تدحرجت كرة مرض الجرب، فبعد أن سجلت مدارس مكةالمكرمة أكثر من 600 حالة مصابة، ترددت أنباء اليوم (الأربعاء)، عن ظهور إصابة في إحدى مدارس منطقة الرياض، فيما لم تؤكدها أو تنفها وزارتا التعليم والصحة، لكن وزير الأخيرة الدكتور أحمد العيسى جال على مدارس ظهرت فيها إصابات، وأكد أن الوضع «تحت السيطرة». واستعرض العيسى أمس، ومستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة خالد الفيصل، الخطوات التي اتخذتها وزارة التعليم في مدارس العاصمة المقدسة بالتعاون مع وزارة الصحة، لمواجهة الحالات المشتبه بإصابتها بالجرب، وأكد الفيصل أهمية توفير الإمكانات كافة واتخاذ التدابير اللازمة لضمان سلامة طلاب وطالبات المدارس في الأحياء التي تم رصد حالات فيها . من جهته، طمأن وزير التعليم، أمير المنطقة بأن «الوضع تحت السيطرة»، وأن الجهات المعنية تبذل قصارى جهودها للتعامل مع الحالات المشتبه بإصابتها. وقام العيسى يرافقه المدير العام للتعليم في المنطقة محمد الحارثي، بزيارة ميدانية على عدد من مدارس «تعليم مكة» متوسطة عباد بن بشر، وثانوية سليمان الزايدي، وابتدائية عامر بن أبي ربيعة، مطمئنا إلى صحة طلابها، مؤكداً أن الوضع «مطمئن». وقال إن الأجهزة الحكومية كافة تعمل على الإشراف والمتابعة. إلى ذلك، أكدت مديرية الشؤون الصحية في محافظة جدة، أنه لا يوجد تفشي لحالات الجرب في بعض مدارس محافظة جدة حتى الآن، موضحة في بيان لها أن هناك «متابعة مستمرة وتنسيق دائم بين إدارة تعليم جدة، ممثلة في الشؤون الصحية المدرسية، وإدارة الصحة العامة في جدة، لمتابعة الوضع في مدارس المحافظة، والاستعداد المبكر لكل ما من شأنه المحافظة على سلامة الطلاب والطالبات والترصد لجميع الأمراض ومباشرتها ميدانياً، وفي حال اكتشاف أي حالات؛ سيتم على الفور مباشرتها لمنع انتشار المرض، إضافة إلى تقديم الخدمات الصحية الوقائية منها والعلاجية، وتكثيف التوعية الصحية في هذا الشأن». وأوضحت «صحة جدة» أن علاج المرض يعتمد على توعية المريض وذويه بطرق انتقاله، وكيفية تعقيم الملابس والمفروشات للحد من انتشاره بين أفراد الأسرة، فيما يسهم التزام تعليمات الطبيب المعالج في أخذ العلاج للمريض وللمخالطين من الحد من انتشار المرض بين أفراد المجتمع. «صحة مكة»: مسح لجميع فصول المدارس التي ظهرت فيها إصابات كشفت المديرية العامة للشؤون الصحية في منطقة مكةالمكرمة، أنها اتخذت إجراءات وقائية إثر ظهور مرض الجرب، منها عمل مسح طبي لجميع الفصول وطلاب المدارس التي ظهرت فيها حالات مشتبهة، وحصر جميع المصابين والمخالطين وإعطائهم العلاج اللازم، والتنبيه إلى ضرورة عزل الحالات المصابة حتى يتم شفاؤها في المنزل. وأبانت «صحة مكة» أنه تم تقديم التوعية الصحية اللازمة عن المرض وطرق انتقاله وطرق الوقاية منه وأهمية النظافة الشخصية داخل المدرسة للطلاب والطالبات والمعلمين والمعلمات وفي وسائل التواصل الاجتماعي، وكذلك تم التنسيق مع إدارات المدارس بضرورة