كشف الكاتب الصحفي أحمد الفولي الباحث في الشأن الإيراني في كتاب جديد له تحت عنوان « حدود الدم « الصادر عن دار المعالي للنشر والتوزيع والذي سيصدر في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته التاسعة والأربعين عن مخطط وأطماع إيران داخل المنطقة العربية ، وما تسببت فيه من قلاقل ودماء في سبيل تحقيق مشروعهم التوسعي الموهوم. وأوضح الكتاب، أن التاريخ يؤكد أن هذا النظام الإيراني لا يرتوي من الدماء. وحول المستفيد من الأحداث الحالية بالمنطقة العربية، قال مؤلف «حدود الدم»: إنني عندما دققتُ في الأحداث، لم أجد مستفيدًا من سقوط العراق وسورية واليمن أبرز من طهران، التي تطمع في إقامة الإمبراطورية الفارسيّة المزعُومة ولو على جماجم الخلق. وأكد تورط النظام الإيراني الصريح في ما حدث ويحدث للعرب والمسلمين، في سورية واليمن والعراق والأحواز، بين مُعتقل أو طريد أو قتيل، أو لاجئ سياسيّ، أو نازح. وأردف: المشروع الصفويّ مُمتد، ويستهدف إقامة الهلال الشيعي. وعن سبب تسمّية الكتاب ب «حدود الدم»، قال المؤلف: سميته «حدود الدم» ولمَ لا!.. وإيران عازمة على السير قدُمًا في تنفيذ مخططها وإقامة حدوده على دماء العباد، وعلى حساب استقرار البلاد. وشدد الكتاب على أن أفعال إيران لم تكن أفعالًا عشوائية غير منظّمة، بل تصدُر عن اعتقاد ثابت لديهم، ومخططات غربية صهيونية، فما إيران إلّا «جنديّ وفِيّ» لدى النظام الغَربيّ؛ الذي يسعى لتفتيت المنطقة وإثارة الفوضى بها، ولقد صرح مسؤولون غربيون بهذه المعاني يتم سردها خلال صفحات الكتاب تِباعاً. وتابع، لتتضح العلاقة الصفوية الصهيونية بشكل أكبر، ولكي تكون هذه بمثابة رسالة واضحة المعالم للناس جميعًا ثم لإخواننا المغرر بهم، أو من يسيرون خلف «دعاة التقريب» مع ايران ، ها هو الكيان الصهيوني اللقيط يعترف مؤخرًا عبر صحيفة رسمية له بقصف العراق العربية المسلمة مساندَة لدولة المجوس. فقد كشفت سلطات الاحتلال الصهيوني عبر صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية يوم السبت الموافق 8 أغسطس 2015 - وذلك لأول مرة بعد مرور 34 عامًا على الواقعة - تفاصيل قصف قواتها الجوية الصهيوأمريكية للمفاعل النووي العراقي بالقرب من بغداد، وذلك في عهد الرئيس السابق صدام حسين، العام 1981. وعن التدخلات الإيرانية داخل العراق، قال الكتاب: إن من أبشع ما ترى من واقع يقطع القلب ويمزقه، مشاهد متعددة من أبرزها صور خامنئي التي ترتفع في شوارع عراقنا العريق، بل يمكنك أن ترى ما هو أبرز من ذلك، حيث ارتفاع الأعلام الإيرانية في قلب العاصمة العراقيةبغداد بدلًا من العلَم العراقي، لدرجة أنك للوهلة الأولى قد تتوقع أن هذه المشاهد في قلب طهران، ثم تفاجأ بأنك تشاهد مشارف البصرةوبغداد، في الحقيقة لم يعُد هذا المشهد غريبًا الآن على الساحة العراقية، في الوقت الذي يعيش فيه عشرات الآلاف من رموز أهل العراق داخل «زنازين» نظام الملالي. ثم تطرق الكتاب للحديث عن القضية السورية، مشيراً إلى أن إيران هي أكبر أسباب تفاقم الأزمة، وموضحاً أن علاقة إيران ببشار الأسد لم تكن حديثة الثورة، وإنما علاقتها بعائلة الأسد والنظام النصيري قديمة للغاية، ولذلك ليس بغريب أن تتمسك طهران بكل هذه القوة ببقاء نظام الأسد. مشيراً إلى أن كُره الفرس للعرب والمسلمين، جاء لحقدهم على فتوحاتهم لبلادهم، وكسر شوكتهم، لا سيما في معركة القادسية. كما خصص الكاتب فصلاً كاملاً عن الميليشيات الطائفية التي يدعمها النظام الإيراني في المنطقة، خاصة «فيلق القدس» الذي يقوده قاسم سليماني أحد مدللي النظام. وقال صاحب الكتاب: إن ما يتبادر إلى ذهن الكثيرين عند ذكر «فيلق القدس» هو مدينة القدسالمحتلة، والمسجد الأقصى الأسير، إلا أنك تتعجب عندما تعلم أن «فيلق القدس» هو التنظيم المُسلّح المكلف من الحرس الثوري الإيراني بتنفيذ العمليات الخارجية العسكرية في شتى المناطق في العالم العربي والإسلامي، ورغم ذلك لم يوجه فيلق القدس رصاصة واحدة ولا حتى حجرًا على الكيان الصهيوني المغتصب لأرضنا ومقدساتنا في فلسطين. وأوضح، أن فيلق القدس تم الإعلان عن تأسيسه بعد انتهاء الحرب العراقيةالإيرانية (1980-1988)؛ في الوقت الذي ما زالت فيه ميزانية فيلق القدس حتى هذه اللحظة أمراً سرياً، إذ لا تخضع حتى لمناقشة البرلمان، ولا يُعلم على وجه التحديد عناصر هذا التشكيل العسكري الذي يضم أطيافًا مختلفة. ونوه الكتاب عن باقي التنظيمات الإرهابية المسلحة كتنظيم حزب الله الإرهابي في لبنان، وعصابات الحوثي في اليمن. ثم انتهى الكتاب بفصل أخير يتحدث عن مطامع النظام الإيراني في المملكة العربية السعودية ومصر، وذلك بنقل عدد من النقول المهمة لدى أئمتهم والتي يؤكدون فيها على أهمية السعودية ومصر بالنسبة لهم، وأنهما مستهدفتان ضمن الإمبراطورية الفارسية المزعومة. وفي الخاتمة، أكد صاحب الكتاب أن نظام الخميني لم يختلف كثيراً عن نظام الشاه، فالمعتقدات تجاه المنطقة بشكل عام والبلاد العربية والإسلامية بشكل خاص، معتقدات واحدة حيث توارثوها عبر معمميهم ورموزهم. Your browser does not support the video tag.