية السعودية، وأضاف في حديث خاص ل "الرياض" أن المملكة وفرنسا تربطهما علاقات تاريخية وقوية ممتدة منذ أكثر من مائة عام، وفرنسا تعد شريكاً للمملكة في مجال الدفاع والأمن وفي مجالات عدة، وفيما يلي نص الحوار. * يزور الأمير محمد بن سلمان باريس بعد زيارات متتالية لجمهورية مصر وبريطانيا ثم الولاياتالمتحدةالأمريكية.. كيف تصف زيارات ولي العهد التي استحوذت على اهتمام وسائل الإعلام العالمية؟ * سمو ولي العهد يسعى جاهداً إلى تحقيق إنجازات جديدة للسياسة الخارجية السعودية، وعمل على تعميق العلاقات مع الدول الكبرى ذات الثقل النوعي في العلاقات والسياسات الدولية بالاطلاع على ملفات ومشروعات العمل الخارجي لأجل تحديد أولويات التعاون والشراكات الضرورية، كما عمل سموه على البحث عن مواقع القوة لدى الدول والتكتلات الاقتصادية والسياسية، وحجم العلاقات سيتحسن بين المملكة والدول الغربية مثل الولاياتالمتحدةوفرنسا وبريطانيا وغيرها. * تشهد العلاقات السعودية الفرنسية تطورات بشكل مستمر على الصعد كافة.. كيف ترى هذه العلاقات السياسية بين البلدين خاصة أن المملكة وفرنسا شركاء لمواجهة الإرهاب والتطرف؟ * إن المملكة وفرنسا تربطهما علاقات تاريخية وقوية ممتدة منذ أكثر من مائة عام سواء ما يختص بالقضية الفلسطينية ولبنان وسورية والعراق واليمن وتدخلات إيران في شؤون المنطقة، فالعلاقات بين البلدين تقوم على مصالح استراتيجية مشتركة تتمثل في حفظ الأمن في المنطقة وبذل جهود مشتركة لمحاربة الإرهاب، إضافة إلى رفع مستوى العلاقات بين البلدين وتكثيفها في جميع المجالات. * فرنسا حليف ثابت للمملكة وتعتبر الحليف الأول داخل الاتحاد الأوروبي، كيف ترى تطابق المواقف السعودية الفرنسية حول عدد من القضايا الإقليمية خاصة الملف السوري والأزمة اليمنية وتدخل إيران في المنطقة ودعمها للإرهاب وميليشيا الحوثي الإرهابية؟ * هناك تحديات تواجه منطقتنا، لا سيما في سورية واليمن، وضرورة دعم الشرعية في اليمن، وإيران باعتبارها دولة راعية للإرهاب تتدخل في شؤون الدول الأخرى وتنتهك القرارات الدولية وتزود ميليشيا الحوثي الإرهابية بالصواريخ الباليستية والقدرات العسكرية النوعية لاستهداف المملكة، كما لم تجد المملكة سوى ممارسات عدائية من النظام الإيراني كاغتيال الدبلوماسيين وتفجير السفارات وذلك أمر غير مقبول ولا بد من محاسبة إيران، فهي لا تتوقف عن التدخل في شؤون الدول وتضر بهذه الدول ومصالحها وتزعزع استقرارها، وأضاف هناك تطابق في الرؤى بين المملكة وفرنسا حيال إيجاد الحل المناسب للأزمة السورية ووضع حد لتدخلات إيران في المنطقة وأهمية التصدي لها، وأيضاً هناك تطابق في المواقف بالنسبة لدعم الشرعية في اليمن وبشأن عدد من القضايا الإقليمية والدولية. * متوقع أن تشهد الزيارة توقيع عدد من الاتفاقيات الثنائية في مجالات الدفاع والطاقة والصحة والسياحة؟ هل تؤكد هذه الاتفاقيات التوسع الاقتصادي والسياسي مع فرنسا وحضورها لدعم رؤية السعودية 2030 من خلال هذه الاتفاقيات؟ * سبق أن أكد معالي وزير الخارجية الفرنسي خلال زيارته إلى الرياض منتصف شهر نوفمبر الماضي دعم بلاده للإصلاحات الطموحة في المملكة في إطار رؤية 2030 خصوصاً في المجال الاقتصادي، وأبدت إعجابها بالرؤية وأكدت أهميتها في تحقيق نقلة نوعية ستشمل المنطقة بأكملها، ورغبة فرنسا في زيارة ولي العهد لوضع أولويات العمل وتعزيز هذه الشراكة المتينة التي تصب في مصلحة البلدين، حيث توفر خطة رؤية 2030 آفاقًا جديدة لفرنسا والمنشآت الفرنسية في العديد من المجالات كالصحة والتعليم والطاقة والسياحة والاستثمار وغيرها، وأضاف سيكون فيها الكثير من البحث في مجالات مختلفة وتوقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين البلدين. * كم يبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين؟ وحسب رأيكم هل الحجم يوازي العلاقات الكبيرة بين البلدين، أما سيكون هناك زيادة خلال الأعوام المقبلة؟ وما أهم إنجازات هذه الشراكة الاقتصادية على المستويين السياسي والاقتصادي؟ * وفق الإحصائية التي صدرت خلال الشهر الجاري من مركز الإحصاء الخليجي لاستعراض حجم التبادل التجاري بين دول مجلس التعاون وفرنسا فقد تصدرت المملكة المرتبة الأولى كأهم شريك تجاري من دول مجلس التعاون بالنسبة لحجم التبادل التجاري السلعي مع فرنسا بنسبة 45.2 % ووصلت قيمة الحجم التجاري بين البلدين 53 مليار ريال، ويتزايد هذا الحجم بإذن الله مع المشروعات المقبلة. * القطاع التعليمي في فرنسا استقطب عدداً من الطلاب السعوديين المبتعثين؟ كم يبلغ عدد الطلاب والطالبات الدارسين في فرنسا؟ وكيف تقيم تجربة الابتعاث إلى فرنسا؟ * فرنسا شريك معترف به في مجال التعليم منذ بداية برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث، فقد سبق وتم توقيع العديد من الاتفاقيات في التعاون الجامعي وفي مجال البحوث ومجال الصحة بتخصيص برنامج سنوي لتدريب الأطباء المختصين. يذكر أن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع وصل بحفظ الله ورعايته أمس السبت إلى الجمهورية الفرنسية في زيارة رسمية، وذلك بناءً على توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - واستجابةً للدعوة المقدمة من الحكومة الفرنسية، فيما تناولت الصحافة الفرنسية بشكل واسع زيارة ولي العهد إلى فرنسا، وأكدت على أهمية زيارة ولي العهد إلى فرنسا، فيما تناولت أن المملكة كنز الحضارات القديمة تشهد اليوم تحضيرات كبيرة لفتح سوق السياحة، ونوهت بالشراكة القوية بين المملكة وفرنسا. Your browser does not support the video tag.