إن ما قامت به ميليشيات الحوثي من استهداف غاشم لبلاد الحرمين الشريفين بصواريخ باليستية استهدفت المدنيين والأحياء السكنية بهدف تحقيق خسائر بشرية ومادية على أرض المملكة عمل مدان شرعاً وقانوناً، ولم تراعِ الميليشيات حرمة أطهر بقاع الأرض، وقبلة المسلمين المملكة. إن التصدي الشجاع والمهني لتلك الصواريخ أعطى نتائج عكسية للميليشيات وأهدافها الإرهابية، وبفضل الله تعالى استطاع جنودنا البواسل التصدي لكل عدوان غاشم وباءت محاولاتهم بالفشل، وهذه الجماعة الإرهابية لم ولن تستطيع تحقيق أي نجاحات في ميدان المعركة، فكان البحث عن أهداف أخرى سعياً منهم لتغيير الواقع لصالحهم، ولم يجدوا إلا الطريق الإرهابي لتحقيق تلك الغاية المتمثلة في استهداف أناس آمنين في مدن الإسلام التي تعود المسلم فيها على سماع الأذان وذكر الله عز وجل، ظناً منهم أنهم قادرون على زعزعة الأمن والأمان، ولكنهم لم ولن يستطيعوا تفكيك نسيجينا الاجتماعي، وتكاتف هذا الشعب السعودي البطل حول ولاة أمره الذين حملوا العدل عنواناً لهم. نحن نعيش في بلاد حفظها الله منذ تأسيسها على يد المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالحمن آل سعود -رحمه الله وطيب ثراه- وسار على نهجه الملوك حتى عهدنا هذا، الذي هو عهد العزم والحزم تحت مظلة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظهما الله-، إنه الشاب وصاحب الفكر المتجدد والنظرة الثاقبة. إن ما حققته عاصفة الحزم من إيقاف المخطط الشيطاني الذي أٌريد منه استهداف بلاد الحرمين كان له الأثر الأكبر في ردع كل من تسول له نفسه العبث في بلاد الحرمين وقبلة المسلمين، كما أن هذه الصواريخ لن تؤثر على اطمئنان المواطنين والمقيمين، بل تزيدهم التفافاً حول قيادتهم وثقة أقوى في حكومتهم وما تسعى فيه من استقرار وأمن. إن ما يقوم به سيدي سمو ولي العهد وزير الدفاع من زيارات حول العالم من أجل ترسيخ قواعد السلم والسلام والأمن ومحاربة الإرهاب، وكذلك جلب الاستثمارات الأجنبية وتعزيز القوة الدفاعية أثارت حفيظة نفوس الطامعين في هذه البلاد الآمنة، وقد استطاع سيدي ولي العهد وزير الدفاع بحكمته ونظرته الثاقبة استنباط المستقبل للرد على كل المخاطر المحتملة من أحزاب الشيطان، واستطاع في عقد الاتفاقيات الأخيرة التي تمت في إنجلترا والولايات المتحدة الأميركية استصحاب أحداث الواقع وقراءة لما يحدث في المنطقة، فالمملكة لا تبحث عن استحواذ أسلحة هجومية، ولكن نرى جميعنا كيد الأعداء، وما يجري تدبيره ليل نهار من جماعة الحوثي ومن عاونهم، فمثل هذه الظروف التي تحيط بِنَا تدعو إلى تجهيز القوة الدفاعية، ونحن نستمد هذا النهج من كتاب الله، فهذه البلاد دستورها القرآن الكريم، وكما ذكر في كتاب الله عز وجلّ: (وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ الله وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ الله يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ الله يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ). كلنا جنود في هذا الوطن، ولن تخيفنا صواريخ الشيطان ونقولها بصوت مرتفع، كلنا جنودك يا محمد بن سلمان، وكلنا جاهزون وتحت أمرك، وتحت راية العزة والرفعة والنصر لهذا الوطن الغالي علينا، وأن كل بيت يسوده الاطمئنان والأمان في ظل حكومتنا الرشيدة تحت قيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين مستعد للتضحية والفداء. وعلينا جميعاً يا أبناء هذا البلد الأمين أن نقف في وجه الأعداء بكل ما استطعنا، وأن تزيدنا هذه الظروف المحيطة قوة ومنعة وإيماناً تاماً بأن النصر حليفنا ونقف صفاً واحداً، حفظ الله بلادنا من كل مكروه. *عضو مجلس المنطقة الشرقية Your browser does not support the video tag.