يبدو الإيطالي أنطونيو كونتي مرشحاً للانضمام إلى سلسلة طويلة من المدربين الذين فقدوا منصبهم في تشلسي منذ انتقال ملكية النادي اللندني إلى الملياردير الروسي رومان ابراموفيتش عام 2003، الا ان هذه المسألة لا تشغل باله، لاسيما وانه من أبرز المرشحين لتولي الإشراف على المنتخب الايطالي للمرة الثانية. وبحسب العديد من المؤشرات، بات منصب كونتي في تشلسي مهدداً بشكل فعلي بعد سقوط النادي اللندني حامل لقب الدوري الانجليزي الممتاز لكرة القدم، أمام جاره المتواضع واتفورد للمرة الأولى منذ سبتمبر 1999 بنتيجة قاسية (1-4) الاثنين في المرحلة ال26. وكانت هذه الهزيمة الثانية تواليا لتشلسي في الدوري، بعدما خسر الأربعاء الماضي بنتيجة قاسية على أرضه أمام بورنموث صفر-3. وعلى الرغم من هذه النتائج الثقيلة، بدا كونتي هادئاً تماماً في تصريحاته بعد مباراة الاثنين، قائلا "قد أبقى مدربا لتشلسي أو قد لا أبقى، ما هي المشكلة؟ سأخلد إلى النوم من دون أي مشكلة". وقال كونتي الذي قاد تشلسي إلى اللقب العام الماضي في موسمه الأول معه: "أحاول القيام بكل شيء ممكن، وإذا كان ذلك كافياً، كان به، أما إذا لم يكن كذلك فبإمكان الإدارة أن تتخذ قراراً مختلفاً. الحياة تستمر". ومن أبرز سمات عهد إبراموفيتش، إقالة المدربين كلما ساءت النتائج، بصرف النظر عن الألقاب التي سبق لهم تحقيقها مع النادي. ولم تسلم من المقصلة أسماء مثل الايطاليين كارلو أنشيلوتي وكلاوديو رانييري، والبرتغالي جوزيه مورينيو، والبرازيلي لويس فيليبي سكولاري. وفي حال وجد كونتي نفسه عاطلاً عن العمل، يتوقع أن يكون المنتخب الايطالي المستفيد الأكبر، إذ انه لا يزال في طور البحث عن مدرب دائم بعد إقالة جانبييرو فنتورا إثر الفشل في التأهل إلى كأس العالم 2018 في روسيا، وذلك للمرة الأولى منذ 60 عاماً. وعين لويجي دي بياجيو رسميا الاثنين مدرباً موقتاً للمنتخب، بانتظار إيجاد خلف لفنتورا. وطرح اسم كونتي، اللاعب والمدرب السابق لنادي يوفنتوس، للعودة إلى شغل منصبه على رأس الجهاز الفني للمنتخب، والذي تركه بعد نهائيات كأس أوروبا 2016 للاشراف على تشلسي. والمدرب البالغ 46 عاماً، تواق للعودة إلى هذا المنصب، بحسب ما كشف روبرتو فابريتشيني، المفوض الجديد للاشراف على اتحاد القدم في ظل الازمة التي تعصف به. وبدأ كونتي لقاء الإثنين بابقاء الفرنسي أوليفييه جيرو، الوافد الجديد من الجار اللدود أرسنال، على مقاعد البدلاء لأنه ليس في قمة لياقته البدنية، وبالتالي لعب تشلسي دون مهاجم صريح في ظل إصابة الإسباني الفارو موراتا. لكن المدرب الإيطالي رفض اختلاق الأعذار وحمل لاعبيه جانباً من المسؤولية بالقول إنهم "لعبوا بخوف"، مضيفاً "أحاول مواصلة العمل وتحسين بعض النواحي عند لاعبي فريقي، لكني أعتقد بأن أداءنا اليوم (الإثنين) كان ضعيفاً جداً. من المؤكد أنه يتوجب علي تحمل مسؤوليتي لأني قد أكون أخطأت في اختيار التشكيلة الأساسية". واعتبر أنه "لتلعب كرة القدم في ناد كبير، فهذا الأمر يعني بأن عليك التمتع بشخصية. عندما تكون الثقة موجودة، فاللعب يصبح سهلاً"، مشيراً إلى أنه كان يتوجب على فريقه التعامل مع الوضع بشكل أفضل عندما أدرك التعادل في الشوط الثاني لأن "على الفريق الجيد أن يفعل هذا الأمر، لكن عوضاً عن ذلك تلقينا ثلاثة أهداف في غضون 10 دقائق". وأعتقد البلجيكي ادين هازار أنه أنقذ الموقف عندما أدرك التعادل لتشلسي في الدقيقة 82 من المباراة التي تقدم فيها واتفورد في أواخر الشوط الأول من ركلة جزاء. الا ان تقدم حامل اللقب دام أقل من ثلاث دقائق: الهولندي داريل يانمات أعاد فريقه إلى المقدمة، ووجه الوافد الجديد من برشلونة الإسباني جيرار ديلوفيو الضربة القاضية للاعبي كونتي بهدف ثالث في الدقيقتين الأخيرتين، واختتم البديل الأرجنتيني روبرتو بيريرا مهرجان أصحاب الأرض بهدف رابع في الوقت بدل الضائع. ورفض كونتي التذرع بالإصابات والإرهاق، مؤكداً "بالطبع إنها لحظات صعبة وإذا أردنا إيجاد الأعذار، فبإمكاننا ذلك. هذا ليس أسلوبي في مواجهة الوضع وحل المشكل. الناجح يجد دائماً الحل والفاشل يجد الأعذار. في حياتي أريد أن أكون الناجح وأنا ناجح". Your browser does not support the video tag.