دشن صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية، اليوم الثلاثاء بمعارض الظهران، ملتقى ومعرض بيئي 1 تحت شعار "نحو بيئة صناعية نظيفة." وأشار سموه في كلمته التي القاها، أن المجتمع والاقتصاد ضلعان لمثلث تدعمه بيئة مزدهرة، مستدامة الخيرات، والموارد الطبيعية، هذا المثلث هو ما نعرفه جميعاً بالتنمية المستدامة التي تلبي حاجاتنا دون المساس سلباً بمقومات اجيالنا المقبلة، هذا المفهوم الذي أصّله ديننا الحنيف في الكتاب والسنة في أكثر من موضع حيث خلق الله الإنسان ليكون خليفةً له في الأرض، وأداة بناء وإعمار لا معول تخريب وهدم، مضيفا: لا شك ان تحقيق التنمية المستدامة معادلةٌ صعبة أدرك العالم مدى صعوبتها بعد إفرازات الثورة الصناعية السلبية والكوارث البيئة التي عانى العالم من ويلاتها على مدى اكثر من خمس عقود من الزمن، تلك الكوارث البيئية هي ما جعل زعماء العالم يجتمعون في مؤتمرات ويعقدون اتفاقيات تضمن العيش الآمن للجميع على كوكبنا حيث أن المشاكل البيئية لا تعترف بالحدود الجغرافية. وقال سموه: من ربوع هذه المنطقة المعطاءة أرسى المؤسس المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آلِ سعود دعائم نهضة اقتصادية تنموية شاملة استهدفت الانسان السعودي واستثمرت فيه، واستمر ملوك هذه البلاد من أبناء الملك المؤسس من بعده على نفس نهجه في بناء مجتمع حيوي يرتكز على اقتصاد قوي. وزاد سموه: مملكتنا الحبيبة رقماً صعباً في الاقتصاد العالمي وضمن مجموعة الدول العشرين الأقوى اقتصاداً، و لحرص هذه البلاد على حماية مقدراتها ومواردها واستدامتها اهتم النظام الأساسي للحكم بالبيئة ونص في مادته رقم 32 على أن "تعمل الدولة على المحافظة على البيئة وحمايتها وتطويرها ومنع التلوث عنها" وكذلك أصدر النظام العام للبيئة في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله -، وتم إصدار العديد من الأوامر السامية الكريمة التي تدعم جهود حماية البيئة وتوجت تلك الجهود في العهد الميمون لسيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - أيده الله - برفع تمثيل حماية البيئة للمستوى الوزاري لأول مرة في تاريخ المملكة بعد دمج وزارتي الزراعة والمياه وإعادة تسميتهم بوزارة البيئة والمياه والزراعة. وكلي أمل ان يؤتي هذا الملتقى أهدافه والذي اجتمعتم به من مختلف القطاعات الصناعية والمجتمعية الحيوية لكي تبحثوا وتناقشوا كل السبل والوسائل التي تمكننا من تحقيق معادلة التوازن البيئي التنموي، لتستمر أولويات هذه المنطقة "منطقة الخير" في العطاء والنماء لتنمية شاملة بحول الله وقوته. وقال الرئيس العام لهيئة الأرصاد وحماية البيئة د. خليل الثقفي خلال كلمته، أن الهيئة اختار المنطقة الشرقية لإقامة هذا الملتقى لكونها أكبر المدن الصناعية في الشرق الأوسط، ومن افضل البيئات الاستثمارية على مستوى المنطقة بحكم وجود الصناعات البترولية والبتروكيماوية، وان مجتمع المنطقة الشرقية يحمل وعياً واهتماماً بالبيئة وحمايتها، وأن هذا الملتقى والمعرض يهدف الى تعزيز العلاقة مع المنشئات الصناعية وتعريفها بآخر المستجدات المعنية بالضوابط والاشتراطات البيئية، مشيراً إلى ثقته بالقطاع الخاص والمنشآت الصناعية وأنها تحمل القدر الكافي من الوعي تجاه البيئة. وكشف رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع د. مصلح العتيبي، ل "الرياض"، أنهم بصدد تدشين المنتزه الاقليمي بالجبيل بتكلفة 200 مليون ريال خلال العام 2019م، مبينا ان تكلفة حجم مشاريع البيئة التي نفذتها الشركات لتتوافق مع المعايير البيئية ثلاثة مليار ريال في الخمس السنوات الماضية، ويتم استخدام 100% من مياه المعالجة بمقدار 220 الف متر مكعب، وتدوير 137 طن من النفايات بنسبة 51% والحصول على شهادة الجودة لمطابقة برنامج جودة الهواء لاشتراطات منظمة البيئة الامريكية، فحص 68 مصدر لتلوث المداخن والغلايات ووحدات التصنيع والزام الشركات بتطبيق افضل التقنيات المتاحة للتحكم في BAT الملوثات. وأشار ان المحافظة على البيئة من التلوث فقط ليس هو هدفنا بل تخطينا ذلك لنعمل على الاستدامة في مشاريعنا من منطلق إيماننا بحق الأجيال القادمة فيما من الله به علينا من موارد طبيعية للوصول إلى توافق تام بين البيئة والصناعة، مشيراً الى ان تحقيق التوافق بين البيئة والصناعة من خلال تطبيق ثلاثة عوامل رئيسية وهي التخطيط البيئي المستدام، اللوائح والأنظمة البيئية، برامج المراقبة الفعالة. وأوضح ان عوامل خلق بيئة سليمة خالية من التلوث يجب أن نضمن فيها التخطيط البيئي المستدام للمناطق السكنية والذي يتطلب زيادة الرقعة الخضراء في المدن الصناعية بمعدل شجرتان و7 شجيرات و70 متر مربع من المسطحات الخضراء لكل فرد يقيم بالمدن الصناعية. Your browser does not support the video tag.