ناشد عدد من أولياء أمور طلاب مدارس مكةالمكرمة تقديم الاختبارات النهائية احترازيا؛ بشكل يحد من انتشار الجرب بين الطلاب، ويسهل على الجهات المختصة السيطرة على المشكلة قبل أن تتحول إلى كارثة صحية، لأن من أهم مقومات انتشار هذا الداء التكدس والتزاحم وسرعة العدوى، ويعد تقديم الاختبارات أسرع الحلول وانجعها لمحاصرة انتشار المرض على نطاق أوسع. مكافحة قوية في البداية قال محمد شريف مولوي: لا يوجد حل أسرع وأنجع من تقديم الاختبارات لطلاب وطالبات المدارس التي تم اكتشاف حالات الجرب بها؛ لأن طرق المكافحة مهما كانت قوية ومقننة ستقف عاجزة أمام تكدس الطالبات في المدارس، حيث إن الطاقة الاستيعابية للفصول الدراسية تم مضاعفتها، فبعض الفصول الدراسية تضم مالا يقل عن خمسين طالبة، وهذا ما ساعد على انتشار المرض بين الطالبات. تكدس الطالبات وشاركه الرأي سعيد العالم حسين، مضيفاً: "لست متفاجئا من ظهور مثل هذه الأمراض من تكدس الطالبات، وأسلم وانجع طريقة للقضاء عليها هي تقديم الاختبارات في المدارس، والطالبات المصابات يتم تأجيل اختبارهن إلى أن يتم شفاؤهن، ومن ثم يتم اختبارهن، أما إذا بقي الحال على وضعه الحالي فهذا ما يصعب الأمر في مكافحته والقضاء عليه؛ لأن انتشاره بين الطالبات في ازدياد مطرد، وينتقل من طالبة إلى أخرى. تعليق الدراسة فيما ناشد عبدالمحسن العتيبي وزير التعليم بالنظر في الموضوع بشكل عاجل، مضيفاً: "ابنتي معلمة وطيلة يومها الدراسي تعيش في زحمة الطالبات، وفي كل يوم يزداد عدد الإصابات بينهن وينتقل بين الطالبات؛ بسبب تكدسهن في الفصل الدراسي، وأضع يدي على قلبي من خوف انتقال داء الجرب إلى أسرتي وأطفالي عن طريقها وتعليق الدراسة يوم أو يومان لا يحل المشكلة. مرض التجمعات وأوضح استشاري الأمراض الجلدية عضو مجلس إدارة الجمعية السعودية لأمراض وجراحة الجلد ومدير العيادات الخارجية بمستشفى النور التخصصي بمكة أ. د. خالد عبدالله العفيف أنّ الجرب يسمى مرض التجمعات، وهو ذو سمعة سيئة، فما إن تقول إن فلاناً أصابه الجرب حتى ترى الجميع ينفرون منه وايبتعدون عنه، وحقيقة أن الجرب لا يؤثر على الصحة العامة ولا على الأعضاء الحيوية مثل الكبد والدماغ وخلافه، ولكن سمعة الجرب السيئة جاءت من كونه يعدي بشكل سريع ويسبب حكة شديدة جداً. وأضاف: "إن مرض الجرب مرض طفيلي يصيب الجلد، يظهر على شكل طفح جلدي في الأسطح الأمامية للمعصمَين والمرفقَين والإبطَين والأفخاذ بالإضافة الى الأعضاء التناسلية، مع وجود حكة شديدة، حيث يتسبب به نوع من الطفيليات (sarcoptes scabiei)، ويكثر انتشاره في الأماكن المزدحمة مثل: مواسم الحج، المدارس المكتظة، المعسكرات، السجون، المعسكرات، إذ تنتقل طفيليات الجرب من الشخص المريض إلى السليم من خلال التماس المباشر أو غير المباشر عن طريق الملابس الملوثة وأغطية الأسرَّة". أعراض الجرب وعن الأعراض قال أ. د. العفيف: تظهر أعراض الجرب على شكل حكة تزداد شدتها في المساء خاصة قبل النوم، وكذلك مع طول فترة المرض، وتظهر بشكل حبيبات حمراء صغيرة غالبا تظهر في البطن (حول السرة والجانبين)، وبين الأصابع، وعلى الرسغ، والإبطين، والأفخاذ، والأعضاء التناسلية، وقد تؤدي إلى شدة الحكة وإهمال العلاج إلى ظهور مضاعفات مثل الالتهابات البكتيرية وما قد يتبعها من صديد وارتفاع في الحرارة. وأضاف: "إذا تم التشخيص بشكل صحيح يمكن العلاج بكل بساطة، باستخدام كريم أو لوشن خاص بالطفيليات مثل ( Permethrin ) أو بنزوات البنزايل كما يمكن استخدام حبوب عن طريق الفم (Ivermectin) ممكن تؤخذ مرة واحدة، الجرب من الأمراض السريعة العدوى السهلة الانتشار في كافة المجتمعات، وقد يأخذ الجرب شكل عدوى وبائية إذا أصاب طفلاً أو تلميذًا في مدرسة؛ إذ أن هذا الطفل المصاب قد يعدي جميع زملائه في الفصل أو من يخالطه في المدرسة بدون أن يشعر هو أو مخالطيه، ومن ثمَّ ينتقل إلى أفراد الأسرة؛ لذا يجب علاج المصاب والمخالطين في نفس الوقت حتى إذا لم تكن لديهم أعراض، مشدداً على أهمية تجنب الأماكن المزدحمة وعدم استخدام ملابس الغير، والتأكد من نظافة أغطية الأسرَّة، خاصة في الأماكن المزدحمة كالسجون والمعسكرات، وتطهير ملابس المريض أو غسلها وتعرضها لحرارة الشمس أو كي الملابس. Your browser does not support the video tag.