الورد لا ينقل مشاعر الحب.. إنه سرعان ما يتحول إلى فتافيت نجمعها في أقرب سلة. امتلأت الدنيا.. وضجت بالورد بالأغاني والشعر والقصيد والخواطر كأن الجميع استيقظ صباحاً ليكتشف أنه رزق بأم وله معها ذاكرة وذكريات وأنه كان.. ثم.. صار.. أصبح. ثم إن الورد يصبح سيد الموقف.. إنه يتماسك كي لا يذبل. إن مشاعرنا منوطة به وملتفة حوله.. احتفالية وماراثون أتت كالموج العالي عبر أجهزتنا. إنني أقبل بذلك.. سأقبل لكن ماذا عن 364 يوماً الأخرى.. والأمهات فيه على غير ذلك. لو أن هذا الورد والشعر الذي يتكدس في يوم واحد يتوزع على الصباحات ليمحو وجعاً لا تخبر به الأمهات أحداً.. وصمت يلف ويداري ذبول قلب.. وتفاصيل متراكمة في العمق لا نرى منها إلا وجهها مشرقاً في الصباح. ماذا عن تفاهات أغرقها بها الجميع حتى أطفأ توهجها..! ماذا عن جسد مرهق وأمنيات لها ربتت عليها تحت وسائد الأيام..! ماذا عن خطواتها المتثاقلة نحو الحياة..! ماذا عن رسائل في عينيها لا يقرأها أحد..! أنا أؤمن بأن المرء لا يشيخ ويذبل وتمتد إليه التجاعيد.. تلك التجاعيد تتسلل بداية من القلب وتصنع هناك مع كل كسر وقهر ومقاومة وعند كل هجر ونسيان. أمهاتنا أشجار باسقة نحو السماء تٌمِد فضاءاتنا بالأمل واليقين.. إنهن مُدن تعانق الغيم تمنحنا أجمل إطلاله على الحياة وعلى الأرض وتزودنا بأجنحة ملائكية كي لا نهبط وكي نرفرف على الدوام. أثق بأن تلك القوة العجيبة لأمهاتنا لا تشيخ وذلك الأمل لا ينقطع إلا حين يسقيه الإهمال والجفاف. سخيفة كل الأعذار وغير مقبولة عن فهمنا الذي يأتي متأخراً لهن فقط. (رب أرحمهما كما ربياني صغيراً) Your browser does not support the video tag.