إرسال أي حال مشتبهة أخرى قد تظهر في ما بعد إلى المركز الصحي، ليتم الكشف عليها واتخاذ اللازم، وقالت إنه بالإمكان التواصل مع المركز الصحي الذي تقع في نطاقه المدرسة أو الاتصال مباشرة على هاتف إدارة الامراض المعدية في مديرية الشؤون الصحية بمكةالمكرمة أو الرقم 937. إضافة إلى إعداد فريقين لزيارة مواقع سكن الحالات لتقييم الوضع. «الصحة»: طبقنا الإجراءات الاحترازية والوضع لا يدعو للقلق أكدت وزارة الصحة أنها طبقت الإجراءات الاحترازية المتبعة للتعامل مع الحالات المصابة بمرض الجرب في مكةالمكرمة وعلاجهم، وطمأنت إلى أن الوضع الصحي لا يدعو إلى القلق، مبينة أنه «مرض طفيلي معد يصيب الجلد يسببه نوع صغير جداً من الحشرات تخترق البشرة، وينتقل من المخالطة اللصيقة بين الأشخاص». وتكون الأعراض غالباً على شكل حكة شديدة، وخصوصاً أثناء الليل وتقتصر المضاعفات التي يمكن حدوثها على حدوث عدوى بكتيرية ثانوية لتلك الإصابات. وأبانت أن فترة الحضانة تتراوح بين أسبوعين إلى ستة أسابيع قبل بدء الحكة في أشخاص لم يسبق لهم التعرض للعدوى، أما في الأشخاص الذين سبق إصابتهم فتكون الفترة أقصر بين يوم إلى أربعة أيام. وبخصوص الإجراءات الوقائية، أوضحت «الصحة» أنها تتمثل في التوعية والتثقيف الصحي عن المرض وطرق انتقاله وعن أهمية التشخيص والعلاج المبكر وكذلك عن أهمية الحفاظ على النظافة الشخصية، والإبلاغ عن الحالات وعزل المصابين من المدرسة أو مكان العمل حتى اليوم التالي للعلاج. وأيضاً الغسل الجيد للملابس الداخلية ومفارش السرير التي ارتداها أو استعملها المريض خلال الساعات ال48 السابقة للعلاج، باستخدام دورات ساخنة من الغسالة والمجففة لقتل الحشرات والبيض، وحصر المخالطين من أعضاء الأسرة أو غيرهم ومتابعتهم للتعرف على أي حالات غير مبلغة تعاني من الإصابة بأعراض المرض ولاسيما الحكة وإعطائهم العلاج الناجع في الوقت نفسه لتجنب إعادة العدوى. إضافة إلى دراسة المخالطين والبحث عن مصادر العدوى، فغالباً ما تحدث الإصابات بصورة جماعية وخصوصاً في الأماكن المزدحمة، ونادراً ما يصاب فرد واحد فقط بين أفراد الأسرة بالمرض، ويجب إعطاء العلاج الوقائي للأشخاص الذين يوجد بينهم مخالطة لصيقة مع المريض، وكذلك توفير وسائل النظافة في المرافق العامة وخصوصاً في المعسكرات والمخيمات ومناطق السكن المزدحمة. أما مايخص علاج الحالات فأبانت «الصحة» ان العلاج المفضل للأطفال هو «بيرمثرين» بتركيز خمسة في المئة، ويمكن كذلك استخدام عقار «اللندان»، والذي يمسح به كل الجسم ما عدا الرأس والعنق، ثم يتم الاستحمام في اليوم التالي وتغيير الملابس ومفارش السرير، لافتة إلى إمكان استمرار الحكة لمدة أسبوع أو اثنين بعد العلاج، ولا ينبغي النظر إلى ذلك على كونه مؤشراً على فشل العلاج. وفي حوالى خمسة في المئة من المرضى يتم تكرار العلاج مرة أخرى بعد 7 إلى 10 أيام من المقرر العلاجي الأول في حال استمرارية البيض في الحياة على رغم العلاج الأولي.