رصد مختصون أهم الإيجابيات والسلبيات لكل من الريال الورقي مقابل العملة المعدنية بعد ظهور عدد من التساؤلات مع اقتراب موعد إلغاء الريال الورقي واستبداله بالمعدني. وذكر المستشار المالي طارق الشباني ل"الرياض" أن من إيجابيات العملات المعدنية البقاء والمتانة والاستدامة؛ فالريال الورقي من الممكن أن يبقى متداولا لعدة سنوات على الأكثر حسب ظروف تداوله وذلك قبل خروجه من دوائر التداول بسبب التلف أو التمزق أو تلاشي الحبر، في حين نجد أن العملة المعدنية تبقى لمدة قد تصل إلى 25 سنة، فلا زلنا نرى بعض الإصدارات القديمة من نصف الريال المعدني والتي تعود بعضها لعام 1408، علاوة على ذلك، نجد أن هناك العديد من العملات المعدنية والتي عاشت آلاف السنين لا تزال موجودة في بعض المتاحف، بالإضافة إلى انخفاض خطر التزوير؛ فعندما يتعلق الأمر بالتزوير، فإن العملة المعدينة تتفوق على العملة الورقية من حيث سهولة تزوير الأخيرة. وقال إن من المسلم به أن إمكانية تزوير كلا العملتين ممكن إلا أن غالب المزورين لا يكلفون أنفسهم أصلا الدخول في عناء تزوير العملات المعدينة وذلك لصعوبة صناعة العملة المعدنية بنفس المواصفات، فضلا عن أن عملية التزوير ستكون مكلفة وخصوصا مع انخفاض الجدوى من وراء عملية التزوير، وذلك بخلاف العملات الورقية والتي يتطلب الأمر فقط طابعة عالية الدقة وماسح ضوئي، وفي كل الأحوال فإنه من السهل على المؤسسات الرقابية اكتشاف عمليات التزوير والقبض على المزورين في كلا الحالتين ولكن الشاهد من هذا الاستطراد هو أن تزوير العملة الورقية يعتبر أسهل من تصنيع العملة المعدنية بغض النظر عن سهولة كشفه. وأردف الشباني "كما أن من إيجابيات العملات المعدنية انخفاض القابلية لنقل العدوى؛ فمن الناحية الصحية تعتبر العملات الورقية وخصوصا فئة الريال أكثر قابلية لامتصاص البكتيريا والجراثيم ونقل العدوى لكونها أكثر تداولا، إضافة إلى أن الورق بطبيعته أكثر قابلية للامتصاص من العملة المعدينة، وكنتيجة لذلك فإن تداول العملات الورقية قد يزيد من مخاطر انتشار العدوى والأوبئة، لذا تعد العملة المعدنية أكثر أمانا من الناحية الصحية. وحول أهم الإيجابيات في العملة الورقية قال الشباني إن انخفاض تكلفة التصنيع يعد من أهمها فهناك من يعتقد أن تكلفة طباعة الريال الورقي أعلى من تصنيع العملة المعدنية نظرا لاعتبار أن عمر الريال الورقي قصير بالنسبة لعمر الريال المعدني، والواقع أنه بالرغم من أن ظروف تداول الريال الورقي تتطلب طباعة عملات جديدة كل سنة، إلا أن تكلفة تصنيع العملة الورقية أقل من العملة المعدنية، وذلك وفقا لتقارير منشورة في دول مثل كندا، فعلى سبيل المثال نجد أن كندا قررت إيقاف سك العملات المعدنية لفئة الدنيا مثل السنت الواحد والخمس سنتات نظرا لأن تكلفتهما تتجاوز قيمتهما، إلا أنها أبقت على إمكانية التحاسب والتسعير على أساس السنت حيث من الممكن للتاجر التسعير على أساس السنت ومن الممكن أيضا للمتسوق استخدام السنت في السداد إذا كان ضمن الحساب البنكي. وتابع "كذلك يتمتع الريال الورقي بسهولة الحمل والحفظ حيث أن العملة المعدنية لا تقارن مع العملة الورقية إذ تعلق الأمر بسهولة الحمل والحفظ، فالعملات الورقية من السهل وضعها في محفظة النقود ومن السهل استدعائها، كما أنها أخف وزنا من العملات المعدنية، ومن جهة أخرى فإن العملات المعدنية أكثر عرضة للضياع". من جانبه قال الاقتصادي أسامة الحديثي إن أهمية التعامل بالعملات المعدنية تأتي في التقليل من الهدر المالي وفي تعزيز ثقافة الوعي في عملية التوفير والاستخدام الأمثل في عمليات الشراء، ويحقق التعامل بالعملات المعدنية تقليل دورة الرجيع أو التالف من العملات الورقية لأن الريال هو أكثر فئات التدوير في السعودية، كما أن استخدام الكاش في السعودية يتجاوز ال80 % ووجود العملات المعدنية سيجعل استخدام التعاملات الإلكترونية أكثر وهذا سيحقق فوائد اقتصادية في الاستخدام الأمثل وفي تقليل الهدر. أسامة الحديثي Your browser does not support the video tag.