قال الناطق باسم الحكومة العراقية "سعد الحديثي" الاثنين لوكالة اسوشيتد برس، إن الولاياتالمتحدة بدأت تدريجياً بخفض عدد قواتها في العراق عقب اعلان بغداد انتصارها على ما يسمى بتنظيم "داعش" الإرهابي، ليصدر في اليوم ذاته تصريح عن وزارة الدفاع الأميركية يوضح تصريحات الحديثي ويؤكد على أن الخطوة ليست "سحب للقوات" بل تغيير لطبيعة مهامها في العراق. وبحسب المتحدث باسم التحالف، الكولونيل رايان ديلون، فإن "استمرار وجود قوات التحالف في العراق سيكون مرتكزا على الظروف ومتناسباً مع الحاجة وبالتنسيق مع حكومة العراق" وأن الحضور الأميركي في العراق سيكون بصفة ضيوف مدعوين من الحكومة العراقية للإسهام في بناء جهاز شرطة وتطوير القدرات العسكرية للعراقيين والمحافظة على زخم القدرات الدفاعية ضد تنظيم داعش في المستقبل. وتأتي هذه الخطوة قبل ثلاثة أشهر فقط من عقد الانتخابات العراقية حيث ستلعب ميليشيات مقربة من ايران دوراً هاماً فيها في صراع مستمر داخل العراق بين دعاة بناء الدولة ودعاة بقاء اليد الطولى في البلاد للميليشيات. وكان العدد النهائي للجنود الأميركيين المتواجدين في العراق بحسب ما أعلن تقرير البنتاغون الصادر في نوفمبر الماضي، 8992 جندي أميركي، فيما وصل العدد ذروته في العام 2007 متجاوزاً ال170 ألف مقاتل ليعود ويتقلص الى ال 40 ألف قبل خطوة الانسحاب النهائي التي اتخذها أوباما في العام 2011. ويقول بلال وهاب، الخبير في معهد واشنطن ل "الرياض" الموقف الاستراتيجي للجانب الأميركي منذ العام 2014 في كل مؤسسات الدولة يرى في خطوة الانسحاب في ال2011 خطوة خاطئة، ومهما اختلفت مسميات الوجود الأميركي في العراقي فإننا سنراه باقي ومستمر لوقت ليس بقليل وخاصة أن العراق غير قادر بعد على الدفاع عن نفسه، كما تدرك أميركا أن الانسحاب الكامل في 2011 أدى إلى ملئ النفوذ العسكري والسياسي من قبل إيران" ويضيف وهّاب "التوجه الحالي يتمثل في تدعيم الشخصيات الوسطية كالعبادي ومحاولة إبعاد المرتبطين بالميليشيات التي رمت سلاحها وحولت نفسها إلى أحزاب لخوض الانتخابات بعد أن كانت ميليشيات مرتبطة تنظيمياً ومالياً بإيران". وعن حظوظ الميليشيات المقرّبة من إيران في الانتخابات يقول وهّاب " ماتزال هذه الميليشيات تسيطر في الكثير من المدن التي تم تحريرها من داعش ومعظم هذه المدن سنية هجرها أهلها ولم يعودوا إليها بسبب الدمار أو بسبب الخوف من هذه الميليشيات وبالتالي هذه المدن الكبرى والهامة ستكون بقبضة الميليشيات في الأشهر القادمة وهي من سيدير المشهد الانتخابي فيها ومن الممكن جداً أن تجيّر الكثير من الأصوات لصالح مرشّحيها" ويصف وهّاب تقارب دول عربية مع العراق بالمثمر ويقول إن هذا التقارب انتقل مؤخراً لمرحلة انفتاح على المستويات الرسمية حيث يتم فتح القنصليات واستقبال الشخصيات الدينية والسياسية بشكل رسمي وهذا أمر إيجابي لأنه كلما تشعّبت علاقات العراق كلما أصبح أكثر قدرة على الخروج من السيطرة الايرانية ويرى وهّاب في مؤتمر اعادة اعمار العراق في الكويت فرصة لإنجازات مهمة وارتباطات مالية بعيدة المدى بين الجانبين العربي والعراقي وهذا يؤذي نفوذ إيران. وأخيراً يقول وهّاب أنه ثمة محاولات تدور في العلن والسرّ لإعادة التنسيق إلى سابق عهده بين حكومة إقليم كردستان العراقوالولاياتالمتحدة بعد الرفض الأميركي للاستفتاء حيث كان هناك تخوف أميركي من أن تشجع الانتصارات العسكرية للحشد بغداد على اجتياح كامل أراضي الإقليم وانهاء الحالة الخاصة التي يتمتع بها كمنطقة شبه مستقلة لكن قوبل هذا بضغط أميركي معاكس أدى إلى زوال المخاوف على وجود اقليم كردستان لينحصر التفاوض بإدارة الثروات وآلية توزيع الرواتب والاتفاق على الحدود والأمن وتسوية وضع كركوك التي تعتبر أساس الخلاف الدستوري بين حكومة الإقليم والمركز في بغداد حيث لا تزال الحقوق والواجبات بين الطرفين تتبع توازن القوى على الأرض، فحين تكون حكومة كردستان هي الأقوى تأخذ صلاحيات أكبر والعكس صحيح، وبالتالي فان الطرفان بحاجة لإدارة أمور المناطق الخلافية بالطرق القانونية والدستورية بعيداً عن موازين القوى على الأرض. Your browser does not support the video tag.