عندما نقول: إن الشاعر مبدع، وإنه قد جاء بجديد مفيد، فهذا يعني أنه عبر بالقصيدة تعبيراً أوصلها إلى نقطة تأييدنا لها وقناعتنا بمضامينها، وأصبحنا داخل عباراته نعيش ونتذوق، وجعلنا في المقدمة من الاهتمام بها، وعبر عن حلمنا وخيالنا ورغبتنا ومعاناتنا وجسدت أمانينا بالفعل وبصورة قد نعجز عنها أو بالفعل عجزنا عنها من قبل، ولو تكلمنا عنها مع أنها تخصنا لم نصل إلى النتيجة نفسها. فالشاعر بحكم إمكاناته وموهبته لديه قدرة على أن ينوب عنا في مواقف التعبير الكثيرة وبصورة أعمق وبتطوع ومبادرة منه، فهو يهب إحساسه وشعوره ويجعله بين أيدينا لكي نحس به. وهذه ميزة الموهبة الشعرية كونها أداة إيجابية عندما توضع في موضعها، فلا تتجاهل الواقع ولا تسبح في خيال غير ممكن ومغرق في الغربة والابتعاد، ونسأل سؤالاً في هذا الشأن فنقول: ما الذي يتوقع أن يصوره الشاعر ويقرب صورته للمتلقي؟ سؤال لا نتوقع إجابته بل الكثيرين يعرفونها، فالشاعر يصور ما يمكن أن يتعرض له أي من الناس، لأنه قبل كل شيء فرد له المعاناة نفسها، وبحكم تواجد الشاعر وسط المجتمع فإنه يعيش همه ويعبر عن شعور وإحساس ذلك المجتمع، سواء بشكل كلي أو يتناول الفرد دون المجموعة كما هي مشاعر الفراق والحزن والوداع والتعلق والطموح والأماني، وكأنه ينطق بلسانه ويبوح بمطالبه وشكواه وأفراحه وأتراحه. فالمشاعر الإنسانية مشتركة، والشاعر لا يعيش في معزل عن الوسط حوله، ولا يستحدث صورة غير مرئية للفرد أو للجميع. والاختلاف بين الشاعر وغيره أن الشاعر يمتلك أداة تعبير قوية وفي الوقت نفسه هي مشروطة بالصدق واحترام الكلمة وإقبال الوسط الاجتماعي على الشعر، ولكل من يمتلك أداة تعبير، قدرة تتناسب والوسيلة التعبيرية تلك ( رسم، خطابة، نثر، شعر، تصوير،.. الخ ) وأيضاً استجابة الوسط لها وتفاعله معها، وإلا فما فائدة الوسيلة التعبيرية أيا كانت وأيا كان تأثيرها إن لم يكن لها من المجتمع من يتلقاها ويقبلها؟ حتى وإن كانت تستطيع النفاذ إلى قناعتهم في حال استقبالها. ويأتي تأثير قصيدة الشاعر قوياً كلما قويت مفردات اللغة لديه وتنوعت وتعددت وامتلك الخبرة والثقافة، فبهذا يمتلك أفقاً واسعاً يتحرك فيه بكل ثقة، وفي الوقت تجسد صوره الشعرية الإحساس والشعور وكأنه واقع ملموس. يقول الشاعر سالم بن جخير: يا وجودي كان يبري من العلة وجود وجد من شاف المذله لاجل لقمة هله إن رضى بالذل بيموت من سم الكبود وإن تعزز حده الوقت لين يجندله ياوجودي جعل ليل المفارق مايعود كل مايطري علي هل دمعي بعجلة كنت أقول الحلم له مسألة وقت وحدود لين ضاع الوقت والحلم عييت أوصله ويش أسوي يا هل العرف والأيام سود كل ماودعت حزني يجي واستقبله مايهدي ضيق صدري ليا من ضاق كود لاقريت الحمد من بعد ذكر البسملة جعلني ماشوف ما اكره ولا أخاوي جحود وجعلني ماعالج المشكلة بالمشكلة اتصبر يمكن الصبر في تاليه فود والخطاوي مجنبة والمشاعر مشملة اثر راع الحب مثل المكبل بالقيود بين خلق الله وكن اليدين مكبلة بين رايات الهزيمة ورايات الصمود وبين هقواته وعقله وطيشه و جهله يامعودني على البعد ما فالبعد زود جنب الدكتور رح للمجرب واسأله يكفي إني كل ماطروك فيضت العدود وأنت لا هاللحين ماتدري أن لك منزلة لا تظاهر بالبراءة وطعناتك شهود كل طعنة منك تاخذ مسار الاولة جعلني ماذوق حزنك وجعلك فالوجود لاتعودني على البعد ويموت الوله لاتجاهلني وانا من عريبين الجدود كان عندك شي، لاتستحي مني قله ماتنسينا الخطايا مواثيق العهود الوفا منا وفينا وحنا من هله سالم بن جخير ناصر الحميضي Your browser does not support the video tag.