يجمع قاسم مشترك بين النجمين البرتغالي كريستيانو رونالدو (33 عاما) والبرازيلي نيمار (26 عاما) اللذين يتواجهان الأربعاء في قمة مباريات الدور ثمن النهائي لدوري أبطال أوروبا في كرة القدم: ميلادهما في الخامس من فبراير. لا تقتصر المقارنة بين البرتغالي نجم ريال مدريد الإسباني، والبرازيلي نجم باريس سان جيرمان الفرنسي، على هذا الجانب، فهما من أبرز نجوم اللعبة حاليا، على على الرغم من تفوق رونالدو على صعيد الألقاب الفردية. وإذا كان رونالدو حصد مختلف هذه الألقاب، لا سيما أفضل لاعب في العالم بحسب الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا"، والكرة الذهبية من مجلة "فرانس فوتبول"، إلا أنه أيضا قاد بلاده إلى لقب كأس أوروبا 2016 للمرة الأولى في تاريخها، وريال إلى سلسلة ألقاب محلية وقارية ودولية. ويرشح العديد من متابعي كرة القدم نيمار للسير على الخطى ذاتها فرديا وحتى جماعيا مع منتخب البرازيل، وناديه الجديد الذي انضم إليه في أغسطس 2017 من برشلونة الإسباني، مقابل 222 مليون يورو، ما جعل منه أغلى لاعب في تاريخ كرة القدم. وكانت الأشهر الأولى من الموسم الحالي مضطربة لكلا اللاعبين، فقد واجه رونالدو المولود في جزيرة ماديرا البرتغالية، مشاكل مع سلطات الضرائب الإسبانية، ودفع الحكم في مباراة لينال عقوبة إيقاف لخمس مباريات، وقدم مرارا، لاسيما محليا، أداء متواضعا لم يعتد عليه المشجعون. وعلى على الرغم من أن النجم البرتغالي يتصدر ترتيب هدافي دوري الأبطال هذا الموسم مع تسعة أهداف، وهو الهداف التاريخي للمسابقة (114 هدفا)، إلا أن إحصاءاته الفردية تأخرت في التحرك هذا الموسم، إذ سجل 11 هدفا في 23 مباراة في الليغا الإسبانية، منها سبعة أهداف في آخر أربع مباريات. في المقابل، احتاج نيمار إلى بعض الوقت للتأقلم مع صفقة انتقاله القياسية. ثم جاءت حادثة ركلة الجزاء والتباين الذي حصل بينه وبين زميله الأوروغوياني إدينسون كافاني وأدى بحسب التقارير إلى شرخ في غرف الملابس، وانتقد مجلس إدارة النادي بعد تخليها عن مواطنه وصديقه لوكاس مورا لصالح نادي توتنهام الإنجليزي خلال فترة الانتقالات الشتوية. وساهم رونالدو بشكل كبير الموسم الماضي في احتفاظ ريال مدريد بلقب دوري الأبطال، مكررا إنجازا حققه ميلان الإيطالي عام 1990 للمرة الأخيرة، وسجل ثمانية أهداف بين الدور ربع النهائي والمباراة النهائية، وأشاد به مدربه زين الدين زيدان بقوله: "لقد أكد في كل مرة أنه على الموعد. اللاعبون بهذه الطينة يتواجدون دائما في المناسبات الكبيرة". رصيده إلى 12 لقبا قاريا، أما نيمار، فسجل 28 هدفا في مختلف المسابقات هذا الموسم بينها ست في دوري الابطال، إلا أن نقطة "سلبية" لا تزال تحوم حوله هي عدم البروز في المباريات القوية: فقد طرد في المباراة ضد الغريم المحلي مرسيليا (2-2)، ولم يقدم الكثير في خسارة فريقه أمام ليون 1-2، والأمر ذاته ينطبق على المباراة التي خسرها أمام بايرن ميونيخ الألماني 1-3 أوروبيا. إلا أن السؤال الذي يطرح نفسه حاليا هو: هل يستطيع نيمار تكرار عرضه الرائع خلال "ريمونتادا" برشلونة ضد سان جرمان في ثمن نهائي المسابقة الأوروبية الموسم الماضي، عندما فاز النادي الكاتالوني إيابا 6-1 بعد تأخره في الذهاب بباريس صفر-4، وكان نيمار نجم اللحظات الحاسمة؟ ويعرف نيمار ملعب سانتياغو برنابيو الذي يستضيف مباراة اليوم عن ظهر قلب، فهو حل فيه أكثر من مرة بقميص برشلونة، ولطالما حضرت أيضا في تلك المباريات، صافرات الاستهجان بحقه من المشجعين. إلا أن نيمار سيكون اليوم تحت أضواء الملعب، وأمام فرصة لإبهار الجماهير المدريدية، مع تزايد الحديث عن أنه قد يكون هدفا مقبلا للنادي الملكي الذي يعاني هذا الموسم على الصعيد المحلي، وفقد بشكل كبير فرصة الاحتفاظ بلقب الليغا الذي توج به الموسم الماضي. ورسمت الصحف الإسبانية سيناريوات عدة قبل اللقاء المرتقب بين فريقي العاصمتين الفرنسية والإسبانية، مثل صفقة تبادلية بين رونالدو ونيمار مثلا! نيمار ورونالدو.. تحديات أوروبية جديدة نحو تألق جديد Your browser does not support the video tag.