يعيش الشارع الرياضي التونسي حالة حنق شديدة ضد المدير الفني للمنتخب التونسي الأول لكرة القدم نبيل معلول على خلفية تصريحاته وقراراته الرياضية المغلفة بتوجهات سياسية بحتة، وانطلقت أدواره السياسية داخل ملاعب كرة القدم، منذ أن ضمنت تونس الوصول إلى نهائيات كأس العالم 2018، إذ ظهر بتصريحات فضائية عقب المباراة، وأهدى التأهل لقطر، ولم يكن الأمر مفهوماً في تجشمه أسوار السياسة، لاسيما وأن الشأن رياضي بحت ويمثل دولة أخرى لاعلاقة لها بقطر من قريب ولا بعيد. معلول تولى المهمة خلفاً للبولندي هنري كاسبارزاك الذي قاد تونس باقتدار في تصفيات أفريقيا المؤهلة إلى "مونديال روسيا"، ولم يخسر أي نقطة، لكن إقالته جاءت بسبب الخروج من بطولة أمم أفريقيا بالغابون، ولم يتوانَ معلول في تجنيد منتخب بلاده لخدمة السياسة القطرية، فبعد تصريحه السياسي الشهير، اختار أن يعسكر في الملاعب القطرية، وخوض لقاء ودي أمام الدحيل القطري، خسره 1-صفر. فتح لطفي العمري صحافي تونسي، باب النقد على معلول من خلال تصريحاته التي أدلى بها لقناة الحوار التونسية إذ قال: "معلول يريد خدمة مصالحه الشخصية على حساب مصلحة تونس، وغريب جداً إقامة معسكر داخل قطر، ونواجه فريقاً قطرياً ونوجه الدعوة لملاقاة الكويت بمجمله يأتي بتمويل قطري، فنشعر اليوم أن الذي تأهل لمنتخب روسيا هو قطر وليست تونس". وعلى خلفية وجود منتخب تونس في قطر، أجرى معلول حواراً صحافياً مع صحيفة قطرية، أعاد مرةً أخرى تسمية مكافحة الإرهاب والوقوف ضد قطر ب"الحصار"، وأعلن مساندته مجدداً لها، وأجاب عن سؤال حول إمكانية تدريب منتخب قطر بقوله:"المنتخب القطري أكبر مني"، وهو الحوار الذي أثار ضجيجاً في الصحافة التونسية، فكتب موقع "صوت الصفاقسية" التونسي تحت عنوان:" قدسية كبيرة لقطر، وكرامة أقل لنسور قرطاج" قال فيه: "يضيف معلول قدسية غريبة في تصريحاته عن قطر ومنتخبها، حين أنه يقوم بقصد أو من دون قصد، من التقليل من كرامة وتاريخ منتخب تونس، أمام منتخب ضعيف ومجهول، وأساسه قائم على التجنيس المكثف، وهذا الأمر لا يتسق مع تاريخ المنتخب التونسي اسماً وتاريخاً وقيمة وعظمة في كرة القدم القارية والدولية". موقع "الصحيفة أون لاين" التونسي، صب جام غضبه على نبيل معلول، على خلفية تصريحاته الهزلية التي أدلى بها لصحيفة قطرية، ونشر مقالاً تحت عنوان:" متى يتوب معلول عن جرّ المنتخب التونسي إلى مربع السياسة والزج بقطر في حواراته الصحفية؟". وابتدأ الموقع يسرد مسيرة معلول مع تونس الأخيرة وقال: "بمجرد الخروج من ربع نهائي أفريقيا، استلم معلول المهمة، على الرغم من أن الخروج من أفريقيا لم يكن نتيجة مفاجئة، ووجد معه في تصفيات أفريقيا رصيداً محترماً من النقاط، وعلى الرغم من ذلك قاد تونس لمونديال روسيا من طريق شاق ومتعب، حتى أنه ومن فرط الفرحة نظراً لسيناريو المباراة الغريب، توفي أحد المشجعين التونسيين". ويواصل الموقع التونسي سرد مسيرة معلول مع تونس: "بعد ذلك حققت تونس انتصاراً متوقعاً أمام غينيا، وهو الانتصار الذي حاول الكثيرون تضخيمه ، على الرغم من أن الخصم كان سهلاً ومريحاً، وكادت تونس أن تودع التأهل بعد أن تعادلت أمام ليبيا على أرضها وبين جماهيرها" . وأضاف الموقع:" تأهلنا إلى المونديال، جاء بفضل العمل الجماعي، والذي بدأه كاسبارزاك واللاعبون، ثم دعمهم الجمهور، وجاء معلول ليكمل المهمة، لكن المسؤولين في رياضة تونس جعلوا منه "مورينيو زمانه" ومنحوه "كارت بلانش" ليتصرف بما شاء في تحضيرات المنتخب". وبنبرة ساخرة واصل الموقع: "واجهنا الدحيل القطري لأنه يشبه إلى حد كبير منتخب انجلترا وبلجيكيا وبنما في طريقة اللعب، وبعد الهزيمة المفاجئة خرج معلول ليبرر الأمر بأن النتيجة غير مهمة في مثل هذه المناسبات، واستغل حواراته مع وسائل إعلام قطرية ليشكرهم على الضيافة والحفاوة وتسخير الإمكانيات اللوجستية للمنتخب" . ومضى الموقع التونسي متحدثاً عن تجاوزات معلول: "أجرى معلول حواراً صحافياً مع صحيفة قطرية، تطرق في 75% من الحوار إلى إمكانيات قطر ومركزها الطبي وأكاديمية اسباير، وكان الأمر مثاراً للسخرية حين شبّه مناخ الدوحة بمناخ موسكو..!! وهل يوجد عاقل يمكن أن يصدق هذه الكذبة ؟.. وبمحاولة يائسة يرى معلول موقفه مع قطر في الأزمة الأخيرة، أنه موقف إنساني وذلك أنه لا يود خلط الرياضة بالسياسة، لكن ماذا يقصد بالإنساني؟ هل الدول التي اتخذت قرار المقاطعة لحماية أمنها فاقدة للإنسانية؟ لا ندري ماذا يريد معلول بإصراره على جر المنتخب التونسي إلى السياسة؟". واختتم الموقع بانتقاد إجابة معلول على سؤال تدريبه لمنتخب قطر وقال: "إن كان معلول أقل من تدريب قطر في مونديال 2022، على أرضها وبين جماهيرها، وبلاعبيها المجنسين، فكيف سيقود تونس في مونديال موسكو المقبل؟ " وكان معلول أضاع حلم تونس بالوصول لنهائيات كأس العالم2014، بعد أن مني بهزيمة مذلة أمام منتخب الكاميرون، 4-1، وفي نهائيات كأس الأمم الآسيوية، قاد الكويت لخروج كارثي من الدور التمهيدي، بعد أن تلقى الأزرق ثلاث هزائم متتالية. Your browser does not support the video tag.