عززت اعتداءت الصواريخ البالستية الإيرانية على المدن المكتظة بالسكان المدنيين في المملكة وفي مدينة مأرب اليمنية، أهمية وضرورة عمليات التحالف العربي بقيادة السعودية التي انطلقت في 26 مارس من العام 2015 استجابة لطلب الرئيس اليمني الشرعي ولإنقاذ الشعب اليمني وردع الاختراق الإيراني الخطير وإزالة التهديد الذي شكله على أمن المنطقة والعالم والممرات المائية الدولية في باب المندب والبحر الأحمر وخليج عدن. وتزامنا مع ذكرى انطلاق عاصفة الحزم بتآلف عربي واسع بقيادة المملكة العربية السعودية لإزالة خطر التهديد الإيراني الخطير، أكد وزير الدولة للشؤون الخارجية في دولة الإمارات العربية المتحدة الدكتور أنور قرقاش إن رسالة صواريخ الحوثي الإيرانية واضحة وهي أنه لا تعايش مع ميليشيا إرهابية تستهدف استقرار المنطقة وتكون مطيّة لطهران، وأن مصير منطقتنا في المعركة مرتبط بالرياض، وهدف التحالف العربي بقيادة المملكة مستقبل أمن المنطقة ويَمَنُ عربي متجانس مع محيطه. ومع دخول عمليتي عاصفة الحزم وإعادة الأمل العام الرابع، وفي ظل استمرار تهريب الصواريخ والأسلحة للانقلابيين من إيران في تحدٍ صارخ للقانون الدولي وخرق قرارات مجلس الأمن الدولي وفي مقدمتها القرار رقم 2216 يؤكد سفير خادم الحرمين الشريفين لدى اليمن، محمد آل جابر، إن التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية لن يحيد عن أهدافه في إعادة الشرعية وإنقاذ الشعب اليمني من إيران وحماية الأمن الوطني وممرات التجارة البحرية. وعند ذكر التحالف العربي بقيادة السعودية في الذكرى الثالثة لانطلاق عملية عاصفة الحزم لإعادة الشرعية اليمنية وتمكين مؤسسات الدولة اليمنية والقضاء على الميليشيات الإرهابية الإيرانية واستعادة اليمن إلى محيطه العربي وسحق خطر نظام إيران الراعي للإرهاب، يتحدث اليمنيون عما حققه التحالف خلال السنوات الثلاث الماضية . وفي هذا السياق قال المحلل السياسي اليمني عدنان الجبرني ل"الرياض"، إن هناك حقيقة مركزية يجب أن يتذكرها الجميع عند الحديث عن التحالف العربي وما حققه، وهي أن ميليشيا الانقلاب الحوثي المدعومة والممولة مباشرة من إيران سيطرت على اليمن (دولة وجغرافيا) في 2015، وكانت المناطق اليمنية التي لا تزال تقاومهم في ذلك الوقت غير قادرة على الصمود لوقت أطول، وبالتالي أصبحت اليمن _ وقتها _ عمليا في قبضة الميليشيات الحوثية ومن ورائها إيران، لافتا إلى أن البرنامج الإيراني الطائفي كان قد بدأ مرحلة التنفيذ على الأرض وبدأت الطائرات الإيرانية تهبط في مطار العاصمة صنعاء بمعدل 14 رحلة أسبوعيا، وبالتالي يشير الجبرني إلى أن كان ذلك يعني صعوبة نشوء أي مقاومة أو تحرك لاستعادة الدولة إلا بعد عقود من الزمن، خصوصا مع مستوى البطش والقمع والإرهاب الذي مارسته الجماعة الحوثية بحق المجتمع اليمني بمختلف فئاته ومكوناته. ويضيف الجبرني: هنا جاء التحالف العربي بقيادة المملكة، ودمر سلاح الجو والصواريخ التي أصبحت في قبضة مليشيات الحوثي الإيرانية وكانت تتحضر لقصف المدنيين والرافضين لها فيما تبقى من الجغرافيا اليمنية بالطائرات اليمنية التي استولت عليها، وقام التحالف ودعَم صمود المقاومة اليمنية على الارض وبدأ على الفور بإعادة بناء الجيش الوطني اليمني الذي أصبح اليوم قوة ضاربة يحقق الانتصارات ويستعيد المنطقة تلو الأخرى من الانقلابيين". وأشار إلى أن التحالف العربي ساند أيضاً رئيس الجمهورية اليمنية عبد ربه منصور هادي في اإعادة ترتيب وضع الحكومة واستعادة شكل وهيكل الدولة، وبموازاة ذلك كان الجيش الناشئ بدعم التحالف نفسه يحرر المحافظات اليمنية تهيئة لعودة الدولة، وهنا يمكن القول بحسب الجبرني أن أهم ما حققه التحالف على المستوى الإستراتيجي هو دعم صمود اليمنيين في مواجهة الانقلاب والتمكين لإعادة بناء الجيش الوطني، وتحرير نحو 80 % من الجغرافيا، وهذه مكاسب كبيرة تشكل ضمانا لاستعادة ما تبقى، بأي حال. وفي الوقت الذي كانت إيران قد أسقطت الدولة اليمنية عبر وكلائها الحوثيين، يقول الجبرني "إن التحالف العربي بقيادة المملكة جاء وأنقذ اليمن من مخالب إيران وهيأ لليمنيين مناخا لمقاومة الانقلاب وساندهم سواء عسكريا أو سياسيا أو إنساني، وأما بقاء ميليشيا الحوثي الانقلابية فيما تبقى من المناطق اليمنية فيؤكد أنها مسألة وقت وحسب، وإذا لم يقبل اليمنيون بها أيام قوتها وحينما كانت قد تمكنت من السيطرة على معظم اليمن بمساندة مباشرة من إيران، فاليمنيون اليوم أشد رفضاً لها وسيلتحم كل أبناء الشعب اليمني لإسقاطها وأجندتها الطائفية وامتداداتها الإقليمية". Your browser does not support the video tag.