أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري أن الوضع في سورية "معقد ويزداد تعقيدا"، كما يعاني الشعب السوري من تدخلات في المشهد العسكري سواء من تركيا أو إيران. وقال شكري خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد في ختام جلسة مباحثات موسعة بين الجانبين بالقاهرة الأحد، إن المملكة ومصر والإمارات يعملون على دعم الجهود الدولية الممثلة في المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا، بالإضافة إلى دفع السلام في سورية مع الدول المؤثرة. وشدد شكري على ضرورة إيجاد حل سياسي للقضاء على التنظيمات الإرهابية في سورية، مؤكدا الاستمرار في دعم الشعب السوري للسير قدما في وضع المستقبل الذي يحقق طموحاته ويستعيد الدولة، منوها بأن سورية دولة رئيسة بما لها من ثراء ثقافي عربي ومكون لا غني عنه. وردا على سؤال حول وجود تحركات لتوحيد الجيش الليبي، قال شكري إن مصر تعمل على نطاق واسع لاستعادة استقرار ليبيا بما يمكن المؤسسات الليبية من الاضطلاع بمسؤوليتها وتوفير الخدمات الضرورية للشعب الليبي. وردا على سؤال حول الأزمة مع قطر في ضوء تعيين الولاياتالمتحدة لمبعوث خاص لهذا الشأن، قال شكري إن المبعوث الأميركي الخاص بالأزمة القطرية لم يعين حديثا، وربما تم تكليفه في شهر يوليو أو أغسطس الماضيين، وجولته الأخيرة في المنطقة كانت في إطار تناول هذه المشكلة. وأضاف أن الأمر لم يتغير، والدول الأربع موقفها واضح ويتمسكون بالمطالب والقضايا ال13 التي يجب التعامل معها لعدم التدخل في شؤونهم الداخلية وحماية الأمن القومي العربي، وليس هناك ما نضيفه لذلك إلا أن تنتهج حكومة قطر السياسات التي تتعامل بجدية مع هذه المشاغل، مشيرا إلى أنه ليس هناك أي تحديد لأي اجتماعات في القريب العاجل بهذا الشأن. وفيما يخص قطاع غزة والدعم الإماراتي له وتدخل تركيا في الشأن السوري واحتلالها عفرين، قال وزير الخارجية الإماراتي إن ما نراه اليوم في سورية هو أمر بالغ الأهمية والخطورة، وهناك مسؤولية عربية ومسؤولية على عاتق الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن كي تقوم بدور أكبر لحماية الشعب السوري وتوفير الإمكانات اللازمة لإعادة الاستقرار السياسي. وشدد على أنه لن يكون هناك حل في سورية من قبل أي طرف يحاول حسم الأمر بشكل عسكري، مضيفا لابد أن نترك الأمر للسوريين، وأن تختفى كل الميليشيات التي دخلت سورية عبر دول وأطراف أخرى". وقال الشيخ عبدالله بن زايد "إن ما يهمنا هو أن نستعيد كل ثقل عربي ممكن وإن كنا اليوم نرى فراغا في سورية وليبيا ولبنان واليمن، إلا أننا أكثر تفاؤلا فيما يخص تطور الوضع في العراق، كما نأمل أن يستعيد الصومال عافيته"، مشددا على أن مصر والإمارات والمملكة أمامهم مهمة تاريخية ومسؤولية في هذا الصدد. وقال وزير الخارجية الإماراتي "إننا أمام تحديات وأمام فرص، وما يهمنا أن نستغل بقدر الإمكان الفرص والعزيمة ونواجه التحديات، التي تأتي الكراهية والإرهاب في المقدمة منها، وللأسف إحدى منصات ذلك قطر، وإذا كانت الدوحة تريد أن تغير نهجها فكلنا سنرحب بعودتها للصف العربي"، مشددا على ضرورة حماية شعوبنا من خطاب العنف والكراهية والتحريض. وكان وزيرا خارجية مصر والإمارات قد أكدا على تمسك الدول الأربع -المملكة ومصر والإمارات والبحرين- بموقفها الثابت بضرورة تنفيذ المطالب الثلاثة عشر من جانب قطر. جاء ذلك حسب بيان لوزارة الخارجية المصرية في ختام اجتماع آلية التشاور السياسي على مستوى وزارتي خارجية مصر والإماراتي. وصرح المتحدث الرسمي باسم الوزارة المستشار أحمد أبوزيد، أن الوزيرين استعرضا الأوضاع والتطورات الإقليمية بشكل مستفيض، وأكدا ضرورة التنسيق والتشاور لمواجهة التدخلات المتزايدة من خارج الإقليم العربي في الشؤون الداخلية للدول العربية وتهديدها لأمن واستقرار المنطقة. Your browser does not support the video tag.