النوع الأول *أعتقد أنك يا دكتور حين تتحدث عن مرض سكري الأطفال فإنك تقصد (النوع الأول) من مرض السكري والذي يحدث بسبب فقد الجسم لهرمون الأنسولين ولكن كيف يتم التفريق بين النوع الأول والنوع الثاني من مرض السكري خاصة في المراهقين وعند التشخيص؟ * نعم، مرض السكري النوع الأول يختلف عن مرض السكري النوع الثاني الذي يكون بسبب زيادة الوزن وضعف مستقبلات الأنسولين، وإن كان كلا المرضين يحمل نفس المسمى. إن السبب الرئيس للسكري النوع الأول هو فقدان الأنسولين ولذلك فإن العلاج الوحيد هو التعويض بالأنسولين وليس هناك مجال لعلاج السكري النوع الأول بالحبوب المخفضة للسكر أو بالأعشاب أو بغيرها. مرض حاد البداية *يقال إن مرض السكري النوع الأول هو مرض حاد البداية فما المقصود بهذه العبارة وكيف هو الفرق بينه وبين النوع الثاني من هذا الجانب؟ * نعم، المقصود بكلمة حاد البداية هو أن ظهوره يحدث خلال أسابيع معدودة وليس خلال سنوات عديدة كما هو الحال في مرض السكري النوع الثاني. ونرى بعض أهالي المريض يستغرب حدوث المرض فجأة وخلال أيام قليلة وقد يكون تم عرض الطفل على طبيب ما قبل ظهور المرض بأيام ولم يكتشف الطبيب الإصابة مما يثير حفيظة الأهل وغضبهم على ذلك الطبيب لعدم اكتشافه المرض مبكرا، ولذا يجب التنبيه أن مرض السكري النوع الأول قد يحدث فجأة ويكتشف خلال أيام أو أسابيع وليس بالضرورة خلال زيارة الطفل للطبيب الأول. مرض مناعي *يقال إن مرض السكري النوع الأول هو مرض مناعي، فما المقصود بهذا الأمر؟ * هنا نحتاج لبعض التفصيل لفهم الأمر، يرتفع السكر في الجسم عندما يتأثر قرابة التسعين في المئة من البنكرياس وليس بالضرورة كامل البنكرياس وكامل خلاياه المفرزة للأنسولين. وبالتالي عندما يعطى للطفل الأنسولين بعد التشخيص، فإن ذلك ينشط الخلايا الصالحة الباقية ويؤدي إلى إفراز بعض الأنسولين الداخلي الطبيعي مما قد يؤدي إلى خفض السكر في الدم. إن هذه الحالة تسمى تجاوزا فترة شهر العسل وهي فترة إفراز الأنسولين الداخلي الطبيعي الإنساني والتي قد تستمر قرابة الشهر أو أكثر أو أقل. الواجب علمه هنا أن هذه الفترة هي فترة مؤقتة ومرحلية؛ أي أن الجسم سيعود للاعتماد الكامل على الأنسولين الخارجي وليس هناك مبرر لوقف الأنسولين الخارجي أو الاعتقاد بأن المرض قد انتهى وأن المريض أو الطفل قد شفي من المرض تماما، وإنما الواجب عمله أن يقلل المريض جرعات الأنسولين باستشارة الطبيب المعالج وليس وقفها، والحرص على تحليل السكر المنزلي عدة مرات في اليوم لاكتشاف أي انخفاض في سكرالدم. معتقدات خاطئة *هل حقيقة أن إعطاء الأنسولين لمريض السكري النوع الأول يهبط من الأنسولين الداخلي؟ * هذه من المعتقدات الخاطئة عن مرض السكري النوع الأول الذي يصيب الأطفال. إن البدء باستخدام الأنسولين الخارجي يؤدي إلى تعود الطفل عليه وأنه، أي الطفل، بعد ذلك لا يتقبل الأقراص المخفضة للسكر والأولى هو البدء بالأقراص المخفضة للسكر وليس حقن الأنسولين وهذا اعتقاد خاطئ. إن هذا الاعتقاد الخاطئ يبطئ من البدء باستخدام الأنسولين ويؤدي إلى حموضة الدم من جراء ارتفاع سكر الدم. إن الأنسولين الخارجي لا يؤثر على الأنسولين الداخلي كما يعتقد البعض، بل إن الإسراع بالبدء باستخدام الأنسولين الخارجي يساعد على استمرارية إفراز الأنسولين الداخلي والذي هو بلا شك أفضل من الأنسولين الخارجي من ناحية تلقائية وانتظام الإفراز. استخدام الأدوية التي تحتوي على سكر *هل حقيقي أن استخدام الأدوية التي تحوي بعض السكريات ترفع من مستوى السكر في الدم؟ -يخشى الكثيرون من استخدام الأدوية التي تحوي سكرا والتي تؤدي إلى زيادة مستوى السكر في الدم، والذي يجب إدراكه أن محتوى هذه الأدوية المختلفة من السكر قليل جدا ولا تؤثر بالشكل المعتقد في سكر الدم، بل إن استخدامها قد يساعد من شفاء المريض من مرض معين مثل أدوية خفض الحرارة أو المضادات الحيوية والتي قد تساعد في خفض مستوى السكر في الدم، وبالتالي استخدامها إيجابي وليس سلبيا كما هو معتقد.