استنكرت وسائل إعلام بريطانية، زيارة رئيس اتحاد كرة القدم الإنجليزي جريج كلارك، إلى الدوحة الأسبوع الماضي، وعقد اتفاقية تعاون بين اتحاده ونظيره القطري، وكتبت صحيفة "الغارديان" تقريراً استهجنت فيه الزيارة والاتفاقية وقالت: "كانت الزيارة وتوقيع الاتفاقية مع الدوحة سقطة تاريخية، من الصعب أن تمحى من ذاكرة الكرة البريطانية، ولقد صاحب الزيارة قيام كلارك بزيارة مقبرة الرقيق - اسم اطلقته صحف بريطانية على إحدى ملاعب مونديال قطر - وهذا يؤكد وقوع الاتحاد ورئيسه في عمق الفساد القطري الذي ضرب كرة القدم العالمية". وساقت الصحيفة البريطانية مبررات اعتراضها بالقول: "زيارة ملعب مات تحت أنقاضه مئات العمالة الذين يعملون ليلاً ونهاراً، وتحت طقس حار، وظروف غير إنسانية من أجل بنائه، هو عمل يتعارض كلياً مع العدالة الاجتماعية وحقوق العمال، وهي السمة التي كان لابد أن يتلبس بها الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم وأن يعترض على هذه الأعمال، لا أن يظهر كلارك ليشيد بها في خطوة تعتبر إهانة لكل العالم، وتفتح باب الشكوك حول انغماس الاتحاد الإنجليزي في فساد الأموال القطرية". وأكدت الغارديان أن هذه الخطوة جعلت كلارك داخل دائرة أخلاقية مشبوهة، وطرحت سؤالاً: "لن نتساءل عن المشكلات التي ربما تكون ولكن التساؤل عن الإيجابيات التي ربما تكون قد اتسمت بها هاتان الاتفاقيتان؟ - تشير الصحيفة إلى الشبهات التي أحاطت بالزيارة الإنجليزية لقطر منذ الإعلان عنها". واتحد نائب رئيس القسم الرياضي في الغارديان، مع التقرير الذي أوردته صحيفة "الاندبندنت" الأسبوع الماضي، من أن التعاون مع قطر في الوقت الحاضر، ربما يكون عاملاً رئيساً في خسارتها حق استضافة مونديال 2030 والتي تخطط لاستضافته وقال: "هذا السيناريو يذكرنا بما حصل مع تايلاند، حين وقع الاتحاد الإنجليزي مذكرة تفاهم معهم وشملت إقامة لقاءات ودية بين المنتخبين، وبعد ذلك تم إلغاء الاتفاقية، ولكن ثمن ذلك كان غالياً وخسرت إنجلترا فرصة استضافة كأس العالم 2018، حيث تم اعتبار هذه الاتفاقية نوعاً من أنواع الرشاوى". التقرير البريطاني، استعرض الوضع السياسي لقطر في الوقت الراهن، ويعتبر النظام الحاكم معزولاً عن الساحة الدولية، بفضل تمسكه بدعم وتمويل الإرهاب، وقالت: "كانت زيارة مسؤول كروي إنجليزي رفيع المستوى، فرصة لأن تحقق قطر مآرب أخرى، فمثلاً أدرجوا زيارة ملعب خليفة الدولي ضمن برنامج الزيارة، وهو أحد الملاعب التي شهدت الكثير من الوفيات بعد انتهاكات واسعة بحق العمال الذين يشاركون في عمليات تجديده حتى يصبح متاحاً لاستضافة مباريات كأس العالم 2022". وأبدت الصحيفة استغرابها من تجاهل رئيس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، وفاة أحد مواطنيه تحت أنقاض ملاعب قطر وقالت: "كان برنامج الزيارة الكامل محاطا بالغموض، فلم يعلن عن الكثير من الأماكن التي زارها كلارك، ولا نعلم إن كان المضيفون القطريون قد جعلوه يزور المكان الذي هوى فيه عامل البناء البريطاني زاك كوكس قبل نحو عام وشهر، ولم تدل سلطات قطر بأي إفادات رسمية حول ملابسات موضوع الوفاة مما يجعلنا نتكهن حول إن كان هذا الموضوع أثير مع المسؤولين القطريين أم تجاهله كلارك وواصلت قطر صمتها المطبق بشأن الواقعة "وذكّر الصحيفة بما أعلنته الطبية الشرعية البريطانية التي أشرفت على التحقيق في وفاة العامل قولها: "هؤلاء المسؤولون يبدو أنه من المستحيل أن يعطوا أي معلومات عن هذا الحادث". واختتم التقرير استعراض المعاملة الطبية السيئة التي يتلقاها العاملون في قطر، وقال: "لايبدو التكتم غريباً في ظل عدم استجابة المسؤولين عن قطاع الصحة في قطر لطلبات الحصول على معلومات الوفاة، بالنسبة لنحو ألفي عامل من الذين هاجروا للعمل في قطر من عام 2012 وهم يفدون إلى ملاعب الدوحة، وهذا التجاهل يؤكد أن الحصول على أسباب وفاة العامل البريطاني بات في مؤخرة قائمة طويلة للغاية من الطلبات المشابهة له". وفي شأن متصل، أصدر الكاتب جيمس دورسي كتاب "الرمال المتحركة" يحوي مقالات متعددة فيما يختص بالشأن الرياضي والسياسي، واستعرض الكتاب رواية نقلها عن أحد أعضاء اللجنة التنفيذية لدى "الفيفا"، من أنه حذر قطر من أنها قد تتعرض لسلب استضافة المونديال في حالة عدم استجابتها بالمساواة بين العمال، ووضع حد أدنى وأعلى لرواتبهم وقال دورسي: "حين تقول حكومة قطر إن الجميع سواسية في الكرامة الإنسانية، ويتساوون أمام القانون، ولا يوجد تمايز بينهم، وهي تنتهك حقوق العمالة وتمنح مميزات مالية بناءً على الجنسيات وليس على العمل والمؤهلات، فالعامل التركي يتقاضى في قطر 1135 دولار شهرياً، في وقت لا يتجاوز ما يحصل عليه العامل الهندي أو النيبالي أكثر من 250 دولارا". كلارك هل قاد رياضته إلى وحل الفساد؟ Your browser does not support the video tag.