برهنت توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- بإيداع ملياري دولار أميركي كوديعة في حساب البنك المركزي اليمني على حرصه الدؤوب والمستمر لرفع المعاناة عن الشعب اليمني الشقيق ومساعدته لمواجهة الأعباء الاقتصادية جراء معاناته من جرائم وانتهاكات الميليشيات الحوثية الإيرانية. وتعد هذه الوديعة إضافة للمليار السابق في البنك المركزي اليمني والتي ستسهم بلا شك في ارتفاع قيمة الريال اليمني وتكون عامل استقرار للعملة، ويأتي هذا الدعم ضمن سلسلة من المساعدات في اطار الدور السعودي الداعم للإنسانية في اليمن لنماء حياة الإنسان وبناء الأوطان وإنقاذ الاقتصاد اليمني من الانهيار. وقال رئيس الملتقى اليمني للإعلام والمحلل السياسي أحمد البحيح "أكد سلمان الحزم والأمل بأنه محل رهان الجميع في المبادرة والاستجابة العاجلة لنداءات الشعب اليمني" مبيناً بأن الشعب اليمني سيظل وفياً للمملكة وشعبها ولن ينسى ما قدموه من دعم ومساندة لهم في مختلف الظروف والأزمات، كما قال الباحث والمحلل السياسي عبدالله البراق إن المملكة العربية السعودية هي الأولى عربياً ومن أوائل الدول عالمياً للدعم الإنساني بكل ما يحتاج من مكونات تستقر عليها أركان وثوابت حقوق الإنسان كالاستقرار والأمن والعلاج والتعليم والمعيشة وغيرها كما سجلها التاريخ في أنقى صفحاته، وبين أنه ومنذ تأسيس المملكة على يد المؤسس الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه-، وكل أحداث المنطقة شاهدة على ذلك طيلة القرن الماضي وبداية هذا القرن، وها نحن اليوم نرى الموقف الإنساني للمملكة العربية السعودية يقدم أروع التضحيات والتفاني، مستكملة مسيرتها في حب الخير والعمل الإنساني للأشقاء في اليمن العربية الحبيبة التي طالتها يد الظلم والتخريب من نظام الملالي وألحقتها بالويلات. وتابع "نقول لمن يشكك في مواقف المملكة الإنسانية مع الأشقاء اليمنيين اسألوا التاريخ ليحدثكم عن 19 معهداً مهنياً وتقنيا جرى تنفيذها في عدد من المحافظات في اليمن بقيمة 50 مليون دولار، وسيحدثكم أيضاً عن العديد من بناء المستشفيات في محافظات اليمن ودعمها بكامل أجهزتها بما فيها 20 جهازاً لغسيل الكلى وجهازي أشعة متطورة في عام 1426. وأضاف البراق "ولو تحدثنا عن الدور السعودي الداعم للإنسانية في اليمن لتطلب ذلك العديد من الكتب والمجلدات والتي تستحق أن تدرس للأجيال لحب العمل الإنساني، والذي لا ينساه الأشقاء في اليمن" مستطرداً "هاهو الدور السعودي اليوم يكمل مسيرته بالدعم الذي لا ينقطع رغم التحديات ووجود العوائق، بعد أن أمر الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- بإيداع مبلغ 2 مليار دولار كوديعة في حساب البنك المركزي اليمني، وقبله أيضا بفترة وجيزة أمره -حفظه الله- بتخصيص مبلغ 274 دولار لأعمال الإغاثة الإنسانية في اليمن من خلال الأممالمتحدة، كما قام أيضاً -حفظه الله- من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بدعم كافة المحافظات بكل ما تحتاجها من مؤونة معيشية وعلاج وتعليم وغيره". وأشار البراق إلى أن الدعم لم يقف على هذا الحد بل قامت المملكة العربية السعودية بفتح أراضيها للأشقاء اليمنيين ولكل ما يحتاجونه من عمل وإقامة وعلاج وتعليم، إضافة إلى إشادة جميع المنظمات الإغاثية والإنسانية بالدور الذي تقوم به