بعد مرور ستة أشهر على إعلان العراق تحرير الموصل من الإرهابيين، لا تزال الجثث المتحللة موجودة مقابل جامع النوري، المكان الذي شهد الإطلالة الوحيدة لزعيم تنظيم داعش الإرهابي أبو بكر البغدادي قبل ثلاث سنوات. وتجسد الفجوات الظاهرة على جدران الفنادق الواقعة على أطراف الشطر الغربي من المدينة الشمالية صورة محزنة عن حجم الدمار الذي خلفته حرب مدمرة استمرت أشهراً طويلة بين التنظيم الإرهابي والقوات الحكومية العراقية. بعد نشوة "التحرير" التي عاشها سكان الموصل في العاشر من يوليو، يعاني العدد القليل من الذين غامروا بالعودة إلى الأزقة الفارغة إلا من الحطام المتناثر، من القلق والعوز، ويتحدثون بحذر عن مستقبل يعتبرونه غير مستقر وغير مؤكد. قبل ستة أشهر، استعادت القوات العراقية السيطرة على ثاني أكبر مدينة في العراق بعد حرب دامية استمرت تسعة أشهر ودمرت قلب المدينة التاريخي. وتقول أنسام أنور (30 عاماً)، التي عادت للمدينة القديمة قبل أيام قليلة مع زوجها وأطفالهما الخمسة: "لا يوجد لدينا لا ماء ولا كهرباء، وأولادي محرومون من المدرسة، حتى رائحة الجثث المتعفنة لا تزال تخنقنا". في هذه الأثناء، أعلن مصدر في غرفة قيادة عمليات نينوى الأربعاء أن القوات العراقية قتلت 34 داعشياً في قريتي كنعوص وإمام غربي الواقعتين جنوب ناحية القيارة جنوب الموصل. وفي شمال محافظة ديالى، دمرت القوات عدة مضافات للتنظيم في حاوي العظيم، وفجرت منزلاً مفخخاً. وقالت قيادة عمليات دجلة إن "عملية تعقب خلايا داعش في أراضي حاوي العظيم مستمرة لحين تطهيرها بشكل كامل من الأوكار والخلايا الإرهابية". إلى ذلك، أكد السفير الأميركي لدى العراق دوغلاس سيليمان، الأربعاء، وجود موقف جديد بشأن خروج القوات الأميركية من العراق، مشيراً إلى أنه سيكون هناك انخفاض تدريجي لتلك القوات. وقال سيليمان إن "تواجد القوات الأميركية انخفض خاصة في الأنبار، وذلك بالتنسيق مع القوات العراقية، والمتمثل سابقاً بالدعم الناري من خلال المدفعية، في حين يقتصر حالياً بالدور الاستشاري فقط"، مضيفاً أنه "سيكون هناك خفض تدريجي لتلك القوات خلال الأشهر المقبلة دون استبدالها بأخرى". Your browser does not support the video tag.