قرر الاتحاد السعودي لكرة القدم عدم مشاركة لاعبي المنتخب الأول في نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين لارتباطهم بمعسكر ومرحلة الإعداد التي تم اعتمادها مسبقاً مما ولد الكثير من التساؤلات عن هذا القرار وعن مخرجاته. الكل يدرك أن أي مصلحة تتعارض مع مصلحة المنتخب لا مكان لها في سلم الأولويات على اعتبار أن هذه المصلحة هي الأهم، لكننا وعلى الرغم من إيماننا التام بهذه الحقيقة ندرك أيضاً أن كأس خادم الحرمين الشريفين غالية وتحمل من الأبعاد المعنوية ما يجعلنا نشير إلى أن اتحاد الكرة يتحمل تبعات هذا القرار الخاطئ، وما سينتجه من ردات الأفعال أو حتى التخمينات العاطفية التي لا يمكن بأي حال تجاهلها لا سيما وأنها تخرج من شريحة واسعة من الجماهير الرياضية والتي تمثل المقياس على صواب القرار أو فشله. نهائي كأس الملك حدث كبير وحين نقول أو نشير إلى أهمية الحدث والمناسبة والتشريف فالهدف أن يراجع اتحاد الكرة قراراته قبل أن يعتمدها لأن مشاركة اللاعبين الدوليين في النهائي يبدو لي ولكم مطلب الغالبية العظمى من الجماهير الرياضية التي تحرص على مشاهدة لقاء قوي ومثير كما هو الحرص كذلك على أن تكون مشاركة لاعبي المنتخب من خلاله حافزاً مهماً ودافعاً قوياً لمعنوياتهم من خلال مرحلته الإعدادية ومن بعدها المشاركة الرسمية في مونديال روسيا 2018. هنا لا نطالب اتحاد الكرة بالتنازل عن النهج الذي وضعه لكننا نطالبه بتحمل تبعات أي قرار يتخذه لكونه المرجعية الرسمية وصاحب الصلاحيات الكاملة في رسم خارطة العمل والقرار الرياضي.. نحن مع المنتخب ومع أي قرار يستهدف تجهيزه التام لنهائيات كأس العالم، ولا يمكن لأحد أن يساومنا عليه، وحين نخوض في تحليل القرار الأخير لاتحاد الكرة فالهدف هو الوصول إلى نتيجة تلغي كل التأويلات الخاطئة وسد منافذها. لن يؤثر تأجيل المعسكر أو استثناء مشاركة الدوليين في نهائي الكأس في شيء فالقضية قضية مباراة لا تتجاوز ال90 دقيقة، فهل بعد هذا التوضيح وبعد هذا الصخب الجماهيري نرى تعديلاً سريعاً؟ أم أن الأقلام جفت والأوراق طويت والأمر حسم. كأس الملك غالية ولا أعتقد أن تفويت الفرصة على الدوليين صائباً لأننا وأقولها بكل تجرد نتطلع ونطمح في رؤية نهائي متكامل بكل أطرافه، اللاعبين والجمهور والمستوى، وإن قلت شيئاً عن جانب الإعلام فهذا الجانب يجب أن يبدي رأيه من دون محاذير خصوصاً وأن رئيس الهيئة تركي آل الشيخ سبق وأشار إلى أهمية انتقاد ما يمكن انتقاده طالما أن ذلك يصب في خانة المصلحة العامة للرياضة، وسلامتكم. Your browser does not support the video tag.