قبل سنوات كنت أحد أعضاء لجنة التسويق والإعلام في "تقنية الدوادمي" بصفتي مديراً للعلاقات العامة والإعلام في ذلك الحين، ومن مهام هذه اللجنة التسويق للكلية ولبرامج التدريب التقني في المملكة، نستهدف خلالها طلاب التعليم العام (خريجي الثانوية) لاكتشاف ميولهم وقدراتهم وتشجيعهم للالتحاق بالتخصصات المهنية والتقنية التي يحتاجها سوق العمل، من خلال دراسة بحثية عبارة عن إعداد استبيان تم تقديمه للطلاب لحصر رغباتهم، وتوجيههم نحو الخيارات المهنية والوظيفية المناسبة. الكثير من الطلاب لم يحددوا مسارهم التعليمي والوظيفي بعد! والبعض منهم لديهم صورة نمطية عن مستقبلهم الوظيفي الذي لا يتجاوز العمل بإحدى الوظائف الإدارية الحكومية، معتقدين أنها الخيار الوحيد المتاح لهم، جهلاً منهم بفرص العمل المهني وخياراته الوظيفية المتعددة التي يكفلها لهم سوق العمل في القطاع الخاص؛ لذا تضمنت أهدافنا أيضاً دراسة الصورة السائدة عن التدريب والعمل المهني بين أوساط الطلاب، تمهيداً لوضع الإستراتيجيات الكفيلة بإيجاد صور ذهنية إيجابية جديدة، إلى أن طُرحت مبادرات برنامج التحول الوطني الطموحة وما تضمنته من رسم لخطة المسار التقني والمهني بصورة عامة. بعد هذه التجربة أجزم أنه حان الوقت لاستثمار طاقات أبناء وبنات الوطن كافة، وانسجامهم مع السعودية الجديدة ورؤيتها 2030 وما تهدف لتحقيقه، فضلاً عن توجه حكومات معظم الدول المتقدمة نحو هذا الاستثمار، وتزامناً أيضاً مع ما تم إطلاقه من مبادرات متعددة مواكبة من قبل "التدريب التقني" لبرنامج التحول الوطني والرؤية الطموحة، من خلال تطوير الشراكات الإستراتيجية مع القطاع الخاص بالتدريب التقني لتصل إلى 35 معهد شراكة إستراتيجية للسنوات المقبلة، والعمل على التوسع في الوحدات التدريبية لزيادة استقطاب خريجي الثانوية العامة، وتعزيز البرامج التدريبية مع التوسع في البرامج المسائية وبرنامج البكالوريوس، وتوجيه طاقات الأبناء نحو ريادة الأعمال عبر دعم معهد ريادة الأعمال الوطني "ريادة"، والتركيز على التدريب المستمر والموّجه للرجال والسيدات بهدف توطين قطاعات الطاقة المتجدّدة والمعدات الصناعية والتعدين والنفط ومشتقاته، وكل ما تسعى إليه للوصول إلى وطنٍ طموح، إضافة إلى تيسير فرص العمل والتّعلم الإلكتروني، وتمكين ذوي الإعاقة من التدريب والفرص الوظيفية لدمجهم في المجتمع، ودعم العمل التطوعي لرفع أعداد المتطوعين إلى مليون متطوع في 2030م. كل ما سبق وما سيستجد مستقبلاً من تطور، بكل تأكيد أنه سيتماشى مع تطوير منظومة التدريب التقني التطبيقي من خلال إنشاء الجامعة المرتقبة "جامعة الملك سلمان للعلوم التقنية التطبيقية" كونها ستؤطر التكامل بين المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني (ربط الكليات التقنية) وكليات المجتمع في التعليم ضمن مبادرات التحول الوطني، ولنشر ثقافة العمل التقني والمهني والقطاع الخاص بصورة عامة لدفع عجلة التنمية الاقتصادية، وصولاً لاقتصاد وطني مزدهر تحقيقاً لتطلعات القيادة. Your browser does not support the video tag.