في الوقت الذي تدك فيه قوات النظام السوري المدنيين قصفاً في الغوطة الشرقية، تسعى للتوصل إلى اتفاق مع فصائل المعارضة لإجلاء مجموعة من المقاتلين إلى شمال غرب سورية الخاضع لسيطرة المعارضة. وقال مصدران بالمعارضة أمس إنه تم التوصل إلى اتفاق بوساطة روسية لإجلاء مجموعة من المقاتالين من مدينة في الغوطة إلى شمال غرب سورية، وذلك في أول اتفاق من نوعه في المعقل الأخير لمقاتلي المعارضة قرب العاصمة. وأضاف المصدران أن مقاتلين من جماعة أحرار الشام التي تسيطر على مدينة حرستا المحاصرة وافقوا على إلقاء أسلحتهم مقابل العبور الآمن إلى مناطق تسيطر عليها المعارضة وعرض بالعفو عمن يرغبون في البقاء بموجب شروط مصالحة محلية مع النظام. ولكن لا يوجد ما يشير لموعد تنفيذ الاتفاق، حيث قال مصدر مطلع على المحادثات إن عقبات قد تؤدي لتأجيل تنفيذه بضعة أيام. وقد حصدت عمليات القصف الوحشية أرواح المئات من المدنيين في الغوطة التي تتعرض لقصف مكثف من قوات النظام وحلفائها منذ الشهر الماضي. وكان مدير منظمة حظر الأسلحة الكيميائية كشف عن تلقيه عدة مزاعم باستخدام أسلحة كيميائية في الغوطة الشرقية، لكنه أشار إلى أن إطلاق تحقيقات دقيقة حول هذه الادعاءات سيكون أمراً صعباً للغاية بسبب صعوبة الوصول إلى معلومات. وقال مدير المنظمة أحمد أوزومجو إن بعثة تقصي حقائق أطلقتها المنظمة حققت حتى الآن في أكثر من 70 هجوماً بغازات سامة في سورية منذ 2014، من أصل 370 هجوماً مفترضاً. وفي دمشق، قتل 62 عنصراً من قوات النظام السوري والمسلحين الموالين لها منذ الاثنين جراء هجوم لتنظيم داعش الإرهابي مكنه من السيطرة على حي القدم جنوبي العاصمة، وفق حصيلة جديدة أوردها المرصد أمس. وتمكن التنظيم من السيطرة على الحي الثلاثاء إثر تسلله إليه وخوضه معارك عنيفة مع قوات النظام وحلفائها وفق المرصد. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن: "ارتفع عدد القتلى إلى 62، غالبيتهم الساحقة من اللجان الشعبية الموالية للنظام"، لافتاً إلى أن "عدد القتلى مرشح للارتفاع لوجود العشرات بين جريح ومفقود وأسير". في غضون ذلك، اشتبكت قوات النظام السوري وقوات عملية "غصن الزيتون" التي يقودها الجيش التركي في القطاع الشمالي الغربي من ريف حلب. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، إن الاشتباكات تتركز في محيط قرية كيمار وفي محاور على خطوط التماس بين الطرفين في الريف الشمالي لحلب. وكان الجيشان التركي والسوري الحر سيطرا على مدينة عفرين في إطار عملية غصن الزيتون التي انطلقت في العشرين من يناير. وأكدت المستشارة الالمانية أنغيلا ميركل أمس أن سقوط آلاف الضحايا في عفرين التي سيطرت عليها تركيا إثر هجوم مثير للجدل، غير مقبول. وقالت ميركل أمام مجلس النواب "إنه أمر غير مقبول ما يحصل في عفرين حيث قمع آلاف المدنيين وقتلوا أو أرغموا على الفرار.. ندين ذلك بأشد العبارات.من جهة أخرى، اعترف الجيش الإسرائيلي أمس بمسؤوليته عن غارة جوية استهدفت في 2007 منشأة في شرق سورية يشتبه بأنها كانت تؤوي مفاعلاً نووياً تطوره دمشق سراً. وتأكدت الشكوك التي لطالما حامت حول مسؤولية إسرائيل عن ذاك الهجوم الخاطف. وليل الخامس إلى السادس من سبتمبر 2007، أسفرت غارة جوية في منطقة الكُبر بمحافظة دير الزور عن تدمير منشأة صحراوية قالت الولاياتالمتحدة لاحقاً إنها كانت تضم مفاعلاً نووياً يبنيه النظام السوري سراً بمساعدة من كوريا الشمالية، في اتهام نفاه النظام مؤكداً أن المنشأة المستهدفة ليست سوى قاعدة عسكرية مهجورة. ومع أن كل أصابع الاتهام أشارت إلى وقوف سلاح الجو الإسرائيلي خلف تلك الغارة، إلا أنها المرة الأولى التي تعلن فيها إسرائيل صراحة مسؤوليتها عن تدمير المنشأة. Your browser does not support the video tag.