أصبحت أهمية التحليل المستمر للسكر باستخدام أجهزة تحليل السكر المستمرة معروفة لدى جميع مرض السكري وأنها بلا شك أفضل من أجهزة تحليل السكر المنزلية المعتادة، وذلك من ناحية إعطاء صورة أكبر عن وضع مريض السكري الصحي. فكما هو معروف أنه لا يستطيع مريض السكري مهما بلغ من الحرص ومهما بذل من الجهد أن يقوم بتحليل سكره أكثر من أربع مرات في اليوم، وإن استطاع عمل ذلك فإنه لن يداوم على ذلك أكثر من أيام أو أشهر معدودة، وحتى ولو قام بهذا الأمر وبهذا الجهد فهو ليس بكاف لمعرفة احتياجه الحقيقي من الأنسولين أو من أدوية تخفيض السكر، لذا يلجأ معظم مرضى السكري إلى تحليل الدم كل ثلاثة أشهر لمعرفة ما يعرف بمعدل السكر التراكمي، وبالرغم من استعمال جهاز التحليل المنزلي لقياس نسبة السكر بالدم يعتبر من أفضل ما توصلت إليه التقنية الطبية في العصر الحديث لخدمة مرضى السكري، إلا أن أجهزة تحليل السكر المستمر تعتبر الأفضل. ما الجديد في تحليل السكر المستمر أو تحليل السكر من غير وخز: طرحت إحدى الشركات جهازا يقوم بتحليل السكر عبر الأذن وقد تحدثنا عن هذا الجهاز من قبل، ولكن الجديد في الأمر أنه تم طرحه في دولة الإمارات العربية المتحدة وأن للشركة أفرعا ومندوبين في المملكة العربية السعودية. ولقد تمت الموافقة على تسويق هذا الجهاز وتشير الدراسات على دقة تحليل هذا الجهاز ويبقى الاستخدام الشخصي المحلي لهذا الجهاز وغيره من الأجهزة هو المحك الأساسي. فعند استخدام هذا الجهاز من قبل المرضى في السعودية نستطيع الحكم على جودة هذا الجهاز وغيره. ما جهاز السكر المستمر الذي تزرع شريحته تحت الجلد: وقد طرحت إحدى الشركات جهاز تحليل سكر يتمتع بشريحة تزرع تحت الجلد ويستمر عملها لمدة تصل إلى 3 أشهر وقد يتم تطوير هذه الشريحة بحيث تبقى تحت الجلد لمدة تصل إلى 6 أشهر أو حتى سنة كاملة. ويقوم الجهاز بقراءة السكر بصفة مستمرة باستخدام جهاز الجوال العادي. تكمن الصعوبة هنا في أن هذه الشريحة تحتاج إلى إحداث شق بسيط في الجلد لكي يتم زراعتها كل 3 أشهر. قد يكون الأمر أكثر سهولة لو كانت زراعة هذه الشريحة كل سنة. ماذا عن دقة أجهزة التحليل المستمر لمرض السكري، وهل يمكن تصغير حجمها الفعلي الموجود عليه الآن؟ بالرغم من أن استخدام أجهزة التحليل المنزلي بدأ لأول مرة في نهاية السبعينيات من القرن الميلادي الحالي، إلا أنها تطورت بسرعة فائقة ليس فقط في تقنيتها بل وفي حجم تلك الأجهزة، وفي المدة اللازمة لإعطاء نتيجة التحليل، وفي تخفيف آلام الوخز عند أخذ العينة، ولذا فقد أصبح من السهل جداً على مريض السكري مراقبة مستوى سكر الدم ذاتياً بالمنزل، وهذا بالتأكيد يساعد على السيطرة على داء السكري وتجنب المضاعفات، لذا ينصح جميع مرضى السكري باقتناء جهاز تحليل سكر الدم المنزلي؛ حيث يساعدهم ذلك في معرفة مدى سيطرتهم على سكر الدم، وبلا شك أن أجهزة التحليل المستمر تعطي كمية أكبر من المعلومات مقارنة بأجهزة التحليل المعتادة. والجدير