وضع التونسي ماهر الكنزاري مدرب الفريق الأول لكرة القدم بنادي أُحد نفسه في حرج كبيرة وورطة ربما لا ينجو منها بسهولة عندما عبر عن أمنيته بتتويج الأهلي بلقب بطولة الدوري، وهناك من فسر تصريحه الغريب والخطير على أكثر من معنى ولا يصدر من مدرب محترف يفترض أن يكون ذكياً ودبلوماسياً ويخفي أمنياته مادامت تتعلق بأحداث مقبلة، ويبدو أنه نسي أن فريقه سيواجه الأهلي في ختام الدوري وأن النتيجة ربما تحسم لقب البطولة وهنا (هل سيلعب للفوز أم سيلعب لتحقيق أمنيته بفوز الأهلي باللقب؟) وهذا الأمر لا ينطبق على الكنزاري لوحده فحتى لو فعل مدرب الفتح مواطنه فتحي الجبال الشيء ذاته وتمنى فوز الهلال وهو الذي سيقابله في ختام الدوري للقي اللوم ذاته والغضب من جماهير الأهلي كما هو حال الكنزاري مع جماهير الهلال التي استغربت مثل هذا التصريح التلفزيوني المستفز لها بشكل كبير ولو كان أُحد أنهى مباراته بالأهلي لأصبح الامر عادياً جداً فالكثير سينقسم في المشاعر بين من يتمنى الفوز باللقب الهلال والأهلي. الأهلي كفريق كبير منافس ومؤهل للفوز باللقب بقوة وينافس على ثلاثة ألقاب لاذنب له في أن يتمنى مدرباً في موقع الكنزاري كما أن تتويجه باللقب إن حدث سيكون بعرق وجهد لاعبيه وليس لأن الكنزاري تمنى الفوز وهو المدرب الذي استعجل الحديث وصرح في توقيت غير مناسب يفترض فيه أن تكون أمنيته هي فوز أُحد على الأهلي وبقاؤه ضمن الدوري السعودي للمحترفين وهي المهمة التي تعاقدت إدارة أُحد معه من أجلها وليس من أجل أن يوزع تصاريحه بالتمني، فهو إن فاز لن يساهم ذلك في بقاء أُحد أو يفيده في شيء بل يضر بسمعة المدرب الذي نسي واجباته والعمل على انتصارات فريقه وأخذ يطارد الفرق الأخرى ويتمنى فوز هذا وخسارة ذاك وإلا كيف يتمنى فوز فريق باللقب وفريقه سيقابله وربما نتيجة المباراة هي التي ستحدد حصول الأمنية، والسؤال المهم أين الذين يشككون ويغردون ويسقطون في بعض البرامج الرياضية عن هذا التصريح الخطير وكيف بحالهم لو إن الذي صرح مدرب الفتح فتحي الجبال وتضمن تصريحه التمني بفوز الهلال باللقب؟.. حتما ستحاصرته عبارات الطعن والانتقادات من برامج الظهيرة والمساء التي تجمع المشجعين المتعصبين ولن يمر مرور الكرام بل ستضع حلقات عدة، وقبلها شن هؤلاء هجمات شرسة عبر مواقع التواصل الاجتماعي وفرد المعدون والمشرفون على البرامج المتعصبون عضلاتهم لأنهم سيتعتبرونها فرصة لا تعوض. تصريح الكنزاي عزز بكل أسف من الاتهامات التي تحاصر بعض المدربين العرب في المسابقات السعودية، حتى وصل الأمر شطب نتائج المجزل وتهبيطه إلى الدرجة الأولى ومعاقبة عدد من المدربين والأجهزة الفنية لبعض الفرق بحجة أنهم يتلاعبون بالنتائج؟! Your browser does not support the video tag.