بين من يتحدث بموضوعية النظرة الفنية وبين من يقف على حدود العاطفة تدور الأسئلة عن المنتخب وعن تحضيراته وعن «مونديال الروس»، وماذا يمكن أن يقدمه من المستويات والنتائج؟، ولا يمكن لعاقل أن يراهن على سهولة المهمة، لكنه في المقابل من هذا الرهان يمكن له أن يثق في كل نجم يرتدي شعار الوطن ويخوض مهمة الدفاع عنه، فكل نجم في قائمة المنتخب السعودي الأول لكرة القدم سيرمي بكل أوراقه، وسيبذل من العطاءات الفنية واللياقية ما يكفيه للخروج من هذا الحدث الكبير، وقد أبدع وأقنع وشرف الوطن. في مونديال أميركا 1994م رأى العالم بأسره كيف كان السعوديون أسوداً وهم يجابهون هولندا ويخسرون منها بصعوبة، وكيف تفوق «الأخضر» البطل آنذاك على المغرب وبلجيكا، في ذاكرة الزمن الجميل هنالك أشياء يجب أن نستعيد الحديث عنها، ليس من باب التباهي بالماضي بل من أجل أن نغرس في أذهان المنتخب اليوم حقيقة أن الروح لا تهزم وأن الثقة تصنع المستحيل. اليوم كل شيء يحيط بالمنتخب الوطني، دعم المسؤول، وتحفيز المدرج، واهتمام الإعلام، وطالما أن «صقورنا» يسيرون في هذه المرحلة التحضيرية تحت رعاية كبيرة فمن المهم أن تجير هذه الوقفات سريعاً لتحقيق النتيجة المطلوبة، والظهور بالمظهر الكروي الأنيق الذي يسهم في تذكير العالم كل العالم بما يحمله الإنسان السعودي تجاه وطنه من حماسة ورغبة في إثبات الوجود، ورسم خارطة التفوق التي يحفظها التاريخ ولا تسهو عنها ذاكرة الزمان. متفائل كرياضي بنجوم «الأخضر»، صحيح أن روسيا ومصر والأوروغواي منتخبات قوية وصعبة، لكن هذا الأمر لا يلغي واقعنا، وأن نثق بقدراتنا ونرفع من سقف طموحنا نحو الغاية والهدف. قلوبنا مع المنتخب الوطني، والأمل في الله أولاً ثم في حماسة وإصرار هؤلاء النجوم، لكي يكرروا للوطن ذكريات سعيد العويران، وسامي ومحمد الدعيع، ومحمد عبدالجواد، وذاك الجيل الذي هجر ميادين كرة القدم فيما ظل ملازماً لعقول الناس. بالتوفيق ل»الصقور الخضر»، وبالنجاح التام في مرحلته الإعدادية وتجاربه الودية، وبعيداً عن محصلة النتائج فيها إلا أن الأهم هو الاستفادة من الأخطاء، وتحويل مساراتها لتحقيق المعدل المطلوب من التصحيح الفني والمعنوي واللياقي، وهذا بالتأكيد مسؤولية الأجهزة الفنية بقيادة بيتزي وبقية الأجهزة الإدارية المحيطة باللاعبين. أما محلياً فلا نزال في دهشة من بعض قرارات اتحاد الكرة؛ مرة يقرر عدم مشاركة الدوليين في نهائي كأس الملك، وتارة يفكر في تعديل القرار، وثالثة يصر على عدم تجاوبه مع بعض الفرق المتضررة في نصف النهائي، بل ويرفض طلب تأجيل مباراة مهمة وحاسمة ليوم واحد فقط. اتحاد عليه أن يعي جيداً أن المنتخب نتاج الأندية، ومن يقدم للمنتخب الكثير من الأسماء يستحق أن ينصف، لا أن يبقى في خانة المتضرر وسلامتكم..!! Your browser does not support the video tag.