ليست المرة الأولى التي تعمل الدوحة على التسبب بالحرج للكويت، وتقويض ما يقوم به الشيخ صباح الصباح من جهود متنوعة، والتنقل كثيراً بين العواصم، رغم سنه الكبير.. الذي يعرف سياسة «الحمدين»، يدرك أن الخداع أحد أهم ما تقوم عليه سياساتهم، وتاريخهم الملوث مع القذافي وغيره مرصود. لست متفاجئاً عندما يعلن وزير الخارجية القطري، محمد بن عبدالرحمن، عن «إنه لا توجد مساعٍ لحل الأزمة الخليجية سوى من جانب واشنطن»، وهو الخط الذي ينتهجه منذ بداية الأزمة، الازدواج والحديث بلغة مرتبكة، والتلون والتغيير سريعاً، والأهم عدم احترام الوساطات والأعراف الدولية. مثل هذه التصريحات، تشرح وجهة نظر الدوحة تجاه الكويت، التي ما زالت تفضل الحياد، في وقت لا تحترم قطر وساطتها، ولا تعيرها أي اهتمام، وتصر على إحراجها أمام المجتمع الدولي أولاً، والإقليمي والخليجي من بعد. وتعبث بورقة قد تكون الأخيرة، قبل عاصفة قد تحل! بالعودة قليلاً، إلى بداية الأزمة، نكتشف أن هذا التعاطي «الفج» مع أمير الكويت لم يكن الأول، ولا أظنه الأخير، ففي الأيام الأولى للمقاطعة، وبينما كان الشيخ صباح الصباح رد الدوحة على وساطته، كان وزير الخارجية القطري مجتمعاً بالصحفيين في روما، ليخبرهم برفض دولته للمطالب، غير مبالٍ بالكويت ولا أميرها أو وساطتها. وتحديداً، عندما قال الوزير القطري في تصريحات للصحفيين: «قائمة المطالب سترفض ولن تقبل. نريد خوض حوار لبحث القضايا التي طرحتها الدول العربية ولكن بشروط مناسبة». وعملت قطر بعد ذلك على تهميش الوساطة الكويتية بكل ما أوتيت من خبث، وراحت تعلن عن خياراتها في الأزمة عبر عواصم أجنبية، معتقدة أن التدويل سيحل الوضع. استمر حلم الكويت، وللأسف أنه لا يزال، حتى تصريحات الشيخ صباح الأحمد أمير الكويت، في واشنطن، التي قال فيها عن موافقة قطر على الشروط الثلاثة عشر لحل أزمتها مع الدول الأربع، بعد مفاوضات معهم.. وفي أقل من ساعة واحدة فقط؛ راح وزير خارجية قطر ينفي تلك التصريحات بشدة، ويردد: الشروط «أصبحت من الماضي». هذه الاستهانة القطريةبالكويتيين سببها الكويت، السياسة غير الصارمة تجاه الدوحة. وهي التي كادت أن تضيع في 2012 بسبب الدوحة، تماماً كما قال أميرها.. بل هي من عانى من إرهاب الحمدين أولاً.. والسلام.. Your browser does not support the video tag.