أكّد سفير خادم الحرمين الشريفين في إندونيسيا أسامة بن محمد الشعيبي أن المملكة ترفض مجرد الخوض في نقاشات "تدويل الحرمين"، حيث أوضحت مسبقاً موقفاً، إذا اعتبرت الأمر بمثابة إعلان حرب على المملكة وسيادتها. جاء ذلك خلال إجابته على سؤال أحد الصحافيين عن وجهة نظر المملكة في مسألة تدويل الحرمين أثناء محاضرته بجامعة إندونيسيا الحكومية حملت عنوان: "إندونيسيا والسعودية: الأخوة الأبدية". وهنأ السفير الشعيبي الطلاب الإندونيسيين ال(400) الذين تم قبولهم في عدة تخصصات بالجامعات السعودية، مؤكداً بأن هذا التعاون إحدى ثمار الزيارة الميمونة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله- لإندونيسيا، متطرقاً إلى تطور العلاقات بين البلدين، والتي بدأت بافتتاح سفارة إندونيسية بجدة 1948م، ثم افتتاح السفارة السعودية في جاكرتا عام 1955م، وتوالت اللقاءات الثنائية والزيارات المتبادلة بين الجانبين، إضافة لعقد العديد من اللجان والاجتماعات في مختلف المجالات، انتهت بعدة اتفاقيات بمختلف الأصعدة. وكان للزيارة التاريخية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- مطلع 2017م الأثر البالغ في تعميق العلاقة الأخوية التي تجمع البلدين المسلمين، والتي نتج عنها توقيع ما يقارب ال11 اتفاقية مختلفة، شملت التعليم والاقتصاد والبترول ممثلة في تعاون ثنائي بين شركة أرامكو السعودية وبين مصفاة (تشيلا تشاب) الإندونيسية جنوب جزيرة جاوة، كذلك شملت الاتفاقيات المجال الأمني، إلى جانب التشاور والتعاون في مختلف المجالات الأخرى. وأكّد الشعيبي أنّ المملكة ساهمت بشكل ملموس في دعم الحركة التعليمية بإندونيسيا، خاصة في مجال العلوم الإسلامية والعربية، ولا أدل على ذلك إلاّ معهد العلوم الإسلامية والعربية الذي مضى أكثر من ثلاثة عقود على تأسيسه، وتخرج منه آلاف العلماء والدعاة والمفكرين وأصحاب المناصب المرموقة في الحكومة الإندونيسية، مبيّناً أنّ هناك خطة مستقبلية لتحويل المعهد الرئيس في جاكرتا إلى كلية، تشمل على عدة تخصصات علمية، تمهيدا لتحويله إلى جامعة. وبيّن أنّ من مساهمات المملكة في الحركة التعليمية بإندونيسيا؛ مسابقة الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود السنوية لحفظ القرآن الكريم والسنة النبوية، التي تقام كل عام في العاصمة الإندونيسية جاكرتا، وتعد من أهم وأكبر المسابقات المتخصصة، بدليل احتضان القصر الجمهوري ورعاية فخامة الرئيس لحفل الختام. وتطرق الشعيبي في محاضرته إلى التعاون الثقافي بين البلدين، حيث نظمت وزارة الثقافة والإعلام العديد من الأنشطة الثقافية في إندونيسيا كما استقبلت الأراضي السعودية العديد من الفعاليات الإندونيسية. كما أكّد استمرار مسيرة الخير والعطاء التي جسدها المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن - رحمه الله - وأبناؤه البررة من بعده الذين حافظوا بدأب على هذه المسيرة، ولا يزال يحرص عليها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله فقد رسمت المملكة صورة جميلة للعمل الإنساني والإغاثي وأخلاقياته، وكرست جهوداً متميزة بالعطاء والروح الإنسانية التي تقدر وتعي وتدرك قيمة الإنسان، حيث امتدت يد العون والمساعدة إلى جمهورية إندونيسيا، وساهمت المملكة في رفع معاناة الشعب الإندونيسي في العديد من المواقف جراء الكوارث الطبيعية التي أصابت المناطق المنكوبة. وبين سعادة السفير خلال محاضرته أنه وفي المجال الاقتصادي وعلى هامش زيارة خادم الحرمين الشريفين إلى إندونيسيا، وقعت خمس اتفاقيات اقتصادية تتعلق بقطاع السياحة والاستثمار، قدرت هذه الاستثمارات ب3 مليارات دولار، وهناك العديد من الاتفاقيات الاقتصادية التي وقعت في مجالات متعددة أهمها مجال تكرير البترول، حيث بلغ الميزان التجاري بين البلدين ما يقارب 4 مليار دولار في عام 2015 -2016م، ولكن بعد زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز يحفظه الله في عام 2017 بلغ اكثر من 9 مليارات دولار، كما زادت أعداد السياح السعوديين حيث بلغت أكثر من 150 ألف سائح ما بين عامي 2017 م2018م. وفي المجال التجاري أقيمت عدة مؤتمرات تجارية خاصة في مجال الاستثمار التجاري ووقعت العديد من الاتفاقيات التجارية بن شركات اندونيسية ومستثمرين سعوديين بلغت مليارات الريالات كان اخرها ملتقى رابطة المستثمرين السعوديين العقاري والذي أقيم في العاصمة جاكرتا حظره نخبة رجال الاعمال وسيدات الأعمال والشركات ذات الاختصاص. يذكر أنّ جامعة إندونيسيا تعتبر من أفضل الجامعات الحكومية، وهي تحتل المرتبة (270) في أفضل الجامعات حول العالم والمرتبة (50) في دول آسيا. كما تحتل كلية الآداب والعلوم الإنسانية المرتبة (50) في أفضل الكليات حول العالم. صورة تذكارية للسفير وطلاب الجامعة Your browser does not support the video tag.