بعد معاناة دامت لأكثر من 38 عاماً من الطغيان والإرهاب والقمع المنظم صرخ الشعب الإيراني في وجه نظام ملالي طهران رافضاً استمرار ممارسات الاستبداد الذي أنهك الشعب الإيراني وقيده بقيود الاستعباد والمهانة، فهذا النظام الظالم لم يترك للشعب الإيراني أي فرصة لتحمل المزيد من تخبطاته وإرهابه وتبديده لثروات بلاد فارس على حروب وميليشيات صنعها هذا النظام الإرهابي لتصدير ثورته والتي لم تتماسك في الداخل إلا بالنار والحديد والبارود لا عن قناعات، فما كان من شعب إيران الذي شعر بالذل والمهانة إلا أن يحدد موعداً مع الثورة الحقيقية على سجانيه ممن اتخذوا من العبث والتدمير والإفقار نفقاً مظلماً يسير معهم فيه كل من توافقت أهواؤه ومبادئه الإرهابية مع هذا النظام الإجرامي الذي ينشد تدمير أوطاننا بعد أن دمر بلاده وأسقطها في هاوية الجوع والفقر والهلاك. فمنذ ظهور هذا النظام الإرهابي عندما هبطت طائرة مرشدهم الدجال الأعظم ظهر الهلاك وحط وخيم الظلام على ربوع إيران ليبدأ مع هبوطها عصر السواد والكراهية وبث سموم الفتن ونشر الإرهاب والاغتيالات السياسية وارتكاب الجرائم وتأجيج الحروب برداء طائفي بغيض تعقبتهم فيه عقول ساذجة صدقت خرافة هذا المرشد المأفون وبعض من انخدعوا بالطائفية من خارج إيران ليشكلوا معها تشكيلاً شيطانياً ينشد سفك الدماء ونشر رائحة الموت والإرهاب لأجل تمكين إيديولوجية فكرية عفّى عليها الزمن وعلمنا التاريخ أن شبيهاتها لا تستمر وتسقط، لكن المثير في الأمر إصرار هذا النظام الديكتاتوري ومن في معيته على محاولة تصدير مشكلاته الداخلية ومسؤولية الأوضاع الساخنة التي تهدد استقراره للخارج واتهام الآخرين بتدبير هذه الثورة رغم انكشاف هشاشته من الداخل وعمق جرائمه وبعده عن شعب إيران وتلاعبه في مقدراته وثرواته وتبديدها على أحلام يستحيل تحقيقها، وفي جانب آخر من المشهد الإيراني وجدنا القناة الرخيصة تردد تلك الأقاويل والأكاذيب الواهية في سقوط إعلامي ومهني كشف لنا حجم سيادة الدولة الصغيرة ومن يتسيد قرار حكومتها حيث إن ما تناقلته تلك القناة الإخبارية الساقطة لا يصدقه إلا مغيب خُطفت منه نعمة البصيرة. فالمتابع للشأن الإيراني يعلم أن التحركات الشعبية الإيرانية وانتفاضة الشارع الإيراني حقيقية ونتيجة طبيعية لتراكمات سنوات من الإعدامات والتجويع والاضطهاد والاغتيالات السياسية ونشر المخدرات والبطش بالأقليات والعبث بمقدرات الأكثرية، لذلك على من يثرثر ويبرر ويبذل أمواله ومحاولاته بانتشال هذا النظام الشيطاني من سقوطه أن يعلم أنها ثورة شعب حقيقية وإن لم تنجح اليوم ستنجح غداً وستنعكس نتائجها عليه بالسلب فمن كان خياره التحالف مع شياطين الأرض في اليمن وسورية وإيران ولبنان وحشد العراق ستكون نهايته مشابهة لحليفه. Your browser does not support the video tag.