تمضي ميليشيات الحوثي الإيرانية في مشروع تلغيم وتفخيخ المجتمع اليمني بالأفكار الطائفية التحريضية في إطار تنفيذ أجندة إيران ومشروع "تصدير الثورة الخمينية" عبر تعزيز وتكريس الطائفية والإرهاب وخلق مجتمع مضاد للمجتمع اليمني ذات الهوية العربية الإسلامية المعتدلة، مستهدفة المناطق والمحافظات التي لا تزال تحت سيطرتها. وخلال الدورات والأنشطة الطائفية، تقوم مرجعيات حوثية متطرفة تلقت تعليمها في إيران بإلقاء دروس ومحاضرات تتضمن أدبيات إيرانية طائفية، وملازم الهالك حسين بدر الدين الحوثي المحرضة على الكراهية والإرهاب، وتشمل الدورات الطائفية استعراض مراحل ومنهاج ورموز الثورة الخمينية وتقديمها للمستهدفين من الأنشطة التعبوية كنموذج ملهم، وفي المقابل تكرس قناعات تحريضية وتكفيرية ضد اليمنيين والمجتمعات العربية وتعتبرهم عملاء وكفاراً يستوجب قتالهم. وتنوع ميليشيات الحوثي الإيرانية من أساليب ووسائل التعبئة الطائفية، حيث كثفت خلال الآونة الأخيرة من إقامة دورات طائفية لما تسمى بقوات جنود الحرس الجمهوري بعد أن أحكمت سيطرتها عليها وسلمت قيادتها لعبد الخالق الحوثي شقيق زعيم التمرد عبدالملك الحوثي، كما تستهدف قوات الأمن الخاص والموظفين في جميع القطاعات المدنية وتركز بشكل أكبر على قطاع التربية والتعليم وتساوم الموظفين بتسليم نصف راتب شهر واحد كل أربعة أشهر، كشرط لحضورهم في الدورات والدروس والأنشطة الطائفية التي تقيمها مرجعيات حوثية تلقت تعليمها في إيران، بالإضافة إلى خبراء من تنظيم حزب الله الإرهابي. وقالت مصادر يمنية ل"الرياض" إن أغلب الموظفين التربويين في صنعاء وعمران ومناطق أخرى رفضوا حضور الدورات والدروس والمحاضرات الطائفية الحوثية، وقامت ميليشيا الحوثي الإيرانية بتسريح عدد كبير منهم وإحلال وظائفهم، كما شنت حملة تغيير لعدد كبير من مديري مدارس ومراكز التربية وإحلال مرجعيات حوثية بدلاً عنهم. ولعل الأخطر في إستراتيجية وبرامج الدورات الطائفية الحوثية في صنعاء والمناطق التي لا تزال تحت سيطرتها، تركيزها بشكل كبير على الأطفال والشباب في سن المراهقين واستدراجهم من المدارس والحدائق العامة واستغلال أطفال الفقراء والمشردين بسبب الحرب الانقلابية، إذ تؤكد مصادر إعلامية قيام مرجعيات حوثية بتحريض الطلاب في المراحل الأساسية لإقناعهم بترك مقاعد الدراسة والانضمام في الدورات والبرامج التعبوية المكثفة، والتي تعمل على غرس عقيدة طائفية وإعدادهم مستقبلاً ليصبحوا مشروعا طائفيا متطرفا يفخخ نسيج اليمن ويطول من أمد الصراع. واعتبر مراقبون أن سبب التركيز الكبير على الأطفال والشباب في سن المراهقة، يرجع إلى فشل مليشيات الحوثي الإيرانية في تغيير عقيدة اليمنيين الذين تجاوزوا سن الطفولة والمراهقة، واتجهت بأنشطتها التعبوية إلى الأطفال لسهولة تنشئتهم وتعبئتهم وقابليتهم للتلقي. وحذر الصحفي اليمني عبدالله الحرازي من عملية التحويث والإكراه على تغيير العقائد التي تمارسها ميليشيا الحوثي، مؤكدًا أنها تجري عمليات تحويث (تشييع - تغيير عقائد) إجبارية لكل فئات المجتمع اليمني في مناطق سيطرتها، وتستهدف عقال الحارات وأساتذة الجامعات والمعلمين والتربويين، وشريحة الموظفين، وكشف أنها ترغم جميع الفئات على الالتحاق بدوراتها الطائفية ومن يرفض يعاقب ويستبعد محذراً من مخاطر استغلال الميليشيا الحوثية وابتزاز الموظفين والسكان في ظل الكارثة الإنسانية وتداعيات حرب الانقلاب، مشيراً إلى أنها تواصل طريقها وأنشطتها الطائفية في نشر فكر العبودية والاستعباد وتغيير المناهج، في ظل سيطرة تامة من قبلها على كل وسائل الإعلام والمساجد والمدارس ومناسبات متلاحقة وفعاليات ودورات دون أي جهد فكري مقابل في المناطق التي لا تزال خاضعة لسيطرتها. Your browser does not support the video tag.