انطلقت مؤخراً حملات في وسائل التواصل الاجتماعي تدعو لحجب أو إيقاف متابعة مشاهير عرفوا من خلالها في دول الخليج العربي. وبمتابعة التعليقات وقوائم الأسماء المستهدفة لوحظ مدى الامتعاض تجاه من عرفوا بالمشاهير الذي انتشرت حساباتهم بسبب تطور وسائل الاتصال التقني وتطبيقات الأجهزة الذكية مما مكن أي هاوٍ يملك الأدوات التقنية لفتح قناة إذاعية أو تلفزيونية خاصة يعرض بها الشخص ما يشاء بأي وقت أراد، والوصول للمتابعين في أي مكان بالعالم. من المتعارف أن تنتشر حسابات المشاهير مثل حسابات التواصل للمسؤولين أو لاعبي الكرة والفنانين، لكن السعي للشهرة بات يشمل محبي الظهور للتكسب منها بمحاولات شتى كانت مثل شراء الحسابات أو نشر حساباتهم عبر الإعلانات المدفوعة والمشاهير لكسب أكبر عدد من المتابعين. بينما يتجه البعض لإقحام خصوصيته الشخصية بصور يتعمد فيها إظهار تعارضها مع العرف أو قيم المجتمع من ذلك الاستظراف وعمل المقالب المؤذية واستخدام العبارات السامجة، والاستغلال للجنسين باستعراض الأجساد أو التغنج حتى ترصد من المتلصصين وتنشر في وسائل التواصل وإن انتقدوا أو شهر بهم إلا أن النتيجة هي جمع عدد أكبر من المتابعين، أو باستفزاز المتابعين بعرض حياة أسطورية لمظاهر البذخ من ملبس ومسكن ومطعم ومشرب وسفر واقتناء الغالي والنفيس. وكثير من الأمثلة عن البدايات التي بدأ بها كثير من حسابات مشاهير اقتنصوا الفرص بمبدأ الغاية تبرر الوسيلة ليجمعوا عدداً كبيراً من المتابعين الذي تابعوهم بداية فضولاً ثم محاكاة وإن انتقدوهم حتى يؤسسوا لقاعدة جماهيرية تجذب التجار والمعلنين كي يستقطبوهم لتسويق منتجاتهم وخدماتهم. وتدريجياً تحولت الكثير من الحسابات إلى ما يشابه تلفزيون الواقع يعرض فيه صاحبه تفاصيل حياته اليومية ويتخللها تسويق لمنتجات( بعضها بدون إظهار أنها دعاية) وبحسب الشهرة وعدد المتابعين تنهال العروض ويضع المشهور(المعلن) أو مدير أعماله التسعيرة التي تتلاءم مع عدد المتابعين، ويواكب الشهرة كذلك التعامل معهم بحسب عدد المتابعين كشخصيات بالغة الأهمية في ترتيبات السفر والسكن والاستقبال على سبيل المثال. أدى ذلك بالطبع لاستثارة الجمهور الباحث عن الشهرة وحب الناس والباحثين عن الكسب المادي السريع لدخول هذا الميدان الذي يمكن الهاوي فيه من الوصول إلى الشهرة بسرعة صاروخية بطرح أكثر جرأة وسخفاً، شجعهم على ذلك القاعدة الجماهيرية المتعطشة لكل جديد وممنوع وقلة المنافسين من أصحاب المحتوى الهادف والممتع والمواكب لحاجة المتلقي. جنون الشهرة وإيمان العديد من أصحاب الحسابات المشهورة بأنهم مؤثرين دفعهم للتعامل كما لو أنهم يقودون المجتمع سلوكياً أو فكرياً مما يمثل خطورة على التوجه العام. تواجد الأجهزة الذكية لدى غالبية أفراد المجتمع وبالخصوص الأطفال فتح المجال للمتابعة المباشرة للمشاهير الجدد بمحتواهم مهما كان ما يقدمونه من تأثير على المتلقي مما يستوجب مضاعفة الجهد في التوعية مقدمة على المنع حتى لا يشجع على البحث عنهم وحساباتهم في ظل انفتاح العالم. التوجه الجديد لوقف متابعة مشاهير السناب وبالخصوص السطحيين والانتهازيين يمثل بادرة تستحق الالتفات لها بعد أن أيقن الكثيرون بأنهم كانوا أداة تم استغلالها وأنهم لا يمثلون أكثر من رقم إضافي في قائمة المتابعين. Your browser does not support the video tag.