المملكة تجاه اليمن والشعب اليمني الشقيق. وأكد في ختام تصريحه "هذه هي المملكة التي تلامس احتياجات المحتاجين وتقف معهم، وكل هذا يعد لمسة وفاء لإخواننا الشعب اليمني الشقيق، حدثني عن الوفاء والنبل والنقاء والصفاء وأحدثك عن المملكة العربية السعودية". من جانبه قال المحلل السياسي فهد ديباجي إن المملكة العربية السعودية عندما تعلن تقديم دعم ب2 مليار دولار كوديعة للبنك المركزي اليمني إنما هي إضافة للمليار دولار التي سبق وأن أودعته في البنك المركزي اليمني، وهي تؤكد بذلك أنها تعمل لمواجهة الأعباء الاقتصادية ورفع معاناة الشعب اليمني من جرائم الميليشيات الحوثية الإيرانية التي نهبت مقدرات الدولة والشعب اليمني الشقيق. وأكد ديباجي بأن هذه البادرة ليست غريبة بل متوقعة من قلب الإنسانية النابض لكل الوطن العربي والإسلامي، وعلى ملكها الشهم والأصيل الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله وبارك في جهوده- في خدمة الاسلام والمسلمين، مشيرًا إلى أن هذه الوديعة الإضافية سبقها التكفل بالرافعات التي وصلت لميناء الحديدة الذي تسيطر عليه مليشيا الحوثي الإرهابية من أجل تحسين الأوضاع الاقتصادية في هذا البلد. وأوضح بأن هذه الوديعة تهدف وتسعى من خلالها المملكة لنماء حياة الإنسان وبناء الأوطان وإنقاذ الاقتصاد اليمني من الانهيار وأن السعودية تدعم اليمن بكل شيء بينما إيرانوقطر تدمران اليمن، فأينما وجدت السعودية وجد الدعم، والعكس من ذلك أينما تواجدت قطروإيران تواجد الفقر والدمار والإرهاب وهنا يكمن الفرق، وحتى يعلم الأشقاء في اليمن من يقف معهم، وما يعمل العميل الحوثي من سرقة لليمن وبيعه لإيران، والسؤال هنا هل تستطيع إيران دفع هكذا مبلغ لإنقاذ الريال اليمني أو جزء من هذا المبلغ. مؤكدًا بأن الوديعة السعودية وإجماليها 3 مليارات دولار ستحسن الوضع المالي والاقتصادي في الجمهورية اليمنية وسعر صرف الريال اليمني وسينعكس إيجاباً على الأحوال المعيشية للمواطنين اليمنيين. واختتم قائلًا: جزى الله خادم الحرمين الشريفين وولي عهده خير الجزاء وبارك الله في جهودهم، الذين حملوا على عاتقهم عودة الشرعية وأمن اليمن وازدهاره ورخاءه بعد أن يتم تحريره من أيدي إيران. من جانبه قال المحلل السياسي د. خالد محمد باطرفي "ليس هذا أول أو آخر دعم تتلقاه دولة اليمن الشقيقة؛ فبلادنا كانت دائمًا خير جار وأكرم شقيق وأوفى صديق"، مشيرًا إلى أن مساعدات المملكة بلغت عشرات مليارات الدولارات منذ قيام الجمهورية العربية اليمنية، وفِي السنوات الثلاث الماضية استجابت القيادة السعودية لاستجارة الحكومة اليمنية الشرعية بعد أن انقلبت عليها الميليشيات الإرهابية المدعومة من إيران وشكلت التحالف العربي لدعم الشرعية وإعادة الأمل، وخلال هذه المرحلة قدمت مملكة الإنسانية قرابة العشرة مليارات دولار مساعدات إنسانية وإعادة بناء، عدا الثلاث مليارات التي أودعت حتى الآن في البنك المركزي اليمني بعد نقله إلى عدن لدعم الاقتصاد وتدعيم الريال اليمني. وتابع باطرفي "يضاف إلى كل ذلك استضافة بلادنا لقرابة مليون لاجئ يمني استقبلناهم بكل حفاوة وأعطيناهم حق الإقامة والدراسة والعمل، وهذا هو واجبنا تجاه الشقيق والجار، وهذا هو ديدن بلاد الحرمين، بيت العرب، ومملكة الإنسانية". Your browser does not support the video tag.