أكدت صحيفة «موندو ديبورتيفور» الإسبانية على أن المحكمة العليا في إسبانيا، تمسكت برفض إطلاق سراح رئيس برشلونة السابق ساندرو روسيل، المتورط بتهم فساد وغسيل أموال، وقالت: «جددت المحكمة العليا رفض إطلاق سراحه بكفالة خوفاً من هروبه إلى قطر أو تايلاند، فهناك مخطط يسعى للعمل عليها، وكذلك رئيس الاتحاد البرازيلي ريكاردو تيكسيرا، الهروب من السجن ومن ثم التوجه إلى قطر أو تايلاند لطلب اللجوء فيها، لذلك لم يتم السماح بخروجه بالكفالة». ونقلت الصحيفة الإسبانية تصريحاً على لسان محاميه الخاص، باو مولينس قوله: «كيف يتم سجن روسيل طوال هذه المدة دون محاكمته أو تقديم أدلة إدانة له؟ بقاءه في السجن هذه الفترة الطويلة أمر غير عادل على الإطلاق، ربما يتم تفهم وجوده لمدة شهر وليس تسعة أشهر، لقد رفضت المحكمة طلباً تقدم به روسيل في أن يدفع كفالة مالية قدرها 400 ألف يورو، وقامت بتجميد حساباته البنكية». وسبق أن ترأس روسيل إدارة برشلونة الكتلوني، وتولى العمل بصفة استشارية لصالح ملف مونديال قطر 2022، وهي الشبهة التي قادته إلى السجون الإسبانية، ووفقاً لتقرير المحقق الأميركي مايكل غارسيا، فإن علاقة وطيدة نشأت بين مسؤولين قطرين وروسيل، تم على إثرها منحه صلاحية الإشراف على الملف القطري دون الاكتفاء به كمستشار، وتحصل على العديد من الامتيازات المالية غير المعروفة، وكان المثير للريبة أن الاتحاد القطري طلب منه حذف كافة المعلومات بعد انتهاء العلاقة بين الطرفين، وهي الخطوة التي تؤكد وجود طرق مشبوهة سلكها روسيل مقابل إيصال قطر لاستضافة مونديال 2022. وتعامل روسيل من خلال شركته «بونص سبورت مانجمنت» مع أكاديمية أسباير القطرية، وقال التقرير الذي نشره المحقق الأميركي غارسيا: «كان روسيل يتحصل بشكل يومي على 2000 يورو من خزانة الاتحاد القطري، مقابل العمل على دراسة جدوى استضافة قطر لكأس العالم، وذلك في عقد تم توقيعه نهاية عام 2008، ونص العقد على أن يقوم روسيل بعد ذلك بحذف بيانات العمل والمعلومات المتعلقة بعمله الاستشاري في ملف استضافة قطر للمونديال» . وبفضل علاقة روسيل الوطيدة، مع شريكه في السجن البرازيلي ريكاردو تيكسيرا، والذي كان يشغل عضو اللجنة التنفيذية لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا»، فقد استفاد الطرفان من بعضهما، حينما أبرموا عقداً قيمته 300 مليون جنيه إسترليني، وذلك لرعاية المنتخب البرازيلي مدة عشرة أعوام، إلا أن المبلغ لم يدخل حساب اتحاد الكرة البرازيلي، وهو ما يؤكد تورطهما بالعديد من المخالفات المالية، ومما لا شك فيه أن ملف استضافة قطر لمونديال 2022 كان واحداً من أبرز الملفات المشبوهة . وكان غارسيا قد تساءل في تقريره السابق حول طبيعة العلاقة التجارية التي تربط روسيل مع القطريين، ونشر في التقرير ذاته رسائل إلكترونية متبادلة بينهما، جاء فيها رسالة بعثها روسيل إلى رئيس لجنة المشروعات والإرث القطرية، يقدم من خلالها شكره على التحويلات المالية التي وصلته من قطر أخيراً، من دون التعرف على أسباب هذه الحوالة. وبعث روسيل برسالة أخرى إلى محمد بن حمد آل ثاني قال فيها:» سيكون الآن بمقدوري أن استثمر المال لمصلحتي، وكلي آمل أن يكون لك في النهاية، وهذا يعني تقديرك لالتزامي معك ودولتك وشعبك وعائلتك» . وتحت إدارة روسيل، وقع برشلونة عقداً استثمارياً مع قطر للطيران عام 2013، وهي الصفقة التي واجهتها الكثير من أصوات المعارضة، ولم تحظَ بقبول لدى الأعضاء المنتسبين للنادي الكتلوني، وكانت هي واحدة من التجاوزات التي تم رصدها على إدارة روسيل في وقتها، وسبباً في تقديمه الاستقالة ومغادرة النادي، بعد أن ارتفعت أصوات المعارضة يتقدمهم الأسطورة الراحل يوهان كرويف، ورئيس النادي الذهبي خوان لابورتا، والذين وصفوا الصفقة أنها بمثابة بيع برشلونة لصالح قطر، وأحاطت العديد من الشكوك بنزاهة الصفقة التي تم إبرامها بين برشلونةوقطر. Your browser does not support the video tag.