رحيل أوسم النبلاء في رثاء أخي خالد رحمه الله. (1) متسللاً مثلَ الظلام تجيءُ نحو بيوتنا فتدقها باباً فباباً من يجيب نداء طرقكَ يختفي خلف الضبابِ يصير ذكرى صورةً منسيّةً لما نراها في المنامِ نفزُّ مذعورينَ نسمع صوتها ونشمُّ في الأجواء عبق عبيرها وكأنها معنا ولم ترحل بعيداً في السماءْ (2) يا موتُ قد يتمتنا منذُ الصِبا ورسمت فوق وجوهنا ذُلّ اليتامى وانكساراً مثل حزن البائسين تراه في الصحراءِ نخلاتٌ ذَوَتْ وتحسه أسرابُ أطيارِ الفيافي حين ترجع ما ارتَوَتْ أحلامها بسرابِ ماءْ (3) والآن جئتَ إلى حمانا تطرقُ الأبواب ثانيةً ولكن ما انتظرت بأن نجيبَ وما فتحنا أي بابٍ فاقتحمت أَرَقَّ دارٍ واختطفتَ الروح ممن كان فيها روحها حَلَّقْتَ فيها مسرعاً نحو الفضاءْ (4) كالعقد كنا إخوةً فتدحرَجَتْ لؤلؤةٌ منهُ إلى حفر الفناءْ! (5) يا موتُ لم تأخذه بل متنا جميعاً إذْ أصبت مَقاتلِاً فينا أتأخذُ أوسم النبلاءِ؟ تخطفُ سيد الكرماءِ مِن أيامنا؟ فَمَن الذي بسماتهُ وعطاؤهُ ستحثُّ فينا العزم من أجلِ البقاءْ؟ (6) يا موتُ إن تأخذهُ منَّا لن يغيب ضياؤه عنّا ولن ننسى ابتساماتٍ تنيرُ سماءنا وتبثُّ في وجداننا عبقاً شجيَّ الذكرياتِ من الحكاياتِ القديمة في الطفولةِ والصبا عن أوسمِ النبلاءِ والكرماءِ من سيظلُّ دوماً (خالداً) في نبضنا وسجودنا وتدفقِ العبراتِ في كفِّ الدعاءْ Your browser does not support the video tag.