على الرغم من الغيابات التي داهمت الهلال قبل لقاء النصر في ربع نهائي كأس الملك، والمتمثلة بغياب ياسر الشهراني وسالم الدوسري للإصابة، والتخاذل المعتاد من نواف العابد، إلا أن "الملكي" ظهر بدرًا في ليلة زرقاء خالصة، واستطاع أن يخفي النصر تمامًا، مواصلًا سطوته على جاره حين تكون الصافرة الأجنبية حاضرة، تمامًا كما فعل في خمس مناسبات من أصل آخر سبع مواجهات، فاز فيها النصر في مناسبة يتيمة، وحضر التعادل مرة واحدة، وكما فعل "الزعيم" في 20 مواجهة من أصل 34 مباراة قادها الحكم الأجنبي بين الفريقين، مقابل سبع مواجهات فاز فيها النصر، ومثلها حضر فيها التعادل! الفوز على الغريم وإنهاء موسم النصر الثاني تواليًا بلا بطولة، والتأكيد للمرة الألف أن الهلال هو الأكثر استفادة من تواجد الحكم الأجنبي وتقليص حضور الصافرة المحلية المهزوزة، كلها مكتسبات خرج بها الهلال، لكن المكسب الأكبر كان حفاظه على استقراره وثقته وشخصيته وهيبته قبل استئناف السباق على الدوري بدءًا من مواجهة الرائد الخميس المقبل، إذ كان آخر ما يحتاجه الهلال هو التعرض لهزيمة وهزة إعلامية ونفسية تخرجه من حالة التركيز والثبات من سياقه وفي سباقه الأهم هذا الموسم!. من المكتسبات المهمة التي تحققت ل"الزعيم" في الديربي الأخير تلك الرسالة التي وصلت لكل لاعب متخاذل ظن واهمًا أن الهلال لا يحضر إلا إن حضر، جاهلًا أو متجاهلًا أن الهلال بمن حضر، وأن قطار بطولاته وانتصاراته لم يتوقف بتوقف "الأساطير" والكبار حتى يتوقف بتخاذل من لم يحقق للهلال ربع ما حقق النعيمة والثنيان وسامي والدعيع والشلهوب وغيرهم من نجوم الأزرق التاريخيين!. أما النصر فخسر بثنائية مع الرأفة لأن الهلال كان حاضرًا، ولأن المواجهة خلت من الأخطاء التحكيمية المؤثرة، ولم يسجل أي حضور في هذا "الديربي"، كنتيجة طبيعية لوجود أكثر من مدرب على الدكة، ولحالة الضياع الإدارية والانضباطية التي حاول بعض الإعلام أن (يمكيجها) ويجملها تارة، أو أن يلفت الأنظار عنها بأفلام ومسلسلات إعلامية مفتعلة هدفت إلى إشغال جماهير النادي بالجار، لتغييبها عن الواقع الإداري والشرفي الذي يعيشه ناديها. أسوأ ما كان في الهلال هو استمرار الغيبوبة الفنية والتهديفية لمهاجمه ليو بوناتيني، الذي ساهم في تأخير الفوز ولعب دورًا بارزًا في عدم تلقي النصر هزيمة تاريخية، أما أجمل ما في "الديربي" فقد كان الحضور الأنيق للعازف الماهر عبدالله عطيف، والجدية التي ظهر عليها الأزرقاني الأنيق سلمان الفرج، لكن الأجمل هو الحضور المهيب للموهوب محمد الشلهوب، الذي أثبت مجددًا أنه أشبه بتحفة أثرية، أو لوحة فنية نادرة، لا يأخذ الوقت من قيمتها، بل يزيد!.