في ليلة عربية كروية خالصة، لحقت تونس والمغرب بالمنتخب السعودي والمصري إلى نهائيات كأس العالم 2018، كانت الفرحة عربية كروية بحته، إلا أن التونسي نبيل معلول المدير الفني لمنتخب تونس أبى إلا يعكر صفو هذه الليلة، فخرج بتصريح سياسي بحت حمل معه الكثير من الأكاذيب والمغالطات، فقال في عزّ الاحتفالات العربية: «أتمنى أن يرفع الحصار الظالم عن قطر»، ولا يوجد هناك حصار أصلاً تواجهه قطر، فما يحدث هو مقاطعة دول عربية اعتراضاً على سياسة الخارجية القطرية، وعلى الرغم من أنه تجاوز حدود الرياضة وأقحمها بالسياسة إلا أنه جانب الصواب فيها وبشكل واضح، كان من الأولى على معلول أن يحتفل بتأهل منتخب «نسور قرطاج» إلى كأس العالم، في إنجاز وطني عربي شاركهم فيه العرب الاحتفالات من جميع الدول العربية، لكن معلول تجاهل ذلك بمجمله واتجه إلى شق الصف العربي والإدلاء بهذه التصريحات الكاذبة، كان منظراً قبيحاً أن تتحول الرياضة إلى منبر سياسي، والأكثر قبحاً أن هذا الشأن السياسي لم يكن يمس تونس لا من قريب ولا من بعيد، فالقضية شأن خاص بين قطر ودول أخرى ليست تونس واحدة منها. نبيل معلول، بتصريحاته السياسية تنّكر لفضل الرياضة السعودية عليه، فقد احتضنته ملاعبها في موسم 1993م كمحترف بصفوف الأهلي السعودي، وأشرف على تدريبه بشكل مؤقت فترة زمنية، وكذلك فإن تصريحه تنكر منه لدولة الإمارات، والتي منحته قنواتها فرصة الظهور عليها كمحلل فني في قنوات أبوظبي الرياضية، فكان من الأدب أن يحفظ معلول حق المعاشرة وجميل المعاملة لهاتين الدولتين وفضلهما عليه ولا يتدخل في شؤونهما السياسية من منبر رياضي بحت وفي ليلة كروية عربية احتفل فيها العرب، وشذّ عنهم معلول متجهاً لدعم دولة حكومتها متورطة بدعم الأنظمة والأحزاب الإرهابية. التصريحات الكاذبة والمثيرة للجدل، جاءت لتطرح سؤالاً عن الدافع الذي قاد معلول لهذه التصريحات، هل هذه التصريحات ثمنها الذي سيقبضه معلول بقاءه كمحلل فني في قنوات «بي إن سبورتس»؟ من الواضح أن هذه التصريحات كانت مرتبة الثمن والتوقيت، فكان أمام معلول الكثير من المنابر للإدلاء بمثل هذا الكلام، والتصريح الذي قبض معلول ثمنه هو أكاذيب مجردة عن الصدق، فكيف تكون قطر في حصار ومعلول يتنقل بينها وبين تونس طيلة الفترة الماضية؟ إذنّ ما يحصل هناك هو مقاطعة وفقاً لمسماها الواقعي، وهو ما غض عنه معلول الطرف واختار تسميته حصاراً لتمرير أهداف دنيئة قبض ثمنها من قطر. منتظر أن يكون للاتحاد التونسي ردة فعل تجاه التصريح السياسي، لاسيما وأنه أدلى به من أرضية الملعب وهذا مخالف بشكل واضح لأنظمة الاتحاد الدولي «فيفا»، والتي تنص في كثير من المناسبات على فصل الرياضة عن السياسة، وهو ما خالفه معلول حين صرح بعد المباراة مباشرة في شأن سياسي يخص دولاً ليست تونس واحدة منها، فمنتظر أن يكون هناك موقف قوي لاتحاد الكرة التونسي في فرض عقوبة تأديبية على المدير الفني للمنتخب، لأن الصمت يعني أن منتخباً بحجم تونس سيكون منبراً يتسلقه الكثير من المرتزقة لبث أكاذيبهم وأهدافهم السياسية والتي تخدم دولاً أخرى، وهذا قد يجر الكرة التونسية إلى الوقوع تحت عقوبات دولية أو قارية من الاتحاد الأفريقي.