أكد سعادة سفير جمهورية فرنسا لدى المملكة السيد فرنسوا غوييت أن المملكة تتبوأ مكانة مميزة كواجهة جاذبة للشركات الفرنسية، مشدداً في تصريح ل "الرياض" على أن الزيارة التي سيقوم بها صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز لفرنسا تحظى بأهمية خاصة بالنسبة للعلاقات الثنائية الفرنسية - السعودية، وجدد غوييت على موقف فرنسا الثابت بضرورة وضع إيران حدّاً لنشاطاتها التي تؤدّي إلى زعزعة الاستقرار. وفيما يلي نص الحوار: * تأتي زيارة سمو ولي العهد إلى فرنسا في وقت تشهد فيه العلاقات السعودية الفرنسية ازدهاراً، كيف تنظرون إلى أهمّية الزيارة وما النتائج المتوقعة منها؟ * نظراً للتبادلات التجارية بين البلدين والتي بلغت، العام 2017، 8.46 مليارات يورو (باستثناء القطاع العسكري) ستتيح هذه الزيارة أوّلاً، تعزيز الروابط الاقتصادية بين المملكة العربية السعودية وفرنسا. فهناك 4000 شركة تصدّر منتجاتها نحو المملكة وهناك زهاء مائة شركة فرنسية تعمل في المملكة. فتتموضع المملكة بالتالي، كواجهة تجذب الشركات الفرنسية مع مشروعات رمزية كمشروع توتال في إطار شركة محاصة مع أرامكو ساتورب. ومن ناحية أخرى، سيشكّل هذا المنتدى فرصة من أجل إعادة تنشيط العلاقات الاقتصادية بين البلدين. بطبيعة الحال، ينبغي زيادة التبادلات التجارية والمشروعات بين بلدينا كي تؤدّي إلى تعزيز تواجد الشركات الفرنسية الصغيرة والمتوسطة الحجم في المملكة. ينمو اهتمام الشركات الفرنسية بالمملكة ويشمل بشكل رئيس قطاعات الصحة والنقل والسياحة والطاقة وتقنيات الإنترنت والاتصالات والصناعة. * ستشهد زيارة ولي العهد لفرنسا انعقاد منتدى اقتصادي، كيف ترون أهمية المنتدى على قطاع الأعمال والاستثمار في البلدين؟ * تتسم الزيارة التي سيقوم بها صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، من 8 إلى 10 أبريل بأهمية خاصة بالنسبة للعلاقات الثنائية الفرنسية-السعودية. فإنّها الزيارة الأولى التي يقوم بها صاحب السمو الملكي إلى فرنسا بصفته ولياً للعهد. وتأتي عقب الزيارة التي قام بها فخامة رئيس الجمهورية الفرنسية، السيد إمانويل ماكرون، إلى المملكة في شهر نوفمبر الماضي. ففي هذا السياق، ستهدف زيارة الأمير محمد، بشكل رئيس إلى تعزيز الشراكة الاستراتيجية الفرنسية-السعودية، كي نساهم، معاً، في نجاح الرؤية 2030. ويكمن الأمر بالنسبة لبلدينا الصديقين في تعزيز التعاون الثنائي في قطاعات عديدة، ونذكر منها الصحة والتعليم والتدريب المهني والثقافة والتراث بل أيضاً الأمن ومكافحة الإرهاب. ومن شأن هذه الزيارة أن تبرز الصداقة بين الشعبين الفرنسي والسعودي كما ستعكس تنوّع العلاقات الفرنسية-السعودية وديناميكيتها. * هناك توافق سعودي فرنسي على الخطر الإيراني في المنطقة ، كيف ستتم ترجمة هذا التوافق؟ * في ما يتعلّق بالملفات الإقليمية والدولية، أبدت فرنسا والمملكة العربية السعودية دائماً تمسّكهما باستتباب السلام والأمن في الشرق الأوسط. فإنّ فرنسا مقتنعة تماماً بأنّه يتعين على إيران أن تضع حدّاً لنشاطاتها التي تؤدّي إلى زعزعة الاستقرار وتبيان إرادة فعلية بدعم الحلول السياسية في المنطقة. فإن الانتشار التسياري أمر مرفوض قطعاً. ويشكّل نقل القدرات التسيارية إلى أطراف غير حكومية عملاً خطيراً ومنافياً للقوانين الدولية. دانت فرنسا الاعتداءات التي ارتكبها مؤخراً الحوثيون في اليمن وأكدت مجدداً أن الحل السياسي التفاوضي هو وحده الذي من شأنه أن يضع حدّاً لهذا النزاع. فبصفتها عضو دائم في مجلس الأمن، ستبقى فرنسا يقظة وحذرة من أجل ضمان استقرار المنطقة. وأضيف أن العلاقات بين فرنسا والمملكة علاقات قديمة وتتسم بالثقة. فستبرز الزيارة التي يقوم بها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، كثافة علاقات الصداقة التي تربط بلدانا إضافة إلى تطابق واسع في الآراء حول الملفات الإقليمية الرئيسة. Your browser does not support the video tag.