بالذكر، أن جميع الذين يعانون من مرض السكري أو الذين لديهم قابلية، ويمكن سرد الذين بحاجة إلى هذه الأجهزة حسب الأهمية. أولاً: مرضى النوع الأول والحوامل. ثانياً: مرضى النوع الثاني الذين يعالجون بالأنسولين. ثالثاَ: مرضى النوع الثاني الذين يعالجون بالأقراص. رابعاً: مرضى النوع الثاني الذين يعالجون بالنظام الغذائي فقط. وغالباً يحتاج المرضى لبعض الإرشادات عن أهداف التحليل المنزلي لسكر الدم، وكيفية الاستفادة منها وعن الشروط اللازمة توفرها في جهاز التحليل المنزلي. وقبل أن يبدأ المريض باستخدام جهازه لأول مرة لابد له من الأخذ في الاعتبار قراءة تعليمات التشغيل الخاصة بالجهاز وتطبيقها. إجراء التحليل أول مرة بحضور المثقف الصحي. تنظيف الجهاز من الأوساخ أو الدم كل أسبوع على الأقل. إعادة معايرة الجهاز في كل مرة يستعمل فيها علبة شرائط تحليل جديدة. استخدام محلول أو شريط المعايرة للتأكد من صحة قراءة الجهاز عند اللزوم. اصطحاب جهاز التحليل عند زيارة الطبيب وقياس نسبة السكر قبل الإفطار ومقاربتها مع نتيجة تحليل سكر الدم لدى الطبيب. لو أردنا سرد إيجابيات تحليل السكر المستمر المتواجدة الآن في السوق السعودي وكذلك سلبياته؟ من الأفضل في الوقت الحاضر هو استخدام أجهزة تحليل السكر المستمر والمشكلة كما ذكرت في تكلفة هذه الأجهزة باهظة نوعاَ ما فقيمة الجهاز تقارب العشرين ألف ريال، وقيمة الجزء الحساس الخاص بالتحليل يقارب الثلاثمئة ريال الذي يجب استبداله كل 3 أو 4 أيام، وأحد أهم مميزات هذا الجهاز هو إعطاء المنحنيات البيانية، ويمكن التعرف على ارتفاع السكر قبل وبعد الأكل وأثناء النوم وعند حالات الغضب والإرهاق وفي حالات المرض، ويمكن التعرف على الأسباب التي أدت على ارتفاع السكر أو انخفاضه، وفي أي وقت كان هذا الارتفاع، كما أن الجهاز يعطي تنبيهاً في حالة الارتفاع أو في حالة الانخفاض، ويساعد المريض والطبيب على التحكم في السكر وضبطه والتحكم به؛ حيث إن هناك أسبابا أو بعض الوجبات قد ترفع السكر لمدة محدودة وبعضها قد ترفع السكر لمدة طويلة فيمكن للطبيب إعطاء جرعة الأنسولين التي تناسب هذا الارتفاع في السكر أو الانخفاض، كما أن هذه الأجهزة الحديثة تعطي تنبيهاً إذا كان هناك ارتفاعا حادا في السكر أو انخفاضا حادا في السكر، وتظهر على شاشة الجهاز أسهم، وإشارات توضح ذلك وتساعد المريض أو حتى القائمين على رعاية المريض على ضبط السكر في مستويات شبه طبيعية. إن أجهزة التحليل المستمر تعتبر الخطوة الأولى ما سيعرف بالبنكرياس الصناعي الذي طالما انتظره مرضى السكري من الأطفال الذي سيكون بلا شك بديلاً عن زراعة البنكرياس التي تحتاج إلى متبرع في بداية الأمر، وأدوية مهبطة للمناعة بعد الزراعة ناهيك عن نسبة استمرارية نجاحها التي قد تتقلص مع مرور الأيام نتيجة لرفض الجسم لها. للتواصل مع مشرف الصفحة عبدالرحمن محمد المنصور :[email protected] الاستشارة الطبية ضرورية مع استخدام أجهزة التحليل المنزلي