الحديث مجددًا عن الهلال واستفادته من التحكيم المحلي وتضرره من الحكم الأجنبي هو إفلاس أو من يعلم حقيقته في قرارة أنفسهم هم أولئك الذين يرددون هذا الحديث ويروجونه؛ لكنَّهم يعملون بمبدأ اكذب حتى يصدقك الناس، ويعلمون أن "الزنَّ على الودان أمرُّ من السحر" كما يقول المثل المصري الشهير. محاولاتهم لتشويه صورة الهلال وانتصاراته والضغط على الفريق نفسيًا وتكبيله إعلاميًا والتكالب عليه جماهيريًا لا تتوقف، فقد رددوا في الموسم الماضي معلومة الحكم المحلي والهلال والبطاقات الحمراء واستطاعوا أن يحققوا بعض الأثر والتأثير الذي كانت نتيجته الطرد المضحك والغريب الذي تعرض له كارلوس إدواردو أمام الباطن من قبل الحكم محمد القرني، وطرد تركي خضير للاعب سلمان الفرج، والتقارير المتلاحقة التي كانت نتيجتها مضاعفة العقوبات انضباطيًا. اليوم خرجوا يرددون معلومة عن خسارة "الزعيم" للعديد من النقاط مع الحكم الأجنبي، ويحاولون أن يرجعوا هذا النزيف النقطي الذي تعرض له بعد الخروج الآسيوي لوجود الحكم الأجنبي، وهذا ديدنهم في محاولة استثمار تعثر الأزرق وتراجع نتائجه، فهم يخبرونك أنَّ الهلال خسر هذا الموسم 13 نقطة مع الحكم الأجنبي؛ لكنَّهم لا يقولون أنَّه ظلَّ رغم ذلك النزيف متصدرًا للدوري منذ أسابيعه الأولى، وأنَّ النصر خسر مع الصافرة الأجنبية حتى الآن 18 نقطة والأهلي والاتحاد 14 نقطة، ويقولون لك أن آخر خسارة للهلال مع الحكم المحلي كانت في موسم 2014، لكنهم لا يقولون لك أنَّ الزعيم حقق الموسم الماضي لقب الدوري برصيد نقطي قياسي وتاريخي 66 نقطة في ظل حضور بارز للصافرة الأجنبية التي قادت جل مباريات الأزرق، وحقق كأس الملك بالصافرة الأجنبية، وأنَّ البطولة المحلية الوحيدة التي خسرها كانت بصافرة محلية استفاد منها النصر. لا يجرؤ أولئك المضللون على ذكر الحقيقة كاملة والأرقام بكل تفاصيلها؛ بل يعرضون ما يريدون ويخفون ما يريدون، وأمُّ الكذب هو أن تذكر نصف الحقيقة وتخفي نصفها الآخر لتخلق حقيقة مشوهة وناقصة ومضللة، لذلك لن يخبروك أنَّ الهلال حقق منذ قدوم الحكم الأجنبي موسم 2004 أكثر مما حققته بقية الأندية مجتمعة، وأنَّه الأكثر فوزًا بالصافرة الأجنبية في المواجهات الثنائية مع جميع الفرق الأخرى، ولن يخبرك أحدهم أنَّ الهلال فاز في سبع مواجهات من أصل آخر ثماني مواجهات قادها له الحكم الأجنبي مع النصر، كما لن يخبرك أنَّ الهلال فاز في 22 مواجهة مع النصر بالحكم الأجنبي مقابل 7 انتصارات للنصر. لن يسكتوا ولن يرضيهم سوى أن يخسر "الزعيم" عددًا من المباريات مع الحكم المحلي، فلا أسكت الله لهم صوتًا ولا عويلًا، وسيبقى الهلال "الزعيم" بكل الأحوال وأيًا كان لون الصافرة وجنسها، والقادر على أن يلجم المشككين بانتصاراته، لكنَّ مشكلته الوحيدة معهم أنَّهم يريدون منه أن يسكتهم بخسائره. Your browser does not support the video